Advertisement

لبنان

اليوم العالمي للصحافة و سؤال الحرية

Lebanon 24
03-05-2023 | 00:16
A-
A+
Doc-P-1062829-638186952129111383.jpg
Doc-P-1062829-638186952129111383.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس: محورية التركيز في اليوم العالمي للصحافة الذي أقرته منظمة الاونيسكو  هو وجوب التمييز المعرفي  و التفريق  الموضوعي بين ثلاث حريات إفتراضية في مجتمع تحكمه ديمقراطية الفوضى و تتحكم به تداخلية السلطات كونه مجتمع مركّب ظاهريا و غير متماسك واقعا . هذا المثلث هو حرية الصحافة و حرية المؤسسة و حرية الصحافيين .
Advertisement
و استنادا الى هذا التقسيم يمكن مقاربة أزمة حرية التفكير و التعبير التي تحكم العلاقة بين المكونات المجتمعية للصحافة في رسالتها المعرفية و دورها الإخباري و التنويري و وظيفتها الإنسانية ، إضافة الى وضعيتها المؤسساتية في عملية الانتاج و الاستثمار المادي في صناعة الاعلام و البرامج و التوظيف التجاري ، كمؤسسة تجارية تبغي الربح و تعتمد نظاما اقتصاديا  يقوم على إتباع التوازن الحسابي و اعتماد سياسة مالية واقعية تبقيها على قيد الصدور من دون أي إرتهان يحد من حريتها  و يشوه رسالتها.
ان  الكيانية الفكرية  التي تنماز بها الصحافة اللبنانية مذ نشأتها ، تتركز بأساسياتها على التمتع بخصوصية الحرية  و التعمق بممارسة فلسفة حرية التفكير و  إنضباطية  التعبير ، توافقا مع مسؤولية الكلام  و جدية الموقف و رصانة الرأي الواجب توفره في الصحافة .
و يشكل  سؤال الحرية القضية الأبرز  التي تعترض تألق الإعلام  في مسيرته الكيانية و القيام بدوره كشريك في تحمل و صناعة المسؤولية  الوطنية و المجتمعية و تحصين الدور المهني للإعلامي و حماية رسوليته و إحترافيته و تحريرها من كل ما يعكر صفاء أجواء الحرية التي ينماز  بها لبنان من خلال صحافته الحرة و العريقة.
  ينبثق عن هذه الاشكالية سؤال فرعي ما إذا كان 
الكلام عن  الحرية ينحصر بحرية الصحافة داخل المجتمع السياسي ، أم حرية الاعلامي داخل مجتمع المهنة كمؤسسات و تنظيمات نقابية .
تنتظم هرمية السلطات في المجتع الديمقراطي ، و يكتمل عقدها بسلطتين معنويتين : سلطة الاعلام بتراتبيتها الرابعة  و سلطة الفكر النقدي في مركزيتها الخامسة ، ما يؤكد التوازن و الاتزان  بين تكوينات السلطات بتكامليتها ، تشريعيا و تنفيذيا و قضائيا  و الاضطلاع بمسؤوليتها مهنيا و معرفيا و البقاء في خدمة الحقيقة و تقصي الحقائق و متابعة تطور القضايا وصولا الى النتائج الصلبة و الدفاع عنها ، كي لا تبقى الحقيقة يتيمة.
مبدئيا تكون حرية المؤسسة الاعلامية و حرية الاعلامي  من حرية النظام  و حرية النظام  من حرية المجتمع. هذه الثلاثية تتكامل لتشكِّلَ مجتمعاً إعلامياً مُتَراصّاً يكون بحق سلطة وازِنة و حكيمة هي  السلطة الإعلامية بمعنى انها مسؤولية خالصة.
و حماية لمفهوم الصحافة و الاعلام ، و تحصينا لدورِ العاملين في المؤسسات النظامية ، و تاكيدا لقيمة  الحصانة المهنية  التي يجب ان يتمتع بقيمها  و مفعولها الصحافيون و الإعلاميون النظاميون ، و حفاظاً على الكيانية النقابية و المهنية للإعلامي  ، فمن الواجب الدعوة الى التمييز قانوناً و لَفْظاً و معنىً ، بينتسميات الصحافي و الاعلامي و التفريق بينهما و بين المُدَوِّن و المُغَرِّد و كُتّاب المواقع  و روّاد وسائل التواصل الاجتماعي ، و وجوب  الفصل بين التوصيفات التي تحكم عملهم  و هواياتهم ، مع إحترام كامل لحرية و رأي كل شخص من موقعه الفردي و ليس المؤسسي. و بإنتظار إقرار قانون الاعلام الالكتروني ، نتطلع  الى تحديث دائم للقوانين الناظمة للاعلام مراعاة للمتغيرات و توافقا مع العصرنة التي تستوجبها إنتظارات اللبنانيين وتطلعاتهم نحو إعلام اكثر حداثة ، شكلا و مضمونا و اهدافا.
إنَّ  مهمة تحصين دور الإعلامي في مجتمع تماهى فيه الحق بالحرية بديمقراطية الفوضى ، يكون بالتركيز على ان حريّة التعبير تَرتبطُ بنيويا بتوفير حرية التفكير من دون اسقاطات  و توزيع القاب و إغداق صفات لتوفير حمايات لغير مستحقيها  .
 و الحريتان تتلازمان و تنسلان جذريا من  الحرية التي توفرها المؤسسة للإعلامي، بعيدا عن المنع و الصد و الترهيب و التعسُّف و الإسغتناء و الطرد و الإقالة .
و إذْ أُهنئ الصحافة اللبنانية و  الإعلاميات و الاعلاميين و العاملين في خدمة الحرية و الحقيقة بهذا اليوم الحاملِ مَجْدَ الإسهام ببناء مجتمعٍ لبناني اشد وطنية و أرسخ إلتزاماً و أصْرَحَ انتماء و تفاعلا انسانيا ، اتمنى لنقابة المحررين و نقابة الصحافة و نقابة العاملين بالمرئي والمسموع و التنظيمات الاعلامية القانونية ، كل النجاح للبقاء في جهوزية دائمة لخدمة الوطن والانسان و الكلمة الحرة و الموقف الجريء و الجهر بالرأي الحر  و المتحرر من اي ضغوط . فلا لبنان خارج مناخ الحرية ، و لا صحافة من دونها .
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك