Advertisement

لبنان

لبنان والتاريخ .. ماذا عن التفاهم السعودي – السوري؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
16-05-2023 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1067426-638198298550414378.jpg
Doc-P-1067426-638198298550414378.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger



فك تجميد عضوية سوريا في جامعة الدول العربية لم تكن عملية احتضان بقدر ما هي محاولة انتزاع دبلوماسي ناعم لبشار الاسد من الحضن الايراني قادته الممكلة العربية السعودية. جاءت رداً على زيارة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي لدمشق بعد حوالى ثلاث عشرة سنة من اندلاع الازمة السورية. على ما حملته هذه الزيارة من تنظيم لصفوف التعاون في محاولة لترسيخ النفوذ الايراني في سوريا، الا انها نتائجها ستبقى محكومة بالمسار السعودي الذي اطلق محركاته بخطى ثابتة وحازمة في المنطقة نحو استلام دفة القيادة العربية وتحديدا الاسلامية السنيّة المعتدلة.
Advertisement
هي بداية البدايات في كسر الستاتيكو التي سارت عليه المنطقة منذ العام 2005 والذي تظهرت فصوله انطلاقا من لبنان مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما افرزه هذا الحدث من تطورات كبيرة، ابرزها خروج الجيش السوري من لبنان مقرونا باتهام سوريا بالاغتيال ورفض حزب الله وحركة امل لهذا الاتهام والذي شكل في حينه ركيزة فك التفاهم السعودي السوري منذ اتفاق الطائف، فخلّف في ظله انقساماً عموديا داخلياً واضحاً وكشف عن عورات القيادات السياسية للبلد التي لطالما اتكلت على ادارة الخارج لها وعلى فرض التوافقات في ما بينها. وحتى مع خروج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من السجن وعودة جنرال الرابية ميشال عون من المنفى لم يتبدل في المشهد شيئ وانما انتقل من مرحلة الصراع السنيّ الشيعي حيث صعود الشيعية السياسية الى مرحلة الصراع الماروني الاسلامي على خلفية حقوق المسيحيين في إعادة لمشهد المارونية السياسية السابقة والذي لا نزال نعيش فصوله حتى تاريخه.
وعلى اطراف المأزق اللبناني حل الربيع الربيع العربي برياحه الخمسينية الملتهبة حارقاً الرؤوس فيما بقيت الانظمة متجذرة في النفوس الى ان تعطلت محركاتها في سوريا بدعم روسي وايراني اوصل اللاعبين الكبار الى خيار نصف عودة ونصف رحيل، في ظل تخبط داخلي كبير للدول الراعية للحرب على كل المستويات، الامر الذي مهد الطريق نحو فتح اوراق التفاهم وصولا الى رسم ستاتيكو جديد في المنطقة. ولكن ماذا عن لبنان الغارق في ازماته وماذا عن مصير التفاهم السعودي السوري على لبنان بعد عودة الحرارة على الخط الايراني ؟!
لاشك ان سياسة الانفتاح التي تضطلع بها المملكة تجاه خصومها أولا، تنبىء بمرحلة جديدة من التعاطي مع ملفات المنطقة ولبنان جزء اساسي فيها وحراك السفير السعودي مؤخراً على خلفية الملف الرئاسي خير دليل، الا انه ،على رغم ذلك، لن تنزلق في شرك الاصطفافات وهي التي رسمت لنفسها موقعا وسطا مع صفر مشاكل. كما انها في المقابل تعلم مدى اهتمام سوريا تاريخيا بان يكون لها دور في لبنان ورفض اي قوى تصادمها فيه، وحصل ذلك فعلا ابان الحرب الاهلية والاعتداءات التي تعرضت لها القوات السعودية في لبنان عندما كانت في عداد قوات السلام العربية قيل في حينه ان كان يقف خلفها مناصرون لسوريا. من هنا فهي لن تتنازل عن دورها في لبنان تاركة في الوقت عينه هامشاً من التوافق ، متكلة في آن على التزامات ايران تجاهها مما قد يؤسس لمرحلة جديدة تشبه في مناخها مناخ اتفاق الطائف، وقد نجد ترجماتها بداية في ملف رئاسة الجمهورية والذي فيما لو حصل ليس مستبعدا ان يشهد رئيس الجمهورية الجديد زيارة قد تكون "مفاجأة" على غرار الزيارة المشتركة التي اجراها العاهل السعودي والرئيس السوري الى لبنان في حزيران العام 2010 خلال ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان وذلك لتهدئة التوتر على خلفية الاتهامات التي وجهت في حينه الى اعضاء من حزب الله في اغتيال الحريري.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك