Advertisement

لبنان

هل ستعود سوريا بقوّة إلى لبنان؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
19-05-2023 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1068500-638200847827927968.jpg
Doc-P-1068500-638200847827927968.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
 
تعود سوريا اليوم إلى جامعة الدول العربيّة، وتُشارك في القمّة في جدّة، في السعوديّة، بعدما أتتها دعوة رسميّة من الرياض، وبعد قيام دول عربيّة وخليجيّة بارزة بإعادة فتح سفاراتها في دمشق، في دلالة واضحة على أنّ الرئيس السوريّ بشار الأسد يسير بخطى ثابتة نحو لعب دوره العربيّ، كما كان قبل الحرب السوريّة عامّ 2011.

Advertisement
 
وكانت سوريا فاعلة جدّاً في الداخل اللبنانيّ، من حيث المساهمة في اتّخاذ القرارات عند كلّ إستحقاق، وهي لا تزال تنتظر أنّ تعود علاقاتها مع بيروت كما في السابق، دبلوماسيّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً. ولعلّ الخطوة الأولى تقضي أوّلاً بانتخاب رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، وهناك عدّة عوامل تُعطي دفعا قويّا لشركائها في لبنان، وأهمّها عودتها إلى الحضن العربيّ، وفشل كلّ المحاولات منذ العامّ 2011 لتقسيمها وعزل رئيسها، ما يُؤكّد أنّ المحوّر السوريّ – الإيرانيّ أو المعروف بالممانع قد خرج منتصراً، وعزّز مكانته في المنطقة، والدول العربيّة بدأت تتكيّف مع هذا الواقع، وهذا ما تجلّى من خلال التقارب السعوديّ – الإيرانيّ، والسوريّ – العربيّ.
 
ولكن، قبل أنّ تتحقّق العودة السوريّة إلى لبنان، والتي كانت مؤثّرة لجهّة إنجاز الإستحقاقات، وخصوصاً انتخابات رئاسة الجمهوريّة، لا تزال تُواجه دمشق عقبات كثيرة تحول دون تدخّلها في العديد من القضايا العربيّة واللبنانيّة. فالحرب لم تنتهِ تماماً هناك، وسوريا لا تزال مقسّمة بين محافظات خاضعة لنفوذ السلطات السوريّة، وأخرى تحت سيطرة ما تبقى من التنظيمات الإرهابيّة والقوّات المواليّة لتركيا، وتلك القريبة من دول التحالف الدوليّ وقوّات سوريا الديمقراطيّة.
 
إضافة إلى ذلك، فإنّ أراضِ سوريّة قابعة تحت الإحتلال التركيّ، وهناك جيوش أجنبيّة كثيرة موجودة في دمشق، شاركت في الحرب على الإرهاب، ومنها الروسيّة، والأميركيّة، والإيرانيّة، والكرديّة و"حزب الله"، أيّ أنّ الرئيس بشار الأسد لا يتحكم بسيادة بلده كاملاً، ولا يزال ينتظر تسويّة دوليّة كُبرى، تُفضي أوّلاً بالقضاء على آخر معاقل داعش وبقيّة التنظيمات الإرهابيّة، وثانيّاً إنسحاب كامل الجيوش، وعودة التنظيمات التي أتت من لبنان والعراق إلى بلادها.
 
وأيضاً، تُعاني سوريا من أزمة إقتصاديّة شبيهة بتلك التي تعصف بلبنان، وقد زاد زلزال 6 شباط المدمّر من مآسي الشعب السوريّ، الذي لا تزال أعداد كبيرة منه بمثابة لاجئين ونازحين في الدول المجاورة. ورغم كلّ المناشدات بضرورة عودتهم إلى بلادهم، فإنّه من دون أقلّه إعادة إعمار ما دمّرته الحرب والزلزال، يصعب رجوع من هجر وطنه، مع تقديم كافة المساعدات لهم في الدول التي استضافتهم، أكانت ماديّة، أمّ تربويّة وطبيّة وسكنيّة. كما أنّ خطّة إعادة الإعمار لا تنتهي بين ليلة وضحاها، بل تحتاج أقلّه إلى بعض السنوات، ولا يُمكن ترحيل النازحين بالقوّة، خلافاً لرغبة الدول الغربيّة والأمم المتّحدة والجمعيّات الإنسانيّة.
 
وصحيحٌ أنّ هناك هجمة عربيّة على التطبيع مع الرئيس الأسد، للمساهمة في مشاريع إعمار سوريا والإستثمار فيها، غير أنّ عودتها الفاعلة في لبنان وعربيّاً لن تكون قريبة، بانتظار تعافيها من آثار الحرب والزلزال، والتخلّص من الأزمة الإقتصاديّة. وأكثر من ذلك، هناك العقوبات الأميركيّة التي أنهكتها، في ظلّ الحديث عن إعداد مشروع قرار أميركيّ جديد، يُضيّق الخناق على دمشق، ويُهدّد كافة الدول التي ستنوي التقرّب من الأسد.
 
وكانت سوريا تتمنّى أنّ يُحرز حلفاؤها في لبنان فوزاً في الإنتخابات النيابيّة، التي أُقيمت قبل حوالى سنّة، وكانت تتطلّع لو ربح "حزب الله" الأكثريّة النيابيّة، ان يُنتخب سليمان فرنجيّة رئيساً، لأنّ الأخير يُعتبر من أبرز الشخصيّات المرشّحة الحليفة لدمشق ولعائلة الرئيس الأسد، وهو وحده سيستأنف العلاقات مع سوريا، لهذا السبب يسعى "الثنائيّ الشيعيّ" بكلّ قوّته لانتخابه، وتأمين الظروف الدوليّة والعربيّة لإيصاله إلى بعبدا.
 
وأمام كلّ المشاكل التي لا تزال تُواجه سوريا، يبدو أنّ دورها حاليّاً في لبنان هو عبر حلفائها، وأبرزهم "حزب الله" وفريق الثامن من آذار. فإذا انتُخب فرنجيّة رئيساً، وتشكّلت حكومات من لونٍ واحدٍ، وقرّرت بعض الكتل التوجّه لمعارضتها، فإنّ كل هذا سيُسرّع من تقارب لبنان من دمشق، لأنّ "حزب الله" يهدف إلى مواكبة التطبيع العربيّ مع الأسد. كذلك، هناك ملفات أساسيّة يتوجّب مناقشتها ومعالجتها مع سوريا رسميّاً، ومنها موضوع الحدود البحريّة، وضبط الحدود البريّة ومكافحة التهريب، والتبادل التجاريّ والإقتصاديّ.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك