Advertisement

لبنان

يدعو للتوافق والتفاهم.. هل تخلى "التيار" عن نظرية "الرئيس القوي"؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
21-05-2023 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1069195-638202588313157001.jpg
Doc-P-1069195-638202588313157001.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعدما أضحى وحيدًا بلا أصدقاء، عقب خلافه مع "حزب الله"، على خلفيّة مضيّ الأخير بترشيح رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية رئيسًا للجمهورية، يلاحظ المتابعون لرئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل في الآونة الأخيرة، تبنّيه لخطاب مختلف عمّا كان ينادي به سابقًا، حيث يدعو إلى التوافق على "رئيس" يكون مقبولاً من الجميع، بعيدًا عن أيّ تحدّ أو استفزاز لهذا الطرف أو ذاك.
Advertisement
 
قد يكون مفهومًا أن ينتشي "التيار" بفكرة أنّه، رغم خصومته الظاهرة مع الجميع، وفقدان كلّ الأطراف الثقة به، لا يزال يمثّل "حاجة" للجميع، فمؤيدو فرنجية يحتاجون إليه لتأمين الأصوات الضامنة لفوز الأخير، أو بالحدّ الأدنى نصاب الجلسة الانتخابية، وخصومه يحتاجون إليه أيضًا من أجل مواجهة رئيس تيار "المردة"، بعدما أثبتت الجلسات السابقة عدم قدرتهم على خوض "المعركة" بمفردهم.
 
لكنّ المشكلة التي يتوقف عندها البعض تتمثّل في أنّ خطاب "التيار" يبدو بعيدًا بالمطلق عن نظرية "الرئيس القوي" التي أطلقها، فهو يدعو "حزب الله" إلى "تليين" موقفه من أجل التوافق على مرشح "وسطي"، ويقول لمعارضيه صراحةً إنّه لن يسير بأيّ رئيس يمكن أن يشكّل "استفزازًا" للحزب، فهل تخلّى "التيار" عن نظرية "الرئيس القوي" بعد تجربة "العهد" المريرة، أم أنّها المصالح الآنية التي تفرض مثل هذا التموضع؟
 
مقاربة "التيار" الوسطية
 
يرفض المحسوبون على "التيار الوطني الحر" القول إنّ مقاربتهم "الوسطية"، إن جاز التعبير، للاستحقاق الرئاسي تنطوي على "تخلّ" عن نظرية "الرئيس القوي"، واستعادة لسرديّة "الرئيس الرمادي" الذي لطالما حاربوه في أدبيّاتهم، حيث يشيرون إلى أنّ "الرئيس القوي" ينطبق بطبيعة الحال على أيّ مرشح يحظى بدعم الكتل الأساسية، مسيحيًا ووطنيًا، طالما أنّه يتمتع بالحيثيّة المطلوبة، ولا يتمّ "فرضه" على القوى السياسية.
 
يشير هؤلاء إلى أنّ "التيار" ينطلق في مقاربته للاستحقاق الرئاسي ممّا يمكن وصفه بـ"الواقعية السياسية"، وهو ما يفسّر عمليًا إصراره على إيجاد "توازن" بين طرفي الصراع، فهو كما يرفض مرشح "حزب الله" سليمان فرنجية لكونه يعتبر أنّه "لا يناسب المرحلة"، يدرك أن أيّ مرشح لا يكون مقبولاً من الحزب، أو يشكّل "تحديًا" له، لن يستطيع أن يصل إلى بعبدا، وإن وصل لن يتمكّن من الحكم وتحقيق التغيير الفعليّ.
 
من هنا، يعتبر المحسوبون على "التيار" أنّ الخيار "الأمثل" استنادًا إلى ما تقدّم، يقوم على "تسوية" تجمع بين طرفي الصراع، حول مشروع الرئيس المقبل قبل اسمه، وهو ما يؤكده ممثلوه للقوى المعارضة التي "يتقاطع" معها على رفض ترشيح رئيس تيار "المردة"، لكنّه يختلف معها على النظرة لـ"حزب الله"، وهو يصرّ على أنّ ظروف 2014-2016 لا تشبه ظروف اليوم، ولا تتحمّل انتظارًا طويلاً أو ثقيلاً بأيّ شكل من الأشكال.
 
أوراق باسيل "التفاوضية"
 
يحاول "التيار الوطني الحر" إذاً أن يشكّل "نقطة وصل" بين طرفي الصراع، بعدما وجد نفسه وحيدًا، إثر "القطيعة" مع "حزب الله" بسبب خياره الرئاسي، وعدم رغبة المعارضة في تلقّف "يده الممدودة" حتى الأمس القريب، إلا أنّه استفاد في نهاية المطاف من "حاجة" الجانبين إليه، فالحزب يرغب في ترك "الودّ" معه، والمعارضة تشعر أنّها عاجزة على المواجهة من دونه، ولو أنّها لا تثق بأنّه لن "يغدر" بها عند أول امتحان.
 
باختصار، لا يتعلق الأمر بالنسبة إليه بفكرة "الرئيس القوي"، بقدر ما يرتبط بـ"مصلحته السياسية" في الوقت الراهن، يقول العارفون، الذين يشيرون إلى أنّه ليس خافيًا على أحد أن باسيل يسعى لتعزيز أوراقه "التفاوضية"، فهو برفضه إعلان "الطلاق" مع "حزب الله"، كما برفضه استفزازه بأيّ اسم لا يرضيه، يوجّه له رسالة بأنّ "البديل" موجود، وأنّ "التفاهم" معه قد يكون الحلّ الأفضل، للتقاطع من جديد على الكثير من الملفّات.
 
لا يعني ذلك أنّ "التيار" لا يعبّر ضمنًا عن تغيير مقاربته عمّا كانت عليه قبل العام 2016، فتجربة الرئيس ميشال عون لم تكن كما كان يشتهي بحسب العارفين، خصوصًا أنّه لم يحقّق شيئًا من الوعود التي قطعها، وهو ما قد يكون من الأسباب التي دفعت باسيل لعدم ترشيح نفسه، إضافة إلى "استحالة" فوزه، في ظلّ الظروف الموضوعية الحالية، التي تجعل أصدقاءه "يتوجّسون" منه قبل خصومه.
 
يدعو باسيل إلى التفاهم والتوافق، بوصفه "مفتاح" الحلّ. يريد الانفتاح على المعارضة، لأنه قادر معها على "قطع الطريق" على فرنجية وفق ما يعتقد. ولكنّه في الوقت نفسه، لا يريد "الطلاق" مع "حزب الله"، ولذلك يحرص على "عدم استفزازه". لكن بين هذا وذاك، ثمّة من لا يستبعد أن "ينقلب" باسيل على هذا وذاك في نهاية المطاف، متى وجد أنّ "مصلحته" تقتضي ذلك، وهنا بيت القصيد!

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك