Advertisement

لبنان

مناورة "حزب الله" في بازار السياسة.. هل تشكّل "تحديًا" للداخل؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
24-05-2023 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1070208-638205199145644996.jpg
Doc-P-1070208-638205199145644996.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على غير العادة، اختار "حزب الله" أن يحتفل بعيد المقاومة والتحرير بطريقة غير تقليدية، وذلك من خلال مناورة عسكرية تكاد تكون غير مسبوقة أجراها على مرأى من عشرات، بل مئات الإعلاميين ووسائل الإعلام المحلية والغربية، خلال جولة إعلامية نظّمها لهم، وقبل أيام من الموعد الرسمي للمناسبة، التي يتوّجها بكلمة مرتقبة للأمين العام السيد حسن نصر الله، مساء يوم الخميس المقبل.
Advertisement
 
وبما يمكن توصيفه بـ"استعراض قوة"، أراد "حزب الله" توجيه أكثر من رسالة في الشكل قبل المضمون، وفي التوقيت قبل الدلالات، في مقدّمها رسالة "ردع للعدو"، عبر إظهار "غيض من فيض" قدرات المقاومة، وهو ما تجلى في كلمة رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، الذي تحدّث عن أسلحة ومعدّات وصواريخ دقيقة في حوزة الحزب، لكنه لن يكشف عنها إلا على أرض المعركة.
 
لكن، أبعد من رسالة "الردع" هذه، سرعان ما دخلت مناورة "حزب الله" في قلب "البازار" السياسي الداخلي، في ضوء بعض المواقف التي وضعت ما جرى في سياق "استقواء" الحزب بسلاحه، ولم تتوانَ عن ربط المناورة "العسكري" بالاستحقاق "السياسي" الداهم، أي انتخابات الرئاسة، فهل يمكن قراءة مناورة "حزب الله" من هذه الزاوية؟ وهل من رسالة "تحدّ للداخل" خلفها، توازي وربما تتفوّق على رسالة "الردع"؟!
 
"استقواء بالسلاح"
 
في المواقف الداخلية المنتقدة لمناورة "حزب الله"، أكثر من نقطة يمكن الوقوف عندها، لعلّ أهمّها اعتبار الاستعراض العسكري الذي جرى بمثابة "ضرب لهيبة الدولة"، بوصفها "الغائبة الأكبر" عن الحدث، الذي جاء للمفارقة بعد يومين من القمّة العربية التي عقدت في جدّة، والتي نصّ بيانها الختامي صراحةً على "الرفض التام لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسسات الدولة".
 
وإذا كان المؤيدون لـ"حزب الله" والمدافعون عن مناورته يتحدّثون عن "سوابق" حصلت في الماضي، علمًا أنّ الاستعراض العسكري شكّل "ثابتة" دأبت عليها المقاومة قبل العام 2005، خلال فعاليات "يوم القدس" من كل عام، فإنّ الانتقادات تجاوزت هذا البعد، لا لتعتبر ما حصل "ردًا" على قمّة جدة مع كل ما انطوت عليه من إيجابية، بل لتربطه بالاستحقاقات السياسية الداخلية، وعلى رأسها الملف الرئاسي.
 
في هذا السياق، اعتبر خصوم "حزب الله" أنّ "رسائل" المناورة العسكرية كانت موجّهة نحو الداخل قبل الخارج، في ظلّ "عجز" الحزب حتى الآن عن إيصال مرشحه للرئاسة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، ما دفعه ربما إلى استخدام "أوراق القوة" التي لديه، وعلى رأسها سلاحه، مشيرين إلى "تجارب سابقة" تؤكد هذا المنحى، من واقعة "القمصان السود" الشهيرة، إلى أحداث السابع من أيار، وغيرها.
 
"ردع للعدو"
 
لكنّ المؤيدين لـ"حزب الله" يستغربون هذه المقاربة "غير الواقعية"، وفق وصفهم، جملة وتفصيلاً، ويؤكدون أنّ المناورة كانت "واضحة البوصلة"، وهي موجّهة نحو العدو الإسرائيلي، وهو ما ظهر بوضوح من خلال مواقف المعنيّين، وكلمة السيد صفي الدين، التي حملت بين طيّاتها العديد من "الرسائل" التي لم يتأخّر الجانب الإسرائيلي في التوقف عندها، في محاولة لقراءة ما خلف سطورها، بل فكّ "شيفرتها"، والألغاز الكامنة خلفها.
 
يستغرب هؤلاء الزجّ بالاستحقاق الرئاسي على سبيل المثال، في قراءة أبعاد المناورة ودلالاتها، علمًا أنّ "حزب الله" ثابت على رفض استخدام السلاح في الداخل بأيّ شكل من الأشكال، وهو ما ثبّته بالممارسة منذ سنوات طويلة بحسب ما يقول المؤيدون له، وإن فعل فمن باب "الدفاع عن النفس"، علمًا أنّ موقفه السياسي "مَرِن وليّن"، وهو من الدعاة إلى الحوار أصلاً، في حين أنّ المنتقدين هم من يرفضونه شكلاً ومضمونًا.
 
أما الحديث عن أنّ المناورة انطوت على رسالة سلبية للعرب بعد قمّة جدة، فمردود برأي المدافعين عن "حزب الله"، أولاً لأنّ مخرجات القمة العربية جاءت في صالح المحور الذي ينتمي إليه وليس العكس، خصوصًا بعدما كرّست أجواء التفاهمات الإقليمية، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وثانيًا، وهنا الأهمّ، لأنّ موعد المناورة حُدّد قبل القمّة، وقد وصلت الدعوات للإعلاميين قبل أن يصدر "إعلان بعبدا" الذي لا اعتراض لدى الحزب عليه.
 

يتمسّك المؤيدون لـ"حزب الله" بمقولة إنّ المناورة لم تنطوِ سوى على "رسائل" للعدو، في إطار ما تُعرَف بـ"الحرب النفسية" القائمة بين الجانبين، والتي يرى هؤلاء أنّها يفترض أن تكون مصدر "فخر" للبنانيين، باعتبار أنّها تبعد "شبح" الحرب، لا العكس. وبين هذا وذاك، فإنّ المناورة أعادت النقاش حول ملف السلاح، واستراتيجية السلام والحرب، نقاش قد لا تُكتَب نهايته عمّا قريب، أقلّه بانتظار العهد الجديد!  
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك