Advertisement

لبنان

"الاشتباك" العوني- القواتي يعود.. ما مصير المفاوضات "الرئاسية"؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
25-05-2023 | 04:30
A-
A+
Doc-P-1070533-638206034803693741.jpeg
Doc-P-1070533-638206034803693741.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
فجأة، ومن دون سابق إنذار، بدا أنّ "الهدنة" التي لم تُعلَن أصلاً بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، بعد "تقاطعهما" على رفض وصول رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية إلى سدّة رئاسة الجمهورية، ولّت إلى غير رجعة، مع "اشتعال" السجالات بين الطرفين من جديد، في الإعلام، ومن خلال البيانات والبيانات المضادة، والتي كان آخرها بيان قواتيّ طويل عريض يفنّد أسباب "السقوط الدائم" لـ"الوطني الحر".
Advertisement
 
لكنّ بيان "القوات" لم يأتِ معزولاً، فقد سبقته سلسلة تصريحات وتقارير "عونيّة" صوّبت بالمباشر على رئيس حزب "القوات" سمير جعجع، اقتربت من حدود "الشماتة" منه بسبب رهاناته وخياراته التي لا تتحقّق، بدءًا من مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية خلافًا لتصريحه الشهير قبل أسابيع، وصولاً إلى المسار القضائي المتعلق بحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي كان جعجع قد أثنى عليه مرارًا وتكرارًا.
 
وجاء الهجوم "العوني" على جعجع، الذي استوجب ردًا "لاذعًا" من "القوات"، بعد فترة من "الهدوء النسبي" بين الجانبين، تخلّلته مفاوضات قيل إنّها وصلت إلى مراحل متقدّمة، من أجل الاستفادة من "التقاطع" على رفض فرنجية من أجل الاتفاق على رئيس مع سائر قوى المعارضة، ما يفتح الباب أمام علامات استفهام بالجملة، فهل ما حصل دليل على فشل المفاوضات بالمُطلَق؟ ومن يتحمّل مسؤولية ذلك على المستوى العملي؟
 
تقاذف لكرة المسؤولية
 
مع أنّ "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" حاولا الإيحاء على مدى الأسبوعين الأخيرين، بالحدّ الأدنى، أنّهما باتا "قريبين جدًا" من الاتفاق على اسم واحد يواجهان به فرنجية، بالتنسيق مع معظم قوى المعارضة، قيل إنّه الوزير السابق جهاد أزعور، إلا أنّ العارفين يقولون إنّ هذا الاتفاق بدا "متعذّرًا" من اللحظة الأولى للكثير من الأسباب، وفي مقدّمها "فقدان الثقة"، وهو ما يتجسّد في اشتعال السجال بينهما بهذا الشكل.
 
لعلّ ذلك يظهر أيضًا من خلال "تقاذف" كرة المسؤولية عن فشل المفاوضات وسقوط الاتفاق على أزعور، فأوساط "التيار الوطني الحر" تتهم "القوات" بأنّها لم تكن "جدية" في تأييد الأخير، وأنّها كانت "تناور" لا أكثر، بهدف "حرق اسمه"، ولا سيما أنّ لديها "تحفظات مبطنة" على اسمه، علمًا أنّ أزعور نفسه لم يكن ليقبل بتصويره كمرشح "تحدٍ واستفزاز"، وفق "الأجندة" التي كانت تطرحها "القوات"، في مواجهة "حزب الله".
 
في المقابل، تقرأ أوساط "القوات" الأمر من منظار آخر بالمُطلَق، فالمُضحِك المُبكي كما تقول، أنّ جبران باسيل هو أول من طرح اسم أزعور، وهو أول من تنصّل منه عندما وافقت عليه كتل المعارضة، وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ باسيل لم يكن يريد من المفاوضات مع المعارضة سوى تحسين شروطه التفاوضية مع "حزب الله"، وهو الذي أصرّ دائمًا على الترويج لشرط "عدم استفزاز الحزب" في أيّ اسم يسير به للرئاسة.
 
ماذا بعد؟
 
إزاء ما تقدّم، ومع عودة السجال إلى ذروته بين "التيار" و"القوات" بما لا يترك مجالاً للصلح، تطرح العديد من الأسئلة، فهل انتهت فعلاً المفاوضات على دخان "أسود"، نتيجة تعذر الاتفاق بل التشكيك في النوايا، وعودة الأمور إلى مربعها الأول كما قال بعض المسؤولين "العونيّين"؟ وماذا يعني ذلك، بعدما أوحى الجانبان في الفترة الأخيرة أنّ "لا سبيل" لمواجهة ترشيح فرنجية سوى باتفاق ثنائي على "مرشح مواجهة" يستطيع أن يحصد الأكثرية المطلقة؟!
 
يقول العارفون إنّ ثمّة أكثر من وجهة نظر في هذا السياق، حتى داخل الحزب الواحد، وتحديدًا "التيار الوطني الحر"، حيث ثمّة فريق يعتبر أنّ ما حصل أنّ "جولة أولى" من المفاوضات هي التي انتهت، من دون أن يعني ذلك قطع الطريق بالمُطلَق على أيّ اتفاق محتمل، وهو ما ألمح إليه أصلاً رئيس "التيار" الوزير السابق جبران باسيل من باريس، حين أوحى بأنّ أسماء عدّة يمكن أن تُطرح، إلى حين الاتفاق على أحدها.
 
لكن، في مقابل هذا الرأي، ثمّة من يعتبر أنّ الأمور ليست بهذه البساطة، وأنّها "مقفلة"، خصوصًا بعد تصريح النائب آلان عون، الذي أوحى بأنّ الاتفاق "متعذر" إلا إذا كان على أحد أعضاء تكتل "لبنان القوي"، وهو ما لم يبدُ على خاطر "القواتيين"، الذين اعتبرت أوساطهم أنّه "فضح" حقيقة ما يسعى إليه "التيار" من المفاوضات، في حين أنّ المطلوب منه هو النزول من الشجرة وملاقاة المعارضة في منتصف الطريق، لا العكس.
 
بمعزل عن السجال بين "التيار" و"القوات" الذي يتجدّد بين الفينة والأخرى، ثمّة من يعتبر أنّ المشكلة الجوهرية تبقى في "الثقة المفقودة" بين الجانبين، وهو ما يفسّر مثلاً توجّس "القوات"، ومعها سائر قوى المعارضة، أنّ ما يفعله باسيل ليس سوى "تقطيع وقت"، تمهيدًا لإخراج فرنجية من السباق، للكشف بعد ذلك فقط عن مرشحه "الفعلي" للرئاسة، وهو ليس سوى جبران باسيل نفسه!



المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك