Advertisement

لبنان

مشكلة "التغييريين" وإثارة الجدل.. من "يتحامل" على من؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
27-05-2023 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1071240-638207788886231082.jpg
Doc-P-1071240-638207788886231082.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ وصولهم إلى الندوة البرلمانية قبل عام ونيّف، يصرّ من بات يصطلح على تسميتهم بـ"نواب التغيير" على إثارة الجدل بين الفينة والأخرى، تارةً بسبب رفضهم أيّ "تقاطع" مع زملائهم في سائر الكتل النيابية، التزامًا بشعار "كلن يعني كلن"، وطورًا بسبب خلافاتهم وتبايناتهم على كلّ شيء تقريبًا، ليتّحدوا فقط على عنوان "عريض" هو أنّهم يتعرّضون للاستهداف، وأنّ الآخرين "يتحاملون" عليهم بشكل أو بآخر.
Advertisement
 
بالأمس القريب، عاد "التغييريون" من جديد لإثارة الجدل، بعد تداول "تسريب" بدا مُستغرَبًا ومفاجئًا للنائبة سينتيا زرازير، تنتقد فيه بشدّة زميلتها النائبة بولا يعقوبيان، على خلفية تقارير نفتها الأخيرة عن دفعها الأموال لشرطة مجلس النواب، وهو ما اضطر زرازير لاحقًا لإصدار بيان توضيحي "تنصّلت" فيه من المسؤولية، باعتبار أنّ التسريب نُشر من دون علمها، بخلاف أيّ أخلاقيات إعلامية، ولأنّ توقيت النشر "مريب"، وكأنّ هناك من يخطط لاستهداف النواب.
 
صحيح أنّ النائبة زرازير نالت "حصّة الأسد" من الانتقادات، التي أخذت في مكانٍ ما طابعًا "شخصيًا"، باعتبار أنها خلال عامها البرلماني الأول لم تعلن موقفًا سياسيًا واضحًا، حتى إنها لم تحدّد "تموضعها" بين "جناحي" الكتلة "التغييرية" التي لم تبصر النور، لكنّ الانتقادات لم تبقَ محصورة بها، لتشمل الفريق "التغييري" بأسره، فهل هذا هو النموذج "التغييري" الذي صوّت له اللبنانيون؟ وعمليًا، من هو الذي "يتحامل" على من تحديدًا؟!
 
أداء "مخيّب"
 
ليس التسريب الأخير، مع كلّ ما أثاره من ضجّة واستغراب وربما استهجان في بعض الأوساط، فضلاً عن "الشماتة" في أوساط أخرى بين من سخروا من وصول الخلافات "التغييرية" إلى درك لم يكن أحد ليتخيّله، سوى حلقة من سلسلة طويلة من "المفاجآت" التي كان "التغييريون" أبطالها منذ وصولهم إلى الندوة البرلمانيّة، بعيدًا عن أيّ "إنجاز حقيقي" عجزوا عن تحقيقه، بما في ذلك "اتحادهم" ضمن تكتّل واحد.
 
يقول العارفون إنّه مع التقدير لبعض الجهود "الفردية"، وربما "الشخصية"، التي حاول الكثير من "التغييريين" إنجازها على مدى العام المنصرم، إلا أنّ النتيجة تبدو أكثر من "مخيّبة" بالنسبة للرأي العام، الذي استبشر خيرًا عند انتخاب الخط "التغييري"، الذي كان يفترض أن يمثّل نموذجًا مختلفًا في الأداء السياسي، بعيدًا عن المعسكرين المتخاصمين، فإذا بمحصّلة العام الأول تأتي "باهتة"، والإنجازات لا تتجاوز مربع "إثارة الجدل".
 
فبمُعزَل عن التسريب الأخير، الذي قفز إلى الأمام على خط "التباينات" داخل الخط التغييري، ليصبح أقرب إلى "نشر غسيل" من الطراز الرفيع، يقول العارفون إن "مآثر" هؤلاء النواب على مدى العام الأول لا تُمحى، بين "مبادرة رئاسية" بدت في مكان ما لـ"رفع العتب"، وانقسامات طغت على مشهديتهم في كل محطاتها، وتجلّت بوضوح في مقاربة الاستحقاق الرئاسي وفق الأسلوب "المشتّت" في أحسن الأحوال.
 
ما المطلوب؟
 
بعيدًا عن إثارة الجدل، يبقى الثابت في أداء "التغييريين" منذ وصولهم هو "الخلاف"، فهم لم يتّفقوا سوى على العناوين العريضة، وربما الوعود في الأشهر الأولى، خلاف وصل حتى إلى ما يفترض أنّها "بديهيات" كما حصل قبل أيام على خلفية موضوع المصارف والمودعين، بعدما كان وصل إلى ذروته في آخر جلسات الانتخابات الرئاسية، حين اتُفِق على أن يغنّي كلّ نائب "تغريدي" على ليلاه، فتشتّت أصواتهم بين ثلاثة مرشحين وربما أكثر.
 
وفي حين اعتقد كثيرون أنّ اعتصام النائبين "التغييريين" ملحم خلف ونجاة عون صليبا المفتوح في مجلس النواب يمكن أن يمثّل "حبل نجاة" لهم، ويعيد "اللحمة" إلى صفوفهم، لم تكن النتيجة كذلك، ليس لأنّ الاعتصام لم يكن منسّقًا كما يجب فقط، حتى أضحى "شكليًا"، ولكن لوجود خلاف حقيقي حول "التكتيك"، في ظلّ انقسام بين النواب حتى على مبدأ "تطيير نصاب" جلسات الانتخاب التي يطالبون بها.
 
وإذا كان "التغييريون" يدافعون عن أنفسهم، بالقول إنّ اختلافاتهم وتبايناتهم طبيعيّة، باعتبار أنّهم وإن تقاطعوا عند مبدأ الاستقلالية، ورفض المنظومة بكلّ أفرعها، إلا أنّهم يأتون من اتجاهات فكرية مختلفة، مثّلتها حركة "17 تشرين" بشكل أو بآخر، يصرّ العارفون على أنّ المطلوب الابتعاد عن هذا المنطق، لتعويض ما فات، والخروج برؤية جديدة، "موحّدة" قدر الإمكان، بما يسمح بإحداث "الخرق المطلوب".
 
يكاد نواب "التغيير" يتبنّون معادلة "ما خلّونا" لتبرير الإخفاقات التي وقعوا فيها في أدائهم البرلمانيّ، وقد أضحت "فاقعة" إلى درجة كبيرة. لكن ثمّة من يرى أنّ المطلوب منهم الخروج من "قوقعة" تبايناتهم، بهدف تحقيق "فارق نوعي" في الحياة السياسية. فإذا كان تكتّلهم في إطار واحد قد أضحى عمليًا "سابع المستحيلات"، فإنّ موقعهم "المستقلّ" يخوّل كلاً منهم، ولو على حدة، فرض حضورهم، حرصًا على "انتفاضة" يدّعون تمثيلها!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك