Advertisement

لبنان

قراءة هادئة لمشهدية المطارنة في معلَم مليتا..

Lebanon 24
29-05-2023 | 22:36
A-
A+
Doc-P-1072202-638210218531295925.jpg
Doc-P-1072202-638210218531295925.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب غسان حجار في" النهار": ليس واضحا مَن كان وراء فكرة الزيارة ومن بادر الى تلك المشهدية التي تخدم اعلاميا حزب الله تحديداً في هذه المرحلة المأزومة. لكني أعتقد أن معظم المطارنة لبّوا الدعوة خجلاً ومسايرة، من غير اقتناع كبير، أو حتى من دون التوقف عند ما يمكن استغلاله من تلك الخطوة.
Advertisement

في المقابل، لا يمكن قبول عبارات التخوين والاتهام بالذمية للمطارنة من بعض أهل السياسة والاعلام، كأنهم يريدون أن يرسموا طريقاً لغيرهم يسلكها الجميع، ولو أيضاً من غير اقتناع، وهي سياسة ترهيب لا تختلف تحديداً عن سياسات وأساليب يستعملها الطرف الآخر العرضة للإنتقاد.

ثمة أفكار حول الزيارة في الشكل وفي المضمون:
لنبدأ أولاً من عيد المقاومة والتحرير، وهو عيد وطني، ولو أخذ منحى مناطقياً، طائفياً، حزبياً، إلا أنه يبقى يوماً دخل الروزنامة الرسمية للأعياد والعطل الرسمية. وهو أمر لا يمكن إنكاره، وما أكثرها في لبنان المناسبات غير الجامعة.

ثانياً: ثمة نقاش حول المقاومة، وحول التحرير أيضاً، إذا كان ناجزاً ولا حاجة بعده الى مقاومات، أو منقوصاً ينتظر الاستكمال. وأيضاً حول هوية المقاومة وطنية كانت أم إسلامية، تخدم مشاريع لا تعبّر عن مجمل النسيج الوطني. لكن هذا النقاش لا يلغي فعل المقاومة، وذكرى التحرير كما مناسبات أخرى مشابهة. وعدم إحياء الذكرى لا يؤكد الخلاف السياسي مع "حزب الله"، بل يظهر في الأوساط الشعبية كأنه تأسفٌ على زمن الاحتلال. وهذا غير صحيح إطلاقاً.

ثالثاً: إن معلم مليتا "السياحي" القائم على أنقاض موقع مليتا العسكري، تحوّل متحفاً ومعرضاً يحاكي ذاكرة مرحلة من تاريخ لبنان، ويلقي الضوء على تجربة العمل المقاوم ضد إسرائيل. وهو مشابه في المضمون لمتاحف ومعارض تسجل حقبات أخرى من تاريخ الوطن وشعوبه. كمثل متحف الاستقلال في حارة صخر لحزب الكتائب الذي يضيء على تاريخ المقاومة اللبنانية (المسيحية).

رابعاً: ان زيارة المطارنة الى المعلَم، لا تعني إطلاقاً تناقضاً مع توجهات الكنيسة، وبكركي تحديداً، في رفضها السلاح غير الشرعي، والدويلة داخل الدولة، وما اليها من مواقف. وبخلاف ذلك قد يسجَّل موقف شخصي من مطران أو رجل دين، او اجتهاد لا يعبّر عن رأي الجماعة الكنسية.


خامساً: ان تلبية الدعوة ليست سياسية على الاطلاق، بل هي من ضمن اللياقات الاجتماعية وأصول حسن الجوار والعيش الواحد الضروري للإستمرار، والبناء لمستقبل أفضل.

سادساً: من "واجب" تلفزيون "المنار" والمؤسسات التابعة لـ"حزب الله" الافادة القصوى من الحدث المنظم لغايات سياسية. وقد تفيدها الصورة في الخارج أكثر من الداخل المنقسم على ذاته والذي لا تنفع معه مشاهد تمثيلية من هنا وهناك.

سابعاً: إن "حزب الله" وقع في فخ إظهار الصورة المسيحية، لا الوطنية، إذ وجب عليه في مناسبة مماثلة، أن يجمع رجال دين من مختلف الأديان والطوائف ليجسد صورة جامعة حول مشروع المقاومة.

ثامناً: إن اتهام المطارنة بالذمية، والخيانة، وما شابه من تلك العبارات من خصوم "حزب الله"، إنما يفيدون الحزب ولو بغير قصد، لأنه يعمّق الانقسام المسيحي، ويظهر الشرخ السياسي الذي لا يخدم أي مشروع مسيحي أو وطني.

واخيرا الزيارة حصلت، وليس لها تبعات ولا ارتدادات، إنما خبر عابر كمثل كل الأخبار، تبقى صورة للذكرى، وهي صورة جميلة للإنفتاح الذي تبقى المسيحية، أو يجب أن تبقى، الأمينة عليه. وعلى اللبنانيين الخروج من منطق التخوين والاتهام بالعمالة، هذه التهم الجاهزة التي باتت منتهية الصلاحية.
 
 
وكتب عماد موسى في" نداء الوطن": لا أعرف الكثير عن رجال الدين الستة المحتفى بهم في إعلام الحزب، والذين دخلوا إلى معلم مليتا على وقع موسيقى التفخيم والتعظيم وخرجوا بتصريحات تعبّر عن مخزون ممانع. قبل سنة قال راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة في مقابلة نارية «حاجي تصغروا الرب ع قياس السلاح والصواريخ... نحن مسيحيين مقاومين لا نساوم ولا تغرينا الكراسي. سيارات حزب الله تتجوّل بين لبنان وإسرائيل.... حاجي تخوين لبعضنا لبنان اليوم هو لبنان الذمية والانبطاح والزحفطة والتسويات مع الشيطان». في مليتا الجو مختلف. 

كلّ من رجال الدين الستة، أي رحمة وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران مارون العمّار والأب الياس ابراهيم ممثل راعي ابرشية الفرزل والبقاع للروم الكاثوليك والأب بطرس عقيقي كاهن سرعين والأرشمندريت أنانيا كوجاجيان والأب أليان نصرالله كاهن القاع، أشاد بالحزب المجاهد وبالمقاومة الإسلامية على طريقته.
ومن المفيد لفت نظر المطرانين والأرشمندريت والكهنة الثلاثة، إلى أن آخر الشعارات المتداولة على وسائل التواصل الإجتماعي: مجد لبنان أعطي للمقاومة (الإسلامية).حج مبرور إلى مليتا.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك