Advertisement

لبنان

البطريرك ليس"ساعي بريد"... هذا ما سيفعله بعد عودته من باريس

جو لحود-Joe Lahoud

|
Lebanon 24
31-05-2023 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1072644-638211237170077717.jpg
Doc-P-1072644-638211237170077717.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

يستمر الفراغ الرئاسي في لبنان ومعه يستمر دوران مختلف الأفرقاء المعنيين في دوامة يبحثون في خفاياها عن مواصفات واسماء تبدو جميعها وسائل مريحة لتمرير الوقت ومحاولة تحسين الشروط.
فحتى الساعة،وعلى الرغم من وصول البلاد الى مرحلة اقتصادية دقيقة جدا، وعلى الرغم من تفاقم الاوضاع المعيشية وآثارها السلبية على المواطن اللبناني، ما زال البعض من اهل السياسية يقارب الملف الرئاسي من باب النكد او محاولة لعب دور المقرّر تأكيداً على الحجم التمثيلي والنيابي.
وفي هذا الاطار، وعلى الرغم من المحاولات العديدة لاظهار ان الاشكالية الرئاسية وطنية عامة أكثر منها "مارونية-مارونية" اي انها تدور ضمن البيت الماروني الواحد، الا ان مسار الامور، يؤكد انها متعلقة بشكل مباشر في طموحات السياسيين الموارنة ورغبتهم الحقيقية في التقدم على بعضهم البعض.
Advertisement

وفي شكل أوضح يمكن القول، انه وحتى الساعة تحاول الاحزاب المسيحية ان تبحث عن مخرج للتخفيف من وهج ترشيح رئيس "تيار المرده" سليمان فرنجيه، وللتقليل من فرص وصوله الى القصر الرئاسي باعتباره أكثر المرشحين جدية.

على هذا الصعيد، أكد مصدر مطلع لـ"لبنان 24" ان "الاجماع الحاصل اليوم على شخص الوزير السابق جهاد أزعور وعلى الرغم من عدم اعتباره نهائيا، يأتي من باب محاولة تقليص فرص فرنجيه وليس من باب الدفع الجدي لايصال أزعور الى قصر بعبدا، فبعض المجموعات السياسية المسيحية التي رشحته قد يكون هدفها العمل من خلال ترشيحه على شراء الوقت والوصول الى المزيد من التعقيدات على الصعيد الرئاسي وعلى الصعيد السياسي العام في البلاد، ما يسمح لها ان تطرح اوراقها الفعلية والحقيقية من جديد على حلفائها، كما على مختلف القوى السياسية في لبنان.

ويرى المصدر انه " في ظل هذه المشهدية السياسية المعقدة وغير المنتجة، شكل حراك بكركي الأخير بين روما وباريس، محاولة جدية لخرق الجمود الداخلي وللبحث الفعلي عن مخرج للأزمة الرئاسية، فزيارات البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الأخيرة وبشكل خاص اللقاء الذي جمعه امس مع الرئيس الفرنسي ايمانوييل ماكرون، سيؤسس لامكانية وضع الملف الرئاسي على سكة صحيحة ولمرحلة ممكنة من الحلول، وبطبيعة الاحوال هذا ما لن نلمسه بشكل مباشر خلال الأيام القليلة المقبلة، فاللقاء بين الراعي وماكرون ستليه المزيد من المشاورات بين الاليزيه وبكركي من أجل العمل على كسر الجمود السياسي والحفاظ على لبنان ومؤسساته".

وعن لوائح الأسماء التي حملها البطريرك الى الاليزيه يؤكد المرجع ان "الراعي لا يمكن ان يعمل كساعي بريد ولا يمكن ان يكون طرفا في تفضيل او تقديم مرشح لبناني على سواه، وكل ما يُحكى عن اسماء ناقشها البطريرك مع الرئيس الفرنسي يبقى في اطار التمنيات او التوقعات، اذ ان النقاش بين الرجلين تمحور حول فكرة لبنان واهمية التمسك بصورته التعددية البعيدة كل البعد عن منطق الالغاء والحروب الكلامية وغير الكلامية التي تتراشقها بعض المجموعات السياسية والدينية اللبنانية بين الحين والآخر.

كما انه وخلال الزيارة عرض البطريرك الماروني هواجسه وهواجس بكركي التي تتفاقم يوما بعد يوم في ظل الشغور الرئاسي الحاصل والنزيف المسيحي المستمر، وسمع من ماكرون التأكيد على دعم فرنسا المستمر للبنان ووقوفها الى جانبه، لكن هذا الدعم لن يكون على مقاسات البعض وتمنياتهم، انما سيأتي ضمن السياق الطبيعي الذي من خلاله تعاملت فرنسا مع لبنان عبر التاريخ، اذ انها غالبا ما نظرت اليه من باب التوازن بين مختلف مكوناته وليس باعتباره بلدا يمكن لأي طائفة فيه ان تفرض توجهاتها على الطوائف الأخرى، ومن هذا المنطلق تحديدا اتى البحث في الملف الرئاسي باعتباره ملفا وطنيا لا يمكن حصره بالمسيحيين والموارنة، كما لا يمكن استخدامه في محاولة للتضييق على اي جهة داخلية لبنانية".

ويؤكد المرجع  ان "نتائج اللقاء البطريركي في فرنسا ستتجلى صورتها تباعا، وقد يحمل البطريرك معه من فرنسا مقاربة جديدة للتعاطي مع الملف الرئاسي وهذا ما سيظهر من خلال الحراك الذي سيشهده الصرح البطريركي بعد عودة الراعي، اذ ان المشاورات الخارجية التي قام بها البطريرك سيستكملها بمجموعة نشاطات داخلية لم تحدد طبيعتها حتى اللحظة، تهدف  لايجاد مخرج للملف الرئاسي العالق في عنق الزجاجة اللبنانية".

ويختم المرجع معتبرا انه " وفي سياق متصل وبعيدا عن الهم الرئاسي المباشر هناك علامات استفهام تطرح حول شكل الزيارات الخارجية التي قام بها البطريرك ، لا سيما الى روما حيث بدا لافتا عدم لقائه قداسة البابا فرنسيس".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك