Advertisement

لبنان

هل يقبل "حزب الله" برئيسٍ "عونيّ"؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
02-06-2023 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1073371-638212996220859609.jpg
Doc-P-1073371-638212996220859609.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
 
على الرغم من أنّ تكتّل "لبنان القويّ" أصدر بياناً يوم الثلاثاء الماضي بدعم الجهود التي يقودها رئيس"التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل مع قوى المعارضة لاختيار مرشّحٍ وسطيّ، رأت أوساط سياسيّة أنّ الإنقسام بين نواب ميرنا الشالوحي كان واضحاً بين تسميّة شخصيّة نيابيّة من داخل "الكتلة العونيّة"، وبين مباركة الإتّصالات مع "القوّات اللبنانيّة" و"الكتائب" و"تجدّد"، إذ تقول إنّ حضور الرئيس ميشال عون الإجتماع، كان حاسماً لحثّ النواب المعارضين على مؤازرة باسيل، فداخل أروقة "التيّار" هناك خوفٌ على إرث عون السياسيّ في السنوات الستّ المقبلة، في المقابل، هناك تفهّمٌ للواقع الجديد في البلاد، من أنّه يستحيل إنتخاب رئيس حزبيّ، ما غيّر قناعات باسيل الرئاسيّة، وأرغمه على محاورة الخصوم لإيصال مرشّحٍ لا يكون طرفاً كالوزير والنائب السابق سليمان فرنجيّة.
Advertisement
 
وفي حين يرى الكثيرون وخصوصاً "الثنائيّ الشيعيّ" أنّ نجاح باسيل والمعارضة في تسميّة مرشّحٍ الهدف منه إلغاء رئيس تيّار "المردة" من المعادلة الرئاسيّة، يُشير مراقبون إلى أنّ ما صرّح به النائب آلان عون منذ فترة قصيرة، من أنّ مرشّح "التيّار" وحده لا يُشكّل إستفزازاً لـ"حزب الله" ليس طرحاً واقعيّاً. ويُضيف المراقبون أنّ حارة حريك لو أرادت فعلاً ترشّيح باسيل أو غيره من "الوطنيّ الحرّ"، لكانت أقدمت على هذه الخطوة، غير أنّها تنطلق من مبدأ "حان وقت دعم فرنجيّة بعدما أوصلنا ميشال عون إلى الرئاسة"، أيّ أنّ هناك مداورة بالنسبة لقيادة "الحزب" بانتخاب الأصدقاء والحلفاء المسيحيين.
 
من وجهة من يُسوّق لترشّيح أحد النواب من داخل تكتّل "لبنان القويّ"، أنّ هذا المرشّح سيكون اقله مدعوما من كتلة مسيحيّة وازنة نيابيّاً وشعبيّاً، إلّا أنّ المفارقة هي أنّه من غير الممكن أنّ يلقى قبولاً من قبل نواب معراب والصيفي، وحتماً من بقيّة أفرقاء المعارضة، إذ أنّه لا يختلف بالسياسة عن سلفه ميشال عون أو عن باسيل، وهو سيكون بالفعل رئيسا منحازا كما كان الحال في العهد السابق.
 
ويقول المراقبون إنّ "حزب الله" مستمرّ بجهوده لتأمين أصوات نيابيّة مسيحيّة لفرنجيّة، على الرغم من خلافه مع باسيل. ويُتابع المراقبون أنّ "الحزب" لو أراد فعلاً السير بإسمٍ "عونيّ"، لكان رشّح باسيل الذي يُعتبر الشخصيّة الأقوى داخل تكتّله. ولكن، يعمل "الثنائيّ الشيعيّ" على تصوير فرنجيّة أنّه توافقيّ، إنطلاقاً من المصالحات التي قام بها مع "القوّات" و"الكتائب" على اثر الحرب اللبنانيّة، ورغبته بالتعاون مع كافة الكتل النيابيّة للعمل على إنقاذ لبنان من المشكلات السياسيّة والإقتصاديّة التي تُواجهه. من هنا، يعتبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي والسيّد حسن نصرالله أنّه يتوجب على الصيفي ومعراب التصويت لفرنجيّة، لأنّه يختلف عن باسيل في التعاطي مع شركائه في الوطن، وهو يبني جسور التواصل بدلاً من زيادة الشرخ.
 
ولهذه الأسباب، يرى "حزب الله" أنّ فرنجيّة قادر على جمع الأفرقاء، فيما باسيل أو أحد نوابه سيُعزّزون الإنقسام، ولعلّ خير دليلٍ على ذلك، مقاطعة وزراء "التيّار" لجلسات مجلس الوزراء، في دلالة بحسب المراقبين على أنّ "الوطنيّ الحرّ" مستمرّ بسياسة التحديّ والتفريق التي انتهجها الرئيس عون خلال ولايته الرئاسيّة، على حساب معالجة أوضاع اللبنانيين الملحّة.
 
ويبدو أنّ محاولة معارضي باسيل داخل "التيّار" لن تفتح كوة في الملف الرئاسيّ، إذ أنّ هناك إجماعاً من أغلبيّة الكتل من 8 و14 آذار برفض الإتيان بأشخاص من "الوطنيّ الحرّ"، وهناك توافقٌ على انتخاب رئيس وسطيّ، على الرغم من أنّ المعارضة أو البعض فيها يرى في الوزير السابق جهاد أزعور هذا المرشّح، بينما "الثنائيّ الشيعيّ" يعتبر فرنجيّة جامعاً.
 
وفي المحصّلة، يتّضح أنّ أفضل فرصة لإنهاء الشغور الرئاسيّ هي عبر التوافق بين أغلبيّة الكتل على إسم وبرنامج الرئيس المقبل، لأنّ كلّ فريقٍ يُلوّح بالتعطيل، وما بدأ به باسيل مع المعارضة، قد يُفضي إلى انتخاب أزعور إنّ لاقى تأييد كتل "اللقاء الديمقراطيّ" و"17 تشرين"، و"الإعتدال الوطنيّ"، لكن ذلك مشروط بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه برّي لجلسة، وعدم تطيير نواب "الثنائيّ الشيعيّ" للنصاب.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك