Advertisement

لبنان

زيارة مرتقبة لهوكشتاين: ترسيم الحدود لن يخلّص أميركا وإسرائيل من "حزب الله"

كارل قربان Karl Corban

|
Lebanon 24
30-12-2023 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1146784-638395244704675347.jpg
Doc-P-1146784-638395244704675347.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يزداد الحديث في الآونة الأخيرة، بعد إشتعال جبهة الجنوب، على إثر الحرب في غزة، عن رغبة إسرائيل والولايات المتّحدة الأميركيّة، بتعديل القرار 1701، لدفع "حزب الله" إلى شمال منطقة الليطاني، لإبعاد "المقاومة الإسلاميّة" وغيرها من الفصائل الفلسطينيّة عن الحدود الجنوبيّة. وبعدما أبدى "الحزب" عن معارضته الشديدة لهذا المقترح، عاد الكلام مُجدّداً عن ترسيم الحدود البريّة، وإنسحاب العدوّ الإسرائيليّ من الأراضي المحتلّة.كما جرى الحديث عن زيارة لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتين الى لبنان مطلع العام المُقبل في محاولة جديدة للقيام بوساطة هدفها تحقيق وقف لإطلاق النار، ضمن خطة يحملها وتتضمّن نقاطاً سبقَ أن أثارها أمام مسؤولين لبنانيين، وترتكز على فكرة الترسيم البري في إطار للتفاوض من أجل إنهاء النزاع حول 13 نقطة حدودية، وانسحاب إسرائيل من القسم اللبناني لبلدة الغجر.
Advertisement
 
وتعتقد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنّه بإعادة الأراضي المحتلّة إلى لبنان، تسقط عن "حزب الله" صفة "المقاومة"، ولا تعود هناك حاجة لوجوده وسلاحه في الجنوب، هكذا، تكون واشنطن قد تخلّصت من خطرٍ يُهدّد إسرائيل وأمنها. ويقول مراقبون في هذا السياق، إنّ تل أبيب لا تستطيع القضاء على حركة "حماس" في غزة، في ظلّ وجود "حزب الله" في لبنان، لأنّه بعد عمليّة "طوفان الأقصى"، تحرّك جميع حلفاء إيران في الشرق الأوسط، وبسبب ضغطهم الكبير، وخصوصاً من قبل "الحزب"، فإنّ تل أبيب لم تُحقّق أهدافها العسكريّة، وهي بصدد الموافقة على الهدنة التي يُعمل عليها بين مصر وأميركا وقطر، لتبادل الرهائن والأسرى، ووقف إطلاق النار.
 
ويرى المراقبون أنّ أميركا تبحث عن طريقة غير عسكريّة للقضاء على "حزب الله"، بعدما فشلت مع إسرائيل في السابق، من إنهاء دوره في العام 2006. وتظنّ واشنطن أنّه بترسيم الحدود البريّة، فإنّ الدولة اللبنانيّة تكون قد بسطت سيادتها على كامل أراضيها، عبر نشر الجيش. ويُضيف المراقبون أنّ أيّ إعتداء على إسرائيل، من الأراضي اللبنانيّة إنّ حصل بعد ترسيم الحدود، سيُظهر للعالم أجمع أنّ "الحزب" هو الذي يشنّ حرباً على تل أبيب، والردّ عليه يكون من منطلق الحفاظ على أمن إسرائيل، إذ سيُعتبر منظمة مسلّحة لا شرعيّة لها لا في داخل، ولا في خارج لبنان.
 
ويلفت المراقبون أيضاً، إلى أنّ "حزب الله" يُشدّد على ضرورة المقاومة وبقاء سلاحه لتحرير الأراضي المحتلّة في الجنوب، وإذا استأنفت أميركا مفاوضاتها بشأن ترسيم الحدود، واتّفقت الحكومتان اللبنانيّة والإسرائيليّة عبر الوسيط الأميركيّ آموس هوكشتاين على حلّ هذه المعضلة، فإنّ أهداف "المقاومة الإسلاميّة" ستسقط، ولن يكون هناك داعٍ لبقائها، عندها، تنتقل إسرائيل إلى الحرب في غزة، والقضاء نهائيّاً على "حماس". ويُتابع المراقبون أنّ أميركا لا تُريد إعادة الأراضي المحتلّة إلى لبنان، بقدر ما تتطلّع إلى إراحة إسرائيل من تهديدات "حزب الله".
 
في المقابل، يُشير مراقبون عسكريّون، إلى أنّ وجود "حزب الله" لم يعدّ يقتصر فقط على تحرير الأراضي اللبنانيّة المحتلّة، وقد أثبتت حرب 7 تشرين الأوّل، أنّه حاضرٌ دائماً لتحقيق أهداف إيران في المنطقة، وحماية "حماس" والحوثيين وحلفائه في سوريا والعراق. ويُضيفون أنّ "الحزب" تدخّل في الحرب في اليمن، وفي سوريا، وفي العراق، وأصبحت غاياته تتخطّى حدود لبنان والدفاع عن أراضيه، وقد باتت عقائديّة أكثر، من ناحيّة الحفاظ على الحركة المقاومة في المنطقة، وتوحيد الساحات ضدّ الأطماع الإسرائيليّة والأميركيّة.
 
ويُؤكّد المراقبون العسكريّون، أنّه بترسيم الحدود أو لا، سيبقى "حزب الله" يُحافظ على دوره المقاوم، وسيتمسّك بسلاحه، لأنّ مصيره متعلّق بإيران، وقرار نزع عتاده العسكريّ تتّخذه القيادة العليا في طهران، التي تتوسّع عبر حلفائها في البلدان العربيّة، لخنق إسرائيل.
 
ويقول المراقبون إنّ الحرب في غزة، أثبتت تماسك الحركات الممانعة والمقاومة في المنطقة، وتعاونها وتكاتفها، وهي مستعدّة للتحرّك في أيّ وقتٍ، للدفاع عن بعضها البعض. ويلفتون إلى أنّ السيّد حسن نصرالله، أشار في العديد من المناسبات، إلى أنّ "حزب الله" وحلفاءه، أفشلوا الكثير من المخطّطات الأميركيّة والإسرائيليّة في المنطقة، لذا، فإنّ أهداف "الحزب" لم تعدّ تتعلّق بلبنان فقط، وهي شاملة واستراتيجيّة، ومداها يشمل إيران وفلسطين واليمن والعراق وسوريا، وترسيم الحدود البريّة لن يُخلِّص الإدارة الأميركيّة والإسرائيليّة من "المقاومة الإسلاميّة"، وستبقى موجودة دائماً، طالما أنّ طهران تُريد ذلك.


المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

كارل قربان Karl Corban