Advertisement

لبنان

ما سبب الإنعطافة "الجنبلاطيّة" نحو فرنجيّة؟

كارل قربان Karl Corban

|
Lebanon 24
27-01-2024 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1157492-638419422738146486.jpeg
Doc-P-1157492-638419422738146486.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
فاجأ رئيس الحزب "التقدميّ الإشتراكيّ" السابق وليد جنبلاط الجميع، بإعلانه أنّه لا يُمانع إنتخاب رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة، بعد معارضته في السابق دعم أحد المرشّحين السياسيين، الذين ينتمون إلى أحد المحاور الأساسيّة في البلاد. ولعلّ أسباب الإنعطافة "الجنبلاطيّة" الكبيرة كثيرة، علماً أنّ هناك صداقة تجمع المختارة ببنشعي، والتقارب الأخير بينهما، ترى فيه أوساط سياسيّة أنّه مقدّمة لاقتراع كتلة "اللقاء الديمقراطيّ" لمرشّح "الثنائيّ الشيعيّ".
Advertisement
 
ومرّ على الفراغ الرئاسيّ أكثر من سنة، بينما لا يزال الإنقسام في البلاد كبيرا بين الأفرقاء السياسيين، فمنهم من يُريد إيصال فرنجيّة، وآخرون يهدفون إلى إبعاد "حزب الله" عن موقع رئاسة الجمهوريّة. وحتّى الآن، فشلت أيضاً الدول الخمس المعنيّة بلبنان، بترجمة إجتماعاتها بتأييد أحد المرشّحين، وكذلك، لم تنجح فرنسا في التسويق لمبادراتها، وتوصّلت هذه البلدان إلى ضرورة أنّ يكون الرئيس المقبل وسطيّاً، عبر دعم الخيار الثالث.
 
وقد يعتبر جنبلاط أنّ الخيار الثالث لن يسير به "حزب الله"، فلم يُؤيّد الأخير لا وزير الماليّة السابق جهاد أزعور، ولا قائد الجيش جوزاف عون، ولا الأسماء الأخرى التي كانت على لائحة رئيس "التقدميّ" السابق. لذا، يقول مراقبون، إنّ جنبلاط يُدرك أنّه يستحيل أنّ يحصل أيّ خرق في الملف الرئاسيّ، إنّ لم يُبدل أحد الأفرقاء موقفه. ويُشيرون إلى أنّ "زعيم المختارة" لا يتمنى أنّ يبقى موقع الرئاسة شاغراً، وإذا أيّد فرنجيّة، هذا الأمر لا يعني أنّه يُريد الإستئثار مع "الثنائيّ الشيعيّ" على موقع المسيحيين الأوّل في البلاد، فهو لا يزال يُشدّد على إلتقاء الكتل المسيحيّة في ما بينها، لتسهيل الإنتخابات.
 
وربما بحسب المراقبين، قد يكون جنبلاط غيّر موقفه تجاه فرنجيّة، لأنّ المنطقة تشهد حرباً بين القوى الممانعة المُقاومة مع العدوّ الإسرائيليّ، وهو ينحاز بطبيعة الحال إلى دعم غزة، وأعمال "حزب الله" في جنوب لبنان، على الرغم من أنّه لا يُحبّذ جرّ البلاد إلى حربٍ مع إسرائيل. ويُتابع المراقبون أنّ "حماس" و"الحزب" وحلفاءهما في سوريا والعراق واليمن، يقتربون من تحقيق فوزٍ مهمّ على تل أبيب وواشنطن، الأمر الذي يرى فيه جنبلاط أنّه إنتصار ليس فقط عسكريّا لهذه الفصائل المسلّحة المواليّة لإيران، وإنّما سياسيّ، وهو يتحرّك وفق ما تفرضه تطوّرات المنطقة.
 
إلى ذلك، فإذا امتدت الحرب لتطال كافة الأراضي اللبنانيّة، أعلن جنبلاط أنّه مستعدّ لفتح منازل الدروز أمام النازحين في الجنوب. ويلفت المراقبون في هذا الإطار، إلى أنّ المعارك في غزة قد تطول، والحرب قد تصل إلى لبنان في أيّ لحظة، لأنّ تل ابيب تُصعدّ في خطابها الحربيّ، وهي ستنتقل إلى المرحلة الثالثة من الحرب، التي أعلنت أنّها من الممكن أنّ تستمرّ لـ6 أشهر. ويُشير المراقبون إلى أنّ جنبلاط الداعم للمقاومة في لبنان كما في غزة، يرى أنّ وجود رئيس للجمهوريّة قريب من "حزب الله"، أفضل من انتخاب رئيس "سياديّ"، يُعادي "الحزب" في أوقات الحرب، ويُضيّق عليه الخناق.
 
ومن دلالات التقارب "الجنبلاطيّ" من محور الممانعة، اللقاء الذي جمعه بالسفير الإيرانيّ، في سفارة طهران، وأيضاً، تنسيقه الدائم مع "حزب الله" ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، في موضوع الحرب، كما في مختلف المشاكل السياسيّة. وقد يعتقد البعض أنّ إستدارة جنبلاط تجاه فرنجيّة، رُبما تُشجّع المعارضة على المشاركة في الحوار، والإلتقاء مع "الثنائيّ الشيعيّ" على إسم المرشّح، وقد تكون جرس إنذارٍ لهذه القوى، من أنّ عدم التشاور والتوافق مع بقيّة مكوّنات الوطن، قد يدفعه إلى انتخاب مرشّح فريق الممانعة، لإنهاء الشغور في موقع الرئاسة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

كارل قربان Karl Corban