Advertisement

لبنان

تطورات من نوع آخر قد تشهدها جبهة الجنوب...ماذا عن الحراك السعودي ؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
06-02-2024 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1161184-638428100379044490.jpg
Doc-P-1161184-638428100379044490.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما زالت المفاوضات التي تقودها قطر لارساء هدنة في غزة عالقة بين سندان الضمانات التي تطلبها حماس ومطرقة العدو الاسرائيلي المرتجفة تحت وطأة تهديدات وزراء اليمين المتطرف لنتانياهو بفرط حكومته. وحتى جلاء الصورة عن مآل تلك المفاوضات، تشخص الانظار نحو الجنوب الذي اقلق وضعه الخارج اكثر من الداخل اللبناني دافعا بالمحركات الدبلوماسية الخارجية في كل اتجاه لتبعث برسائل التحذير والقلق من حصول حرب على لبنان واحتمال توسع نطاقها لتشمل المنطقة باسرها نظرا لكونها ستخترق خطوط التماس الاساسية في المنطقة بين واشنطن وطهران.
Advertisement
القلق والتوتر في الجنوب اللبناني لم يحصل بعد 7 تشرين كما صور البعض وانما هو موجود سابقاً وارتفعت مؤشراته في تموز العام الماضي عندما عمد العدو الاسرائلي الى تثبيت سياج معدني ضم كامل الجزء الشمالي اللبناني من بلدة الغجر الى الاراضي المحتلة، كما أقام منشآت استخباراتية موجهة نحو الاراضي اللبنانية، وقد اتى ذلك بعد بدء الحديث عن توجه واشنطن عبر مبعوثها لشؤون الطاقة آموس هوكستين للعمل على مراجعة "اتفاق الاطار" تمهيدا للتوصل الى ترسيم الحدود البرية بعدما نجحت مساعي واشنطن في الترسيم البحري في تشرين الاول العام 2022. من هنا قد اتت زيارة هوكستين الى اسرائيل هذا الاسبوع في اطار استكمال ما بدأه في ملف الترسيم البحري في محاولة لمسك بعض من خيوط التفاوض الآيلة للتهدئة الامنية على الحدود قبل المباشرة بالبحث الجدي في ملف الترسيم البري بشكل يتزامن والمفاوضات الجارية على خط الهدنة في غزة .
قد يبدو المشهد معقدا وحله بعيدا، الا ان عناصر جديدة دخلت على الدبلوماسية اللاعبة على خطوط المنطقة، تلك العناصر قد تسهم في تليين الرؤوس الحامية وتبديل الاولويات لديها وحلحلة بعض العقد، فمن جهة لم تعد ايران العدو الذي يجب التخلص منه، وانما تحولت الى خصم قابل للتفاوض وانتاج تسوية معه، وهذا بدا واضحا وجليا مع ادخال ايران على خط حراك اللجنة الخماسية الباحثة في الملف الرئاسي اللبناني. الامر ايضا برز في لقاء المبعوث الاممي الاخير الى اليمن بوزير خارجية ايران حسين أمير عبداللهيان وتصريح الاخير الذي اكد فيه دعم طهران الامن والسلام والاستقرار في اليمن مضيفا بأن الجهود الرامية لتحقيق ذلك تصب في مصلحة كل المنطقة. اضف الى ذلك رسائل التطمين التي بعثتها واشنطن لطهران عبر المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض جون كيربي، على خلفية استهداف القوات الاميركية في الاردن ورد واشنطن على ذلك باستهداف عدد من المواقع في دمشق وبغداد، بان "واشنطن لا تسعى الى الحرب مع ايران".
كل ذلك لا يمكن قراءته بعيداً عن السياسة الدبلوماسية الجديدة للمملكة العربية السعودية الفائضة جعبتها باوراق القوة لاسيما الاقتصادية منها الجاذبة والمغرية للدول المؤثرة، الطامحة وربما المتوجسة، وعلى رأسها واشنطن التي استعادت بعض انفاسها بعد استئناف المملكة مؤخراً المحادثات الدفاعية معها بعد تعليقها جراء حرب غزة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى عرضت المملكة ايضا على ايران تعزيز التعاون والاستثمار الاقتصادي في حال منعت طهران وكلائها الاقليميين من توسيع الصراع الدائر حالياً بين اسرائيل وحماس في غزة وفقا لما تناولته وكالة بلومبرغ منذ فترة. هذا بالطبع ما كُشف عنه، أما ما هو مستور فقد يكون اكبر سيما وان حرب غزة شكلت حداً فاصلا في وجه الاستمرار في تمييع الصراع الحقيقي في المنطقة وتوجيه بوصلته في اتجاهات عدة حيث وصَل"البل الى اللحى"وبات لزاما "تقريش"المصالح عبر انتهاج "السياسة المفيدة " المبنية على المقايضة المشروطة بتكريس فلسطين دولة مستقلة.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem