Advertisement

لبنان

كاريتاس أطلقت حملة الصوم... المكاري: لينتخب القيمون على شؤون المسيحيين رئيساً للجمهورية

Lebanon 24
15-02-2024 | 10:53
A-
A+
Doc-P-1164670-638436165346462624.png
Doc-P-1164670-638436165346462624.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عقدت رابطة كاريتاس لبنان مؤتمرا صحافيا في مركزها الرئيسي في سن الفيل أطلقت في خلاله حملة الصوم 2024 تحت شعار من"إيدك لـ باب السما"، شارك فيه وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري، رئيس الرابطة الأب ميشال عبود الكرملي والمشرف العام على أعمالها راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان بو نجم ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام المونسنيور عبدو أبو كسم، في حضور نقيب المحررين جوزيف القصيفي، رئيس مجلس إدارة "تيلي لوميير" جاك كلاسي وممثلين عن مؤسسات اعلامية محلية وعربية واعضاء مجلس ادارة كاريتاس ومديرين وموظفين وشبيبة.
Advertisement

وقال المطران بو نجم، إن "موضوع حملة رابطة كاريتاس لهذه السنة هو من إيدك لباب السما. عادة نقول "من تمّك لباب السما" بمعنى أن نترجّى ونطلب إن يسمع الرب صلاتنا ويقبل أن يحقق لنا طلبنا. أمّا أن نقول من إيدك لباب السما، فلأننا نؤمن أن ما نعطيه من خلال أيدينا يقبله الله مثل الصلاة. كل أعمال المحبة هي صلاة. بصلاتنا كل مساء في مزمور 141 نقول: لتقم صلاتي كالبخور أمامك ورفع يديّ كتقدمة المساء: يداي المليئتان خدمة ومحبة ومجانية هما اللتان أرفعهما كل مساء للرب وهو يقبل. لا نستطيع أن نفصل الشركة الروحيّة عن الشركة الماديّة، ويسوع سيؤكد على هذه الحقيقة ويطوّرها: كل شيء تعملونه وتعطونه لإخوتي الصغار فلي تعملونه... الصلاة والعمل".

أضاف: "نريد أن نعيش هذه السنة مع كاريتاس وبعمق روحانيّة العطاء. فعندما تُعطي مَن هو بحاجة تقترب أكثر من باب السما ومن الله الساكن في السماء".

وختم: "فمن إيدينا لباب السما لتستمر كاريتاس برسالتها، رسالتها الانجيليّة، رسالة المحبّة، رسالة العطاء، رسالة الفرح والسلام والاخوّة".

بعد ذلك تحدّث الوزير المكاري فقال: "مسرورٌ بوجودي معكم لإطلاق حملة التبرُّع السنويّة التي تحمل عنوان: من إيدك لباب السما. سيّدُ السماء يسوع المسيح أوصى بالعطاء بلا حدود في قوله: من سألك فاعطه، ومن أرادَ أن يقترضَ منك فلا ترده"، وأوضح أن "الكتاب المقدّس يشجع على العطاء طوعاً ويظهِر أنّ العطاء يُفيد الذي أعطى والذي تلقّى معاً. قال يسوع: السعادة في العطاء أكثر منها في الأخذ، وأنا على يقين أنّ سعادتكم لا توصف ولا تُعبّر عنها كلمات. تُعطونَ بفرح والله يُحبّ المُعطي المسرور".

أضاف: "تلعبون في كاريتاس دوراً استثنائياً في هذه الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي يعاني منها الشعب اللبناني. تُفيد الدراسات أنّ أكثر من نصف اللبنانيين باتوا تحتَ خطِّ الفقر، ويتعذَّر على عائلات كثيرة تغطية نفقاتها من خلال دخلها. توسّعت رقعة الفقر بسبب النزوح السوري المفروض علينا منذ العام 2011، وقد رقّته الأمم في السنوات الأخيرة إلى رتبة اجتياح. يُقيم السوريون في أرضنا رغماً عنّا، وأبناؤنا يقتلعون من أرضهِم بفعلِ هذا النزوح ـ الاجتياح. مليونا نازح سوري يأكلون من هويّتنا ومن جغرافيّتنا ومن اقتصادنا وأمننا وبيئتنا، والفاتورة باهظة آنياً ومستقبلياً، فيما نحتفل نحن منذ عام ونصف بجمهوريّة الرأس المقطوع".

أضاف: "يؤسفني أن أقول بأنّ أتباع مارون الذين احتفلوا قبل أيام بعيده، لا يحافظون على الأمانة. الأرزة التي تجذّرت في هذه الأرض المقدّسة منذ مئات السنين، تقتلع جذوها بيدِها، ونكاد نصبح هنوداً حمر، ومع ذلك هناك من لديه ترف التلهّي بجنس الرئيس. بقاء المسيحيين في هذه الأرض اقترن بلحظاتِ ألمٍ وكفاح، وقد حوّل أسلافنا الجبال القاحلة إلى حياة عندما سكنوها، ونحن الذين ندّعي حبّ الحياة، لا نعي ماذا نفعل بأنفسنا. مرّة نشنّ حروباً ساخنة على بعضنا بالنارِ والبارود، وعندما تتعذّر الحروب الساخنة نشنّ حروباً باردة بمدافع كلامية وحرتقات سياسيّة. لم يسعَ أسلافنا إلى المناصب، ونحن شهيتنا على السلطة لا حدودَ لها. وللتذكير، الكنيسة المارونية تأسّست على اسم راهبٍ ناسك، لا على اسم محبّ وطالب للسلطة".

وختم: "أتمنّى أن يعود القيّمون على شؤون المسيحيين إلى القيمِ المسيحيّة وأن ينتخبوا في أسرعِ وقتٍ رأساً لرأسِ الجمهورية، رأساً يُعيد النازحين إلى بلادهم ويُعيد الانتظامَ إلى مؤسسات الدولة التي ترهّلت بفعلِ الشغور. ومن تمّي لباب السما".

بدوره قال الأب عبود: "من بنى الحضارات وقاد التطور وبالعلمِ وصل إلى المجرات وعاد، واكتشف ما تحت المياه وما فوق الجبال، هذا الإنسان، كائن البعد الذي فعل كل ذلك، أيُعقل أن تنتهي حياتُه كمشة تراب في القبور؟ لذلك، نؤمن أن ما بعد هذه الحياة حياة، وتسمى هذه الحياة السماء، وعبور السماء يكون في الفقير، وهذا ما اوضحه يسوع بقوله: تعالوا يا مباركي ابي ورثوا الملكوت المعد لكم منذ انشاء العالم. لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وعريانا فكسوتموني، وسجينا فزرتموني، وكل ما فعلتم لأحد اخوتي هؤلاء الصغار، فلي قد فعلتموه"، فكانت الرسالة أن السماء تبدأ في الأرض. بعد ان أوصانا: أكنزوا لكم كنوزًا في السماء. لذلك كان عنوان الحملة: من ايدك لباب السما".

اضاف: "ولدت كاريتاس من رحم الكنيسة، تعمل من دون كلل منذ نشأتها في لبنان منذ خمسين سنة وتشارك بما لديها مع أبنائها، لذلك تطلق في كل سنة حملتها السنوية، حملة المشاركة. لسنا وحدنا من يعطي، ولسنا وحدنا من يأتينا فقراء، وإنما نعلَم ونُعلم أن العدد الكبير من الفقراء اللبنانيين يأتون إلينا، المحتاجون يقرعون أبوابنا، فنجاوبهم بالعطاء في كل الأقاليم والاقسام والبرامج. لا نقبل إلاَّ أن نعطي كل ما وصَلَنا. فلا لتكديس الاموال والمواد، ولا للخوف من المستقبل، فمّن اهتمَّ بنا على مدار السنوات الماضية، هو يعيلنا في الوقت الحاضر. فما وصل الآن، هو للفقير اليوم، والغد نتركه تحت عناية الرب. ربما قال قائل وهو يتمشى في اروقة بيروت وجبل لبنان، وبعض المناطق اللبنانية، وهو يزور ال "مولات" والمطاعم ويجدها تعج بالزبائن، يقول: جلس البلد والناس تأقلمت. نعم نشكر الله على ذلك. ولكن مازال الكثيرون ممن يرزحون تحت ثقل الفقر والعوز، يتألمون في الخفاء".

ولفت الى أن "عدد الذين يطرقون بابنا وخصوصا الفقراء الجدد، فاق توقعاتنا وقدراتنا، فما وصل الينا لم يعد كافياً، الله الذي يهتم بالعصافير ولا يدعها تجوع، لا يترك لها الطعام في العش، فعلينا العمل. لذلك أردنا أن نرفع الصوت عالياً وندقّ باب كل قلب معطاء. هناك من يريد ان يُعطي ولا يعرف اين هم الفقراء الحقيقيون، نقول له ان اسماءَهم في ملفاتنا، واصواتَهم في آذاننا. إلينا تأتي الام الثكلى والارملة لتطلب لأولادها الأيتام، الذي غادرهم ابوهم وهو كان يعمل كعامل يومي، لا معاش له ليتركه لهم. إلينا يأتي الآباء المنهكون في نهاية النهار بعد عمل شاق براتبٍ زهيد لم يعد يكفي لعائلاتهم الا لأيام، فيقفون منحني الرؤوس، والدمعة في عيونهم مرددين الكلمات نفسها: هذا ما فعلته بنا هذه الأيام. إلينا يأتي من يستنجد ليخلّص أمه أو أباه أو ابنه او ابنته او اي احد من افراد عائلته من خطر الموت وهم على ابواب المستشفيات، عاجزاً عن دفع تكاليف الاستشفاء.فنقف أمام هذا الواقع، أحياناً لا نقدر أن نسدد كل شيء وإنما نسدد قسطًا من الشيء، بما نقدر عليه. أمامنا وأمام مراكزنا الطبية، يتجمَّعون بالعشرات، بل بالمئات، ينتظرون حبة الدواء، ومعاينة الطبيب، وكل علاج عاجزون أن يجدوه في مكان آخر، فيأتون إلينا ونحن نفعل ما نقدر لكي نسدد حاجاتهم".

وسأل: "كم من المرضى توقفت حياتهم وغادروا الارض قسراً، لأنهم لم يتمكنوا من متابعة علاجهم؟ كم من التلاميذ وخصوصا الجامعيين توقفوا عن الدراسة لانهم لم يعُد بمقدورهم دفع المتوجب عليهم؟"، وقال: "في المراكز التربوية لذوي الاحتياجات الخاصة، يقصدنا تلاميذ قست عليهم الطبيعة فاعاقت نموهم الفكري، حيث يجدون فريقاً متخصصا، يحضنهم ويساعد عائلاتهم للاندماج في المجتمع، ليكونوا فاعلين كغيرهم. لم تكن كاريتاس لتستطيع ان تَفعَل ما فعلته وتفعله ما لم تجد قلوبًا تنبض بالكرم والعطاء. هنا نقف معجبين مذهولين أمام كرم اللبنانيين من داخل لبنان وخارجه. ونشدد، خارج الوطن في بلاد الاغتراب، مِن مَن تركوا لبنان، ولكن لبنان لم يتركهم بل سكن قلوبهم. هناك مواطنون من عدة بلدان أخرى، سمعوا عن وجع وطننا وأرادوا أن يقفوا إلى جانب شعبه المنكوب والمنهوب والدامع، فاقاموا النشاطات في الرعايا والمدن وارسلوا المساعدات".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك