الإعتدال السنّي ليس حصرياً والتضامن مع غزة ليس تطرفاً

كتب رضوان عقيل في" النهار":

لا أحد يقلل من الاعتدال الذي يمثله الرئيس سعد الحريري انطلاقا من المدرسة التي ارساها والده رفيق الحريري، لكن من الظلم حصر هذه الصفة الحميدة في هذا البيت وعدم تعميمها على ممثلي السنّة في البرلمان وخارجه. من هنا لا يمكن لاي مراقب اخفاء حجم تعاطف السنّة مع ما يدور في غزة من عدوان اسرائيلي مفتوح على اخطار اخرى والتلويح بتغيير خرائط في المنطقة وتضييع قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وبلدان الشتات.

لا يمكن حصر موضوع الاعتدال لدى هذه الطائفة بـ"تيار المستقبل" وحده، بدليل ان مختلف توجهات النواب السنّة الحاليين لا يظهرون في مواقفهم ولا في ممارساتهم اي توجه يؤشر الى نزعة مذهبية او دعوة الى التقوقع، وان تنوعهم هذا يسمح لهم بالتلاقي مع مختلف الافرقاء من المسيحيين والشيعة والدروز.

واذا كانت هناك من حالات ضيقة لا تحظى بانتشار داخل السنّة على مستوى واسع يقودها مشايخ وشخصيات او افراد يعلنون في خطبهم واطلالاتهم او ممارساتهم، فهم لا يمثلون الا قلة من مكونهم ولو اعلنوا في حلقات ضيقة تأييدهم تنظيمات متطرفة مثل "داعش" و"جبهة النصرة" وقبلهما "القاعدة".

واذا اراد الحريريون اظهار انهم الاكثر تمثيلاً على مستوى السنّة في بيروت والمناطق الاخرى فلا احد ينكر هذا الامر، لكنهم ليسوا وحدهم بدليل نتائج انتخابات ما قبل الدورة الاخيرة.