Advertisement

لبنان

الحرب مستمرّة... وهكذا سيكون تأثيرها على لبنان

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
24-02-2024 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1167850-638443658989804272.jpg
Doc-P-1167850-638443658989804272.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد إسقاط القرار الجزائريّ في مجلس الأمن، المُتعلّق بوقف إطلاق النار في غزة، يبدو أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة ليست بوارد القبول بانتهاء المعارك بين حركة "حماس" وحليفتها في الشرق الأوسط إسرائيل، فقد استخدمت مرّة جديدة "الفيتو"، بينما امتنعت المملكة المتّحدة عن التصويت، في دلالة واضحة إلى أنّ هناك أطرافاً دوليّة، لا تزال تُشجّع الحكومة الإسرائيليّة على المضي قدماً بعمليتها العسكريّة وباجتياح رفح.
Advertisement
 
وحتّى الآن، لم تنجح إسرائيل لا بالقوّة العسكريّة ولا من خلال القنوات الدبلوماسيّة من تحرير جميع رهائنها، ولم تعثر على أبرز القيادات في "حماس" في قطاع غزة، الذي أصبح مُدمّراً بشكل كامل، بينما باتت تصبّ إهتمامها على مدينة رفح الحدوديّة مع مصر، لاعتقادها بأنّ المحتجزين الإسرائيليين قد يكونون هناك، وكيّ تُوقف تهريب الأسلحة من مصر إلى فلسطين، عبر الأنفاق التيّ بُنِيَت تحت الأرض.
 
ويُؤكّد "الفيتو" الأميركيّ أنّ الولايات المتّحدة تُريد أنّ تُحقّق إسرائيل نصراً عسكريّاً، وقد أعطتها المزيد من الوقت لهذا الهدف، بحجة إيجاد طريقة فعالة لحماية النازحين في رفح، عبر نقلهم إلى مكان آخر، لإكمال المعارك مع "حماس". ويقول مراقبون عسكريّون في هذا السياق، إنّه إذا فشلت إسرائيل من الفوز عبر الطرق العسكريّة، فإنّ هذا الأمر سيُؤثّر ليس فقط على سمعة تل أبيب في المنطقة، وإنّما على واشنطن، ما سيُعزّز الدور الإيرانيّ في الشرق الأوسط أكثر، عبر تعاظم الفصائل المسلّحة المواليّة لطهران في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن.
 
ولعلّه بحسب المراقبين العسكريين، فإنّ أميركا تدعم الحملة العسكريّة الإسرائيليّة على "حماس" حتّى النهاية، لأنّ هناك تجربة فاشلة لكلٍّ من إسرائيل والولايات المتّحدة في لبنان، عبر عدم قدرتهما على تدمير "حزب الله" عام 2006، ما أدّى حاليّاً إلى تعاظم حضوره عسكريّاً وسياسيّاً وشعبيّاً أكثر، وأمسى يُشكّل تهديداً متزايداً على تل أبيب ومستوطناتها في شمال فلسطين المحتلة.
 
كذلك، فإنّ أميركا أعطت إسرائيل بعض الوقت، كيّ لا تقبل بالشروط التي وضعتها "حماس" في المفاوضات التي تتعلّق بتبادل الأسرى والرهائن، ووقف إطلاق النار مؤقتّاً وإدخال المساعدات إلى غزة. فوفق خبراء عسكريين، هذه النقاط التي اشترطتها المقاومة الفلسطينيّة مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، تُمثّل خيبة أمل للحكومة الإسرائيليّة، ولداعميها وفي مُقدّمتهم واشنطن وبريطانيا. فإذا قبلت تل أبيب بها، فإنّها ستُفرج حينها عن أسماء قياديّة من "حماس" من سجونها، ربما قد يكون لهم دورٌ مهمٌّ في المستقبل، في زيادة قوّة حركة المقاومة الإسلاميّة.
 
أمّا في ما يتعلّق بجنوب لبنان، فيلفت المراقبون العسكريّون إلى أنّ المبعوث الرئاسيّ الأميركيّ آموس هوكشتاين لا يزال يعمل بين بيروت وتل أبيب على تهدئة الأوضاع، وعدم تمدّد الحرب إلى لبنان. وعلى الرغم من أنّ واشنطن تُدرك أنّ "حزب الله" لن يُوقف المعارك على الجبهة الجنوبيّة، إنّ لم تضع إسرائيل حدّاً لجرائمها ضدّ الشعب الفلسطينيّ، يرى المراقبون أنّ هوكشتاين يُشدّد على الحكومة الإسرائيليّة بعدم خرق "قواعد الإشتباك"، كيّ تستمرّ في حربها على "حماس" من جهّة، ولا تُوسّع رقعة المعارك إلى لبنان، وكيّ تُحقّق بعض الأهداف عبر توجيه ضربات محدودة لكنّ مهمّة ضدّ "حزب الله".
 
وقبل أيّام قليلة، ادّعت إسرائيل على لسان وزير حربها يوآف غالانت، أنّها نجحت في تجاوز "قواعد الإشتباك"، عبر قصف الغازية والنبطيّة والصوانة، وتنفيذها لعمليّة إغتيال في الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت في كانون الثاني الماضي. ويعتبر المراقبون أنّ أميركا بإطالة الحرب، تُساعد تل أبيب على تحقيق مكاسب على أرض الميدان، كيّ لا تنكسر هيبة الجيش الإسرائيليّ، في ظلّ وجود جيوش عربيّة وأجنبيّة في المنطقة، أقوى منه.
 
ويتوقّع المراقبون العسكريّون أنّ تبقى الحرب محدودة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيليّ، حتّى لو أقدم الأخير على اغتيال شخصيّات من المقاومة اللبنانيّة أو الفلسطينيّة في مناطق غير مرتبطة بالجنوب، وحتّى لو استهدف أهدافاً بعيدة عن الحدود الجنوبيّة، لأنّ "الحزب" سيردّ بالطريقة عينها، وسيُوجّه ضربات مدروسة جدّاً، لا تُدخله في حربٍ مباشرة مع العدوّ.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

كارل قربان Karl Korban