Advertisement

لبنان

خيارات باسيل المحدودة.. السلطة او الشعبية؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
25-02-2024 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1168123-638444556888359393.jpg
Doc-P-1168123-638444556888359393.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يعمل رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل بشكل واضح على تصعيد خطابه السياسي بغض النظر عن إتجاه هذا التصعيد، ويبدو ان الرجل يرى ان رفع سقف الخطاب السياسي والاعلامي يقلل من حجم الإستنزاف الشعبي الذي يعاني منه ويفتح باب تحسين الواقع الشعبي ل"التيار" بعد التراجع الكبير الذي تعرض له في السنوات الماضية وظهر في الانتخابات النيابية الأخيرة بشكل فاقع.
Advertisement

انطلاقاً من هذه الاستراتيجية يذهب "التيار" بعيداً في خلافه مع "حزب الله" ويستعيد الخطاب المعارض للحكومة الذي يعود للحظة انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، ويفتح باب المزايدة على "القوات اللبنانية" وغيرها من العناوين التي تحسّن شعبية العونيين، لكن كل ذلك يطرح أمام باسيل الكثير من الاسئلة أهمها، ماذا سيكون خياره في حال حصلت التسوية السياسية في لبنان، هل سيشارك في السلطة ام سيبقى في المعارضة؟

أسس باسيل خلال وجوده في السلطة لشبكة كبيرة من الموظفين من فئات مختلفة ودخل الى الادارة ضمن لعبة المحاصصة التقليدية، وهذا يجعل جزء من شعبيته مبينة على الخدمات والتعيينات وبالتالي اصبح، كما باقي الاطراف في لبنان، غير قادر على البقاء في صفوف المعارضة، وهذا سيشكل له ازمة حقيقية مع الرأي العام اولاً لانه سيفقده صدقيته السياسية والاعلامية، وثانياً سيكون مضطراً للتعايش مع قوى سياسية كان يخاصمها بشدة.

لكن في حال قرر باسيل البقاء في المعارضة او عدم المشاركة في الحكم سيكون عملياً غير قادر على عقد اي تحالفات نيابية في المرحلة المقبلة، لان علاقته بـ"حزب الله" ستتدهور وسيكون محرجاً امام جمهوره بعقد تحالف انتخابي مع اي فريق مشارك في الحكومة، وهذا يعني ان باسيل امام دائرة من الازمات السياسية التي لا يمكنه تجاوزها في المرحلة الحالية في ظل صعوده المستمر على شجرة الخطاب الشعبوي.

في المقابل يبدو "حزب الله" راغباً بمدّ سلم الخلاص لحليفه قبل الوصول الى التسوية النهائي كي لا يبقى خارجها، لكن الحزب لن يعمل على خوض معارك باسيل الداخلية كما يأمل الاخير، وهذا هو سبب الاشتباك بين الطرفين، وهنا تبرز مشكلة جديدة، هل سيتخلى باسيل عن خطاب التمايز عن حارة حريك؟ او سيبقى يلوح بنظرية "ما خلونا" التي باتت تستهدف بشكل اساسي حليفه الاوحد؟
تعاني القوى المسيحية ككل من ازمة اشكاليتها الاساسية هي كيفية الدخول في التسوية؟ واذا كانت "القوات اللبنانية" قد تتأثر ايجابا بأي غطاء سعودي مفترض فإن ليونة الحركة التي يتمتع بها "التيار الوطني الحر" محدودة جدا تجعله غير قادر على الاستدارة او التأقلم مع اي واقع جديد.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash