Advertisement

لبنان

الواقع الشيعي بعد الحرب.. إمتيازات إضافية ام عزلة كبرى؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
09-03-2024 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1173176-638455749961006315.jpg
Doc-P-1173176-638455749961006315.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يسيطر "حزب الله" بشكل لافت على مسار المعركة الحاصلة في جنوب لبنان، ومن خلال ذاك يسيطر على شكل الحرب في المنطقة وسقفها على اعتبار ان ذهابه بعيداً في التصعيد سيفتح الباب أمام معركة عسكرية شاملة او ربما حرب اقليمية لا يعرف أحد كيف تنتهي وما هي نتائجها، لذلك فقد بات "حزب الله" محركاً اساسياً للصراع في المنطقة، كما بات التحاور معه ممراً اساسياً للتسوية المقبلة.
Advertisement

انطلاقاً من قناعته بأن المعركة الكبرى لم يحن وقتها بعد، بات "حزب الله" يعمل وفق ثابتة اساسية تقوم على ضرورة خروجه من المعركة الحالية بأقل خسائر ممكنة، على أن تبقى بنيته العسكرية سليمة ليتمكن من فرض الردع مجدداً مع اسرائيل بعد انتهاء المعارك، وهذا يعطيه هامشاً واسعاً من القدرة على المناورة خلال اي مفاوضات قد تحصل معه لترتيب الواقع السياسي والحدودي.

لكن السؤال يتركز اليوم، لدى خصوم الحزب ولدى حلفائه، حول المكاسب التي قد تحققها حارة حريك وتحسن وضعيتها الداخلية بعد وقف اطلاق النار، وهذا ما يقلق الجميع وما دفع بحليف الحزب رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى التحذير من صرف فائض القوة في الداخل. لا يرغب الحزب بإستلام الحكم في لبنان وهو يرى ان هذا الامر لديه سلبيات اكثر من الايجابيات، لكن تحسين موقعه داخل النظام سيكون مطلباً اساسياً وان لم يكن معلناً.

منذ حراك 17 تشرين كانت الاهداف الفعلية لخصوم الحزب هو اعادته الى ما قبل "اتفاق الدوحة" ولاحقاً الى ما قبل العام 2005، بما يرتبط بنفوذه وقدرته وموقعه من النظام، وعليه فإن المكسب الاساسي للحزب في حال تمكن من تحسين وضعيته السياسية يكمن في انه يكون قد تمكن من وضع حدّ نهائي لكل تبعات الانهيار الاقتصادي والحراك الشعبي والضغوط التي رافقت المرحلة السابقة.

عمليا لن يتغير موقع الشيعة في النظام لكنهم سيتمكنون عبر قواهم السياسية من تحقيق منجزات آنية مثل رئاسة الجمهورية والحصص الوزارية، وقد يكون الرابح الاكبر في هذه المعادلة هم حلفاء الحزب الذين سيحصلون على الحصص الاساسية التي لا يريد ولا يستطيع الحزب الحصول عليه داخل المؤسسات، كما ان الواقع الاقتصادي للبيئة الشيعية سيتأثر ايجابا بسبب الاموال التي ستصل اليه لاعادة الاعمار وبدلات ايجار وغيرها من الامور، هذا في حال استمر تقدم الحزب استراتيجيا في المعركة التي يخوضها.

لن تحدث الحرب الحالية في المنطقة اي تحول جذري في شكل النظام السياسي اللبناني ولا في موقع الاطراف السياسية والطائفية فيه، لان الفريق السياسي الذي بات حضوره الفعلي الواقعي اكبر مما يحفظه له النظام لن يخاطر بعلاقته بالمكونات الداخلية لكي يفرض تعديلا او تغييرا في الصيغة يحسن فيها نفوذه، ولان القوى المنكفئة ترى في ما يقدمه الطائف افضل الممكن في اللحظة الحالية.. 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash