Advertisement

لبنان

بين حزب الله وباسيل.. طلاق نافذٌ ام هجرٌ مؤقت؟

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
21-03-2024 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1177435-638466112394878680.jpg
Doc-P-1177435-638466112394878680.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من الواضح أن دعوة رئيس "التيار الوطني الحُرّ" جبران باسيل للقوى المسيحية من أجل الوحدة لمواجهة التحديّات التي تهدّد وجود المسيحيين السياسي على الساحة اللبنانية وربّما الوجود الديمغرافي لاحقاً، لم تلقَ تجاوباً من أي من خصومه داخل المجتمع المسيحي.
Advertisement

ولعلّ القوى المسيحية تنظر بشكل أو بآخر الى خطاب باسيل، الذي لم يرتقِ ليُصبح مبادرة سياسية جدية تحمل في طيّاتها بنوداً وشروطاً واضحة، أنه ناتجٌ عن ضعف، حيث يرى هؤلاء أن رئيس "التيار" المعزول سياسياً بسبب خسارته لحليفه الوحيد "حزب الله" يحاول إيجاد بدائل عبر التقارب من القوى المسيحية تحت عناوين مرتبطة بالحقوق والوجود المسيحي.

لكنّ باسيل ومن معه لا يرغب عموماً، من وجهة نظر المعارضة، بأي تحالف حقيقي، إنما يسعى الى تحسين شروطه أمام حليفه السابق "حزب الله"، وذلك من خلال القول بأنّه قادر على فتح أبواب التحالف مع قوى أخرى في مرحلة الطلاق بينهُما، وهذا الامر، وفق حسابات باسيل، من شأنه أن يدفع "الحزب" الى تقديم تنازلات في عملية التفاوض معه.

وفق مصادر سياسية مطّلعة، فإن تبدّل لهجة باسيل في خطاباته الاخيرة منذ اندلاع معركة "طوفان الاقصى" وفتح جبهة الجنوب إسناداً للمقاومة في غزّة ليس إلا لعبا مكشوفا على حبال الملفّ الرئاسي، فهو لا يأبه حقاً بفكرة "وحدة الساحات" ولا يمانع إن لزم الأمر أن يصعّد خطابه دعماً لهذا المبدأ في مقابل أطماع سياسية ، وهو الذي بات مدركاً للصعوبات التي ستواجهه وتياره بعد فكّ التحالف مع "الحزب"!  

لذلك فإنّ القوى المسيحية لا تريد مدّ حبل الخلاص لباسيل وتياره، إذ ترى أنها تفضّل أن يبقى معزولاً مع إدراكها بأن "الحزب" ليس في وارد تقديم أي نوع من التنازلات أمامه، ولأن باسيل بدوره يعجز عن تقديم مزيد من التنازلات لخصومه أو حلفائه، وبالتالي سيبقى معزولاً سياسياً وربّما قد يحين  موعد التسوية من دون أن يكون الأخير جاهزاً لها، وبالتالي يبقى خارج السّلطة ويصبح تدريجياً خارج الحياة السياسية بشكل عام.

من هُنا يصبح طرح باسيل غير قابل للتطبيق، لأن قوى المعارضة تجده غير قادر على تقديم أي جديد لها حتى في إطار مصلحي، وأنه هو وكتلته النيابية لن يخدما المعارضة لجهة الحصول على اكثرية، كما أنه لن يتجرّأ على الذهاب الى معركة كسر عضم رئاسية في مواجهة "حزب الله".

 فهل يصبح الطلاق بين باسيل و"حزب الله" نافذاً؟ أم أنّ باب المفاوضات قد يبقى مفتوحاً قبل انتهاء فترة "العدّة"؟! 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

ايناس كريمة Enass Karimeh

Lebanese journalist, social media activist and communication enthusiast