Advertisement

لبنان

هذا هو سرّ علاقة إيران بـ"حزب الله".. تقريرٌ يكشف الكثير عن "محور المقاومة"

Lebanon 24
25-03-2024 | 11:00
A-
A+
Doc-P-1178988-638469642557169298.jpg
Doc-P-1178988-638469642557169298.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" تقريراً جديداً تحت عنوان "هل فقدت إيران السيطرة على الجماعات الموالية لها في الشرق الأوسط؟"، وجاء فيه: 
Advertisement
 
توترات عدة عاشها العراق واليمن وسوريا ولبنان على مدى الأشهر التي أعقبت هجوم السابع من تشرين الأول الماضي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل وما تلاه من حرب في قطاع غزة.

التوترات تلك عزّزت المخاوف من انتشار رقعة الحرب عبر الشرق الأوسط، علماً أنّ الجيوش النظامية لأي من البلدان العربية لم تكن طرفا في تلك التوترات، بل ارتبط الأمر وجماعات مسلحة مقربة من إيران صدرت عنها تصريحات تدعم الفلسطينيين في غزة، أو تهدد بمهاجمة أهداف إسرائيلية أو أمريكية للضغط من أجل إنهاء الحرب.

وأثارت هذه التطورات تساؤلات حول تفاصيل طبيعة العلاقة بين إيران وتلك الجماعات. فبينما يرى البعض أن طهران فقدت "السيطرة" على تلك الفصائل، يؤكد فريق ثان على أن نفوذ طهران الهائل لدى تلك الفصائل لم يتقلص، في حين يقول فريق ثالث إن تلك الجماعات، رغم الدعم المادي والعسكري الإيراني لها، ورغم ما يجمع الطرفين من مصالح استراتيجية وأيديولوجية مشتركة، تتمتع بقدر من الاستقلالية.

"محور المقاومة"

لطالما كانت إيران لاعباً مهماً في المنطقة، ولكن استراتيجياتها تغيرت كثيراً في أعقاب الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه عام 1979، فقد سعت منذ بداية ثمانينات القرن الماضي إلى تقوية علاقاتها مع جماعات مسلحة في المنطقة، غالبيتها شيعية، وتحالفت مع نظام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد.

لكن نفوذ إيران الإقليمي توسع بشكل كبير في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 الذي أطاح بعدو إيران اللدود الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، فضلاً عن ارتفاع أسعار النفط بشكل قياسي.

وتقول باربرا سلافين، الزميلة المتميزة بمعهد ستيمسون البحثي والتي لها العديد من المؤلفات والأبحاث عن إيران والشرق الأوسط، إن "أهداف إيران دفاعية بالأساس، فهي ترغب في أن يكون لها عمق استراتيجي وأن تدافع عن نظامها ضد التدخل الأجنبي، وأن تكون لها كلمة في القرارات الإقليمية وتمنع أو تقلل أي إجراءات تسير في اتجاه معاكس للمصالح الإيرانية".

وتضيف سلافين أنه "لتحقيق هذا الهدف، تمارس إيران نفوذها بثلاث طرق رئيسية: من خلال علاقاتها مع رجال الدين الشيعة، وتقديم المساعدات المالية لأغراض إنسانية وسياسية، وتقديم الأسلحة والتدريب للجماعات المسلحة".

وبات يطلق على التحالف بين إيران والجماعات المعارضة لإسرائيل والنفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، كحركة حماس وحزب الله اللبناني والمجموعات العراقية وجماعة الحوثيين في اليمن وكذلك نظام الرئيس السوري بشار الأسد، اسم "محور المقاومة".

وفي الأسابيع التالية لهجوم السابع من تشرين الأول، اختلفت آراء الخبراء والمراقبين حول ما إذا كانت إيران على علم مسبق بخطة حماس. صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية زعمت أن المئات من عناصر حماس تلقوا تدريبات خاصة في إيران في الأسابيع القليلة السابقة للهجوم، وأن إيران ساعدت في التخطيط له، وهي مزاعم نفتها طهران التي أكدت أنه لم يكن لها أي دور في ذلك الهجوم. كذلك، فإن هناك مصادر استخباراتية أميركية أشارت إلى أن الهجوم فاجأ إيران.

لكن طهران لم تنف تقديم مساعدات عسكرية لحماس. ففي تصريحات لشبكة إن بي سي الإخبارية الأميركية في الشهر الماضي، قال أمير سعيد إيواني، سفير إيران لدى الأمم المتحدة: "في ما يتعلق بفلسطين، نحن نرسل لهم الأسلحة وندربهم".

العلاقة مع حزب الله بين "الهيمنة" و"الندية"

ترى سلافين أن من أسباب الصلة القوية التي تجمع بين حزب الله في لبنان وإيران العلاقات الوطيدة التي تشكلت بين الشيعة اللبنانيين والمنشقين الإيرانيين الذين فروا إلى لبنان قبل الثورة الإسلامية في إيران".

في أعقاب اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982 واحتلالها لجنوب البلاد، أُعلن عن تشكيل حزب الله، أو "المقاومة الإسلامية" كما كان معروفا آنذاك. ومنذ تأسيسه، اعتبر الحزب المرشد الأعلى الإيراني "المرجع الشرعي والفقهي" له، وكان من أوائل الجماعات التي تتلقى الدعم المالي والعسكري الإيراني في المنطقة. وعلى مدى العقود الأربعة التالية، ظل كلا الطرفين داعما قويا للآخر.

وقد عزز الحزب مكانته السياسية والعسكرية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب في عام 2000، كما تفاجأ كثيرون بقدرته العسكرية الهائلة خلال الحرب التي خاضها ضد إسرائيل عام 2006، لدرجة أن هناك من يرى أن القدرات العسكرية للحزب أفضل من قدرات الجيوش النظامية لبعض بلدان المنطقة.

وخلال تلك الفترة، ظلت العلاقات قوية بين حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيران، والمسؤول عن التنسيق مع الجماعات المتحالفة مع طهران في الشرق الأوسط، وقد عمل الفيلق على تزويد الحزب بالأسلحة والتدريبات العسكرية.

ترى سلافين أنه "في بداية العلاقة، كانت إيران هي الطرف المهيمن، لكن العلاقة تطورت..بحيث أصبح الاثنان بمثابة الندين. وفاة الخميني عام 1989، وتخفيض إيران لدعمها المالي لحزب الله في التسعينيات واستعداد الحزب للتحالف مع جماعات سياسية لبنانية أخرى، كل ذلك أدى إلى تمتعه بمزيد من الاستقلالية".

وقد تحدث مسؤلون إيرانيون ومسؤولون من حزب الله مرارا عن أن الطرفين يتشاوران بشأن غالبية القرارات العسكرية والسياسية المهمة. كذلك، يرى مطلعون على الشأن الإيراني أن الإيرانيين عادة ما يستشيرون أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله ويثقون في تقييمه للأمور في المنطقة، لا سيما في ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل.

وكان نصرالله أشاد بهجوم حماس على إسرائيل قائلا إنه "أسس لمرحلة جديدة من الصراع بين إسرائيل والشعب الفلسطيني"، وطالب الحكومات العربية والإسلامية بالعمل على وقف إطلاق النار.

ويرى كثير من المحللين أن حزب الله لا يرغب في الانزلاق إلى حرب مفتوحة ليس فقط لاعتبارات استراتيجية تتماهى مع اعتبارات طهران، ولكن أيضا لاعتبارات داخلية: فلبنان يمر بظروف اقتصادية قاسية للغاية بالطبع ستزداد تدهورا في حال نشوب حرب أخرى.

مجموعات عراقية وتجاوز "الخط الأحمر"

ترتبط إيران بعلاقات وثيقة مع جماعات شيعية عراقية مسلحة منذ وقت بعيد، إذ دعمت طهران معارضين عراقيين شيعة فروا إليها في بداية ثمانينيات القرن الماضي. وفي أعقاب الغزو الأميركي والإطاحة بصدام حسين عام 2003، أقامت إيران علاقات وثيقة بالحكومة في بغداد وغالبية الميليشيات الشيعية المسلحة التي تشكلت فيما بعد في العراق.

وبعد هجوم السابع من تشرين الأول، عادت هذه العلاقة إلى دائرة الضوء من جديد مع تعرض القوات الأميركية في العراق لعشرات الهجمات من قبل جماعات عراقية مسلحة تعارض الوجود الأميركي في البلاد.

وردت واشنطن بشن غارات على فصائل عراقية من بينها "الحشد الشعبي" و"حركات النجباء" المنضوية تحت لوائه، والتي يُعد أمينها العام أكرم الكعبي من أبرز معارضي الوجود الأمريكي في العراق. وفي أعقاب مقتل عناصر من الحشد في غارة أمريكية في تشرين الثاني الماضي، دعا الكعبي إلى "إعلان الحرب على أميركا" وإخراج قواتها من العراق.

يرى محللون أن ثمة "خط أحمر" غير معلن في قواعد الصراع الإيراني-الأميركي يتمثل في عدم قتل إيران أو الجماعات المتحالفة معها لمواطنين أميركيين. وحتى عند اغتيال قاسم سليماني القيادي البارز بالحرس الثوري الإيراني في هجوم شنته مروحية أميركية، لم يسفر الرد الإيراني الذي استهدف قاعدة أميركية في العراق عن أي خسائر أمريكية في الأرواح.

لكن هذا الخط الأحمر تم تجاوزه في أواخر كانون الثاني الماضي عندما أدى هجوم بمسيرات على قاعدة "البرج 22" العسكرية الأميركية في الأردن بالقرب من الحدود مع سوريا، إلى مقتل 3 جنود أميركيين وجرح 34 آخرين.

وجاء الرد الأميركي بشن غارات على "أهداف إيرانية" في سوريا والعراق في وقت سابق من الشهر الحالي.

وبعد يومين من الهجوم على قاعدة البرج 22، أعلنت جماعة "كتائب حزب الله" العراقية المدعومة من إيران، والتي تعد واحدة من الجماعات المنضوية تحت لواء ما يعرف بـ "المقاومة الإسلامية في العراق" التي اتهمتها واشنطن بتنفيذ الهجوم، تعليق عملياتها ضد القوات الأميركية لتفادي "إحراج الحكومة العراقية"، على حد قول البيان المنسوب إلى الجماعة.

لكن مصادر إعلامية أشارت إلى أن الإعلان جاء بناء على طلب إيران، إذ أتى بعيد زيارة إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، لبغداد.

الحوثيون وعلاقة أخرى "معقدة"

تعود الجذور العقدية لحركة أنصار الله الحوثية إلى مذهب الإسلام الزيدي الشيعي الذي يختلف عن المذهب الاثنا عشري السائد في إيران.

وقد لعبت عوامل سياسية وجغرافية وعقدية كثيرة دورا في تبلور الحركة الحوثية، فضلا عن مطالبة الحركة المتعلقة بحقوق السكان في المناطق ذات الغالبية الزيدية.

وقد تأثر الزعيم الأول للحركة، حسين بدر الدين الحوثي، بأفكار الثورة الإسلامية في إيران، وفكرة القيادة السياسية ذات المشروعية الدينية، ومقاومة الاستعمار والصهيونية.

كذلك، تتبنى الحركة بعض شعارات الثورة الإيرانية مثل "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل".

وتحولت الحركة إلى تنظيم مسلح عام 2004 الذي شهد أيضا مقتل حسين الحوثي، ليخلفه شقيقه الأصغر عبد الملك في القيادة. مع هذا، فقد خاضت الحركة حروبا عديدة مع حكومة الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعزز الحوثيون موقعهم ونفوذهم في البلاد بعد سقوط صالح عام 2012 وتحول أنصاره إلى دعمهم من الناحية العسكرية.

واتهمت السعودية إيران مرارا بتقديم الدعم العسكري للحوثيين، وشعرت بالقلق من التحالف بينهما. كذلك، قادت المملكة تحالفا عسكريا ضدهم في عام 2015.

ورغم العلاقات القوية بين إيران والحوثيين، وتعزيز طهران لقدراتهم العسكرية التي تشمل صواريخ بالستية وصواريخ مضادة للسفن ومُسيّرات، يلفت مراقبون إلى اختلاف تلك العلاقات مع العلاقات الإيرانية بحزب الله على سبيل المثال، نظرا لوجود اختلاف مذهبي، ونظرا لأن الحوثيين في رأيهم لا يسعون إلى لعب دور إقليمي، بل يركزون على وضعهم الداخلي.

يقول جيرمي بوين، محرر الشؤون السياسية في بي بي سي، والذي أمضى فترة لا بأس بها مع الحوثيين في اليمن، إنه "من الأفضل أن ننظر إليهم على أنهم حلفاء وليس وكلاء لإيران".

يصف بوين الحوثيين بأنهم "أشخاص ذوو عقلية مستقلة إلى درجة كبيرة، يتلذذون بالدخول في صراع مع الأميركيين، ويريدون أن يكونوا جزءا من هذه الحرب في غزة".

وبالفعل، أصبح الحوثيون جزءا من الحرب، إذ شنوا عشرات الهجمات بالصواريخ والمسيرات على سفن تجارية وعسكرية غربية منذ منتصف تشرين الثاني الماضي، قائلين إن الهجمات تهدف إلى دعم الفلسطينيين.
 
وأدت تلك الهجمات إلى عرقلة حركة الشحن في مياه البحر الأحمر وقناة السويس، ودفعت بعض الشركات إلى إعادة توجيه سفنها وحاوياتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأكثر طولا وتكلفة.

وقد ردت الولايات المتحدة وبريطانيا بشن هجمات الشهر الماضي على أهداف للحوثيين في مناطق خاضعة لسيطرتهم في غرب اليمن.
 
قاسم سليماني وحلقة الوصل التي فقدت

يرى محللون أن اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي ينسب إليه الفضل في تأسيس "محور المقاومة" وإدارته، أثر كثيراً على قدرة إيران التنسيقية والتعبوية مع ميليشيات المحور عبر منطقة الشرق الأوسط. فقد كان لسليماني صلات وعلاقات وطيدة بتلك الميليشيات وخبرة كبيرة بالمنطقة.

تقول سلافين: "أخبرني إيرانيون بأن التنسيق بين أعضاء محور المقاومة كان أقوى عندما كان قاسم سليماني حيا، ويبدو ذلك أمرا معقولا لي، نظرا لأن سليماني كان يتحدث العربية بطلاقة، وهو بالأساس من شكّل المحور. خليفته إسماعيل قاآني خبير بشؤون أفغانستان أكثر من خبرته بالعالم العربي. ويعني ذلك أن أعضاء المحور قد يتصرفون باستقلالية أكبر، ويصبح من الصعب على أي جهة أن تسيطر عليهم".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك