Advertisement

لبنان

التصعيد في وجه "حزب الله".. إحداث توازن داخلي قبل التسوية

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
26-03-2024 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1179478-638470510643506229.jpg
Doc-P-1179478-638470510643506229.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يتصاعد الخلاف والكباش الاعلامي الداخلي بين "حزب الله" وخصومه الداخليين. وفي الوقت الذي يحاول "الحزب" تجنب الذهاب بعيداً في الخلافات الاعلامية، يصرّ خصومه على تفعيل الاشتباك الاعلامي ورفع الصوت السياسي المعارض له ولخطواته بشكل كبير، حتى بات الخطاب السياسي المعتمد يطال بيئة "الحزب" وليس فقط بنيته الحزبية والعسكرية. وهذا له اسباب عملية تخدم قوى المعارضة بشكل تكتيكي ولا تخرج عن اطار تحسين الشروط التفاوضية.
Advertisement
فخصوم "حزب الله" يشعرون بأنه بات الممسك الفعلي بخيوط اللعبة السياسية داخل لبنان، اذ ان الوفود المفاوضة والوسطاء الدوليين يحاولون إما التواصل مع قيادات بارزة في "الحزب" أو ارسال رسائل اليه عبر بعض المسؤولين اللبنانيين، وهذا ما يعني أن التفاوض الفعلي سيكون مع "حارة حريك"، وأن تقسيم النفوذ سينحصر بها وبخصومها الدوليين والاقليميين ما يخرج جزءا كبيرا من المعارضين لها من دائرة التأثير السياسي ومن التسوية العملية.
ولعل زيارة رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا الى الامارات العربية المتحدة ساهم في زيادة حجم القلق لدى المعارضين، لان دول الخليج التي كانت الاشدّ خصومة مع "الحزب" بدأت تفتح معه ابواب التواصل. من هنا يصبح رفع الصوت السياسي والاعلامي امراً لا مفر منه، ويساهم بشكل كبير في تعزيز حضور هذه الاطراف داخل الساحة السياسية مما يجعل تخطي حضورها خلال اي عملية تفاوض او في التسوية امرا صعبا للغاية.
فقوى المعارضة تريد تحشيد جزء كبير من الرأي العام خلفها، وتحديداً الرأي العام المسيحي، اذ ان الظاهر هو أن هذه القوى لم تعد قادرة على التأثير على الرأي العام السني خلال حرب غزة، وعليه فإن البنية الشعبية التي يمكن العمل على استقطابها بشكل سريع هي البيئة المسيحية، والتي باتت الاحزاب الاساسية الممثلة لها تخاصم "حزب الله" بشكل علني، الامر الذي يعطيها عمقاً نيابياً وبرلمانياً وليس فقط اعلامياً وشعبياً مما يساعد على فرض بعض الشروط وتحسينها في اطار التفاوض المتوقع في المرحلة المقبلة.
من هنا يصبح عدم دخول "الحزب" في اي معركة اعلامية مفهوماً إلى حدّ كبير، لأنه يدرك أن استعداء الرأي العام أو الشارع المسيحي تحديداً مضر لعدة اسباب، الاول تصعيب المهمة على حليفه "التيار الوطني الحرّ" في حال قرر العودة الى تعزيز التحالف معه، وثانياً خلق بيئة اجتماعية كبيرة معادية له بالكامل. وهذا ما يحاول الحزب تجنبه منذ العام 2005، وثالثاً اعطاء معارضيه مادة سياسية واعلامية يمكن استغلالها والبناء عليها في اطار التراشق والتراشق المضاد.

امام كل هذا الوقائع، وبالتوازي مع المفاوضات الاقليمية الحاصلة للوصول الى وقف لاطلاق نار في قطاع غزة مع ما يستتبع ذلك من تسويات مرتبطة بالمنطقة عموماً، سيكون هناك رفع لسقف الخطاب المعارض لـ "الحزب"، وهذا ما بدأ يظهر علناً عبر وسائل الاعلام، لكن هل ستتعامل "حارة حريك" بعدائية مع خصومها بعد انتهاء الحرب ام انها ستكون حريصة على الاستمرار بسلوكها السياسي الحالي وفي عملية استيعاب المعارضين لنهجها منعاً من الذهاب نحو اصطدام داخلي؟
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash