Advertisement

لبنان

ملاحقة أمنيّة.. إسرائيل تهدّد مناطق الجماعة الإسلامية!

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
28-03-2024 | 03:00
A-
A+
Doc-P-1180243-638472167334322279.jpg
Doc-P-1180243-638472167334322279.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

ملاحقة إسرائيل لقيادات "الجماعة الإسلامية" في لبنان لم تكُن أمراً مستبعداً خلال المرحلة الراهنة باعتبار أن الأخيرة تُشارك فعلياً في عمليات ضد الجيش الإسرائيلي في الجنوب عبر "قوات الفجر" التابعة لها، كما أنها تُشارك إلى حد كبير في غرفة العمليات المشتركة التي أسسها "حزب الله" مع "حماس" وفصائل أخرى منذ بدء التوتر مع إسرائيل يوم 8 تشرين الأول الماضي.
Advertisement

إزاء ذلك، يمكن إعتبار أي محلّة تشهد تواجداً لـ"الجماعة" بمثابةِ منطقة إستهداف بالنسبة لإسرائيل. عملياً، فإن المناطق التي تعتبر ذات مركز لثقل الطائفة السنّية تضمّ تواجداً للجماعة أقله على الصعيد السياسي والإجتماعي، بينما التواجد العسكري ينحصر في أماكن محددة غير معروفة بدرجة كبيرة، من بينها الهبارية.

مناطق "تحت التهديد"

من أبرز المناطق التي تعتبرُ محورية ومركزيّة لـ"الجماعة" هي إقليم الخروب وصيدا فيما تأتي بيروت أيضاً ضمن الحسابات. إن تم النظر قليلاً في دور الجماعة على صعيد هذه المناطق، فإنه يتّسم بنشاط معين هدفه الإستمرارية السياسية رغم بعض الإنتكاسات التي حصلت، أقله على صعيد الخسائر الإنتخابية عام 2022.

على الصعيد الأمني، باتت هناك مخاوف من إستهداف مراكز للجماعة في المناطق التي تتواجد فيها، فالحذر شديد من حدوث أي قصف خصوصاً أن معظم المراكز موجودة في أماكن سكنية. اللافت أيضاً أن معظم مناطق وجود الجماعة الإسلامية باتت تشهدُ طلعات متكررة ومستمرة للطيران التجسسي الإسرائيلي في محيطها، وهو ما يعزز الخشية من حدوث أي قصفٍ مفاجئ قد يطال مراكز سياسية أو اجتماعية.

إشكالية السلاح

بروز سلاح الجماعة بشكل علني خلال أكثر من مناسبة لاسيما في صيدا خلال تشييع شهيدها محمد بشاشة مطلع كانون الثاني الماضي، جعل الأنظار باتجاه الجماعة مفتوحة جداً، علماً أن الأخيرة لم تمارس مثل هذه الإستعراضات حتى في ذروة أحداث أمنية مفصلية.

في الواقع، فإن المسألة المرتبطة بسلاح الجماعة الإسلامية باتت ترتبط بأمرين أساسيين: الأول وهو أنّ الأجهزة الأمنية لم تغضّ النظر عن الإستعراضات التي حصلت، لكنها في الوقت نفسه لن تفتح "الفتوح" على أي مسار للمساءلة الآن باعتبار أن الظروف الحالية لا تسمحُ بذلك الآن. في السياق، تقول مصادر معنية بالشؤون العسكرية إن أمر السلاح الظاهر هو أمرٌ قيد النقاش داخل أروقة الدولة ، مشيرة إلى أنّ مسألة الوقوف عنده ستأخذ بعض الوقت علماً أن الرسائل في هذا الإطار وصلت منذ مدة إلى المعنيين، سواء لدى "الجماعة" أو فصائل أخرى.

الأمر الثاني المرتبط بسلاح "الجماعة" يتصلُ برأيها بسلاح "حزب الله". ففي السابق، كانت الجماعة تعتبر سلاح الحزب "غير شرعي"، كما أنها كانت تصف أي ظهور للأخير بمثابة انتهاكٍ للسيادة. أما الآن، فما هو التفسير لأي ظهو مسلح؟ هل سيتم تبريره تحت إطار "المقاومة"؟

الأمور هنا كلها بحاجة إلى نقاش مستفيض ومراجعات خصوصاً إن كانت الجماعة الإسلامية تسعى لاحقاً لتكريس وجودها المسلح بموازاة "حزب الله" ، الأمر الذي سيخلق إشكالية كبيرة بشأن أي جماعات مسلحة داخل لبنان.

ماذا عن العلاقة مع "حماس"؟

علاقة الجماعة مع "حماس" علنية ومثبتة كما أنها متينة أكثر من علاقة الأخيرة مع الحزب. السبب الأساسي هو أن "التماهي" بين الجماعتين سببه أنهما يمثلان تياراً سُنياً واسعاً، كما أن المساندة التي تحصل من الجماعة لـ"حماس" قد تسبب لها إشكالية مع حلفاء آخرين لها في الداخل لا يؤيدون حصول هذا الأمر.

إذاً، أمام كل ذلك، وفي خلاصة القول، يتبين أن الجماعة الإسلامية ستكون حالياً أمام مرحلة جديدة من تاريخها السياسي، كما أن حساباتها الآن باتت تختلف عن الماضي. الآن، الجماعة بحاجة إلى تبرير علاقتها مع "حزب الله" أمام جمهورها، كما أنها تحتاجُ إلى تنظيم وجودها المسلح وكشف مصيره ومآلاته.. فما الذي ينتظر هذا التنظيم؟ وكيف ستكون ترتيباته الجديدة في حال انتهت حرب غزة وهدأت وتيرة التوتر عند جبهة جنوب لبنان؟
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

صحافي ومحرّر