Advertisement

لبنان

مطلب "حماس" و"حزب الله"... لماذا لن تنتهي الحرب إلا بهذا الشرط؟

كارل قربان Karl Korban

|
Lebanon 24
08-04-2024 | 04:00
A-
A+
Doc-P-1184578-638481637075743158.jpeg
Doc-P-1184578-638481637075743158.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعد جولات عديدة من المفاوضات بين "حماس" وإسرائيل في قطر، لم يتوصّل الطرفان حتّى الآن لاتّفاق برعاية عربيّة وغربيّة بتبادل الرهائن والأسرى، في مقابل وقف إطلاق النار في غزة، رغم المطالبات الأميركيّة والأوروبيّة للحكومة الإسرائيليّة، بضرورة الإسراع بإنهاء الحرب، كيّ يتمّ إقفال ملف المحتجزين لدى حركات المقاومة الفلسطينيّة. وبالتوازي مع ذلك، تُصّر تل أبيب على اقتحام رفح، لأنّها تعتبر أنّها المدينة الأخيرة التي يتحصّن فيها مقاتلو "حماس"، وأنّها اقتربت من القضاء على الحركة.
Advertisement
 
وكما هو معلومٌ، فإنّ خطاب إيران و"حزب الله" و"حماس" يُطالب قبل أيّ شيءٍ آخر بوقف آلة الحرب الإسرائيليّة في غزة، مع التشديد على خروج الغزاويين منتصرين، رغم كلّ الدمار الذي لحق بالقطاع، كيّ تبقى الحركة موجودة ضمن معادلة توحيد الساحات. فيقول مراقبون عسكريّون، إنّ آخر ورقة بيد "حماس" هي وقف إطلاق النار مع ضمانات بتطبيق هذا الأمر، في مقابل إفراجها عن الرهائن الإسرائيليين. ويُشدّد المراقبون على أنّ زعيم الحركة يحيى السنوار لم يعدّ يملك نقطة قوّة أخرى سوى المحتجزين لديه، كيّ يفرض شرطه على إسرائيل، وتقوم بوقف الحرب.
 
إلى ذلك، فإنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، أعلن يوم الأربعاء الماضي، أنّه "يُريد أنّ تتوسّع عمليّة "طوفان الأقصى"، لزيادة الضغط على العدوّ الإسرائيليّ، وتوجيه رسالة إلى أميركا، أنّ دولاً أخرى قد ينفجر فيها الوضع الأمنيّ، وتدخل في النزاع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ، إنّ لم تُوقف تل أبيب حربها قريباً.
 
وفي هذا السياق أيضاً، فإنّ أميركا لا تزال تمدّ إسرائيل بالأسلحة، لكنّها في الوقت عينه تُطالبها بعدم إقتحام رفح، وبوقف الحرب فوراً، بالتزامن مع الزيارات التي يقوم بها مسؤولون غربيّون للبنان، لتجنيب البلاد الحرب، ليس خوفاً على اللبنانيين، وإنّما على تل أبيب.
 
ومن شأن التهديد المتزايد على أمن إسرائيل من أكثر من جهّة، أنّ يخلق جوّاً عاماً دوليّاً ضاغطاً على بنيامين نتنياهو، وهذا ما بدأ يتجلى، إنّ عبر توقيف بلدان غربيّة فاعلة توريد الأسلحة للجيش الإسرائيليّ، وإنّ عبر حثّ الإسرائيليين على ضرورة التهدئة، وتلافي توسّع الحرب. في المقابل، يلفت المراقبون العسكريّون إلى أنّه يجب على "حماس" الصمود في الميدان، كيّ تدفع تل أبيب إلى القبول بشرطها الأساسيّ. ويُشيرون إلى أنّ الصواريخ عادت لتُطلق من غزة على المستوطنات الإسرائيليّة، ما يُشكّل فشلاً لجيش العدوّ بالسيطرة الفعليّة على القطاع الفلسطينيّ المُحاصر.
 
ويوضح المراقبون أنّ إسرائيل لم تنجح بالقضاء على "حماس"، وهي لن تستطيع تحقيق هذا الهدف، حتّى لو اجتاحت رفح، فعناصر الحركة لا يزالون يخوضون معارك في قلب مدن غزة التي يتواجد فيها الإسرائيليّون، كذلك، فإنّ إيران قادرة على إيصال السلاح للحركة عبر طرقٍ كثيرة، إضافة إلى أنّ "حزب الله" يزيد من وتيرة قصفه للمستوطنات الإسرائيليّة، وهو يستهدف مستعمرات مأهولة جديدة، كيّ يُساهم في خلق جوٍّ عامّ داخل إسرائيل، يُطالب نتنياهو بإنهاء الحرب.
 
ويُشير المراقبون إلى أنّ الشارع الإسرائيليّ بات يُضيّق الخناق على الحكومة الإسرائيليّة، عبر الإحتجاجات وإقفال الطرقات، حتّى أنّه يوجد وزراء داخل "الكابينت" يُعارضون توسيع الحرب، ويرون أنّ أفضل فرصة هي تبادل الأسرى والرهائن، ويخشون أيضاً من أنّ يقوم العالم بعزل تل أبيب دبلوماسيّاً وعسكريّاً، ما يُعرّضها للخطر، إنّ دخل "حزب الله" بطريقة مباشرة في النزاع.
 
ولأنّ "حزب الله" وخلفه إيران يُدركان أنّ "حماس" لا تملك غير المساومة على المحتجزين الإسرائيليين لديها، فإنّهما سيستمرّان بالضغط العسكريّ القويّ على إسرائيل، إنّ عبر زيادة وتيرة القصف لمستوطناتها، وإنّ عبر التلويح بتوسّيع رقعة الحرب، كيّ يخضع نتنياهو للمطالب الدوليّة ويُوقف حربه، ويقبل بشرط يحيى السنوار الأساسيّ، عندها، سيخرج خاسراً من الحرب، وسيُقصى من السياسية، وستبقى "حماس"، وستكون بنظر حركات وشعوب المقاومة منتصرة.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

كارل قربان Karl Korban