Advertisement

لبنان

"القوات" تجنح نحو التهدئة فهل خسرت الاجماع المسيحي؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
13-04-2024 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1186662-638485935152052671.jpeg
Doc-P-1186662-638485935152052671.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في الساعات الاخيرة، قرر حزب "القوات اللبنانية" الحد من حجم الغضب الذي كان يسيطر على شارعه منذ مقتل منسق منطقة جبيل باسكال سليمان، اذ قررت معراب اصدار بيان تندد فيه بالاعتداء على النازحين السوريين في الوقت التي استمرت فيه بالخطاب الذي يدعو الى ايجاد حلول جذرية للوجود السوري في لبنان لانه يؤثر على كل المرافق الحياتية للبنانيين.ومن الواضح ان حزب "القوات" اراد منع اي خطوات غير محسوبة قد تحصل في مناطقه وتؤثر عليه سياسيا واستراتيجيا.
Advertisement

حتى ان الخطاب السياسي الذي تم رفعه في جنازة باسكال سليمان، وان كان تصعيديا لكنه غير متهور، وهذا ما عززته عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اكد ثوابت الكنيسة المارونية لكنه في الوقت نفسه رفض الذهاب نحو الاقتتال بين اللبنانيين والسوريين، ومعطيا دفعا جديا لكل الخطاب السياسي المسيحي الذي يرفض بقاء اللاجئين في لبنان..


وحتى ساعات متأخرة من مساء امس، كان الجو العام يشير الى تخطي الشارع المسيحي القلق من الذهاب نحو اشكالات متنقلة مع السوريين بالرغم من حصول حوادث متفرقة لكنها لا تؤثر على الصورة العامة، وعليه فإن لبنان مرّ من قطوع مقتل سليمان من دون ايجاد حل جذري للازمة التي قد تنفجر في اي وقت آخر في ظل انعدام القدرة على بسط الامن بطريقة حاسمة في مختلف القرى والاحياء والمدن، وهذا ما سيزيد قناعة الكثيرين بضرورة حمل السلاح بقرار فردي او جماعي - حزبي.

عملياً، سيشكل انتهاء الحرب في غزة وفي جنوب لبنان فرصة حقيقية لبدء مسار سياسي داخلي يوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وهذا الامر، وان كان سيزيد الاشتباك الاعلامي الداخلي لكنه سيقلل القلق الامني في ظل رغبة غربية ببقاء الاستقرار في لبنان الى امد طويل لاسباب كثيرة، وعليه فإن مرور الاسابيع المقبلة من دون حصول تفلت كبير سيفتح الباب امام الحلول السياسية والدستورية. 

كما ان النقاش حول اعادة النازحين السوريين سيأخذ طريقه الى الحل في ظل رغبة اوروبية بالتخلص من هذا العبء ورغبة عربية بالحل النهائي في سوريا، كل ذلك سيعيد ترتيب هذه الاوراق خصوصا ان الرهان على معركة بين "حزب الله" والنازحين السوريين لم يعد واقعيا في ظل قدرة الحزب على منع هؤلاء من تأسيس اي بنية عسكرية او تنظيمية ولو بسيطة في مناطق نفوذه حيث تمكن من القيام بإحصاءات دقيقة ومعدلة في السنوات الماضية. 

حتى على الساحة المسيحية لم يعد ممكنا ل"لقوات" القيام بخطوات أحادية بعدما خسرت الاجماع المسيحي، اذ انسحب "التيار" من دعمه الكامل للخطاب القواتي بعد التجاهل الاعلامي والسياسي الكبير له خلال الايام الاولى لمقتل سليمان، ما خفف من قدرة معراب على المضي في خطاب تصعيدي. في كل الاحوال لا تزال معراب قادرة على لعب اوراق سياسية عدة بالتوازي مع التطورات الاقليمية لتحفظ لنفسها حصة ودورا في التسوية المقبلة بعد الحرب الشاملة او حتى من دون حصول هذه الحرب. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash