Advertisement

لبنان

"عرّاب" التزوير التقني... تطبيق يتفوّق بالخطورة على سواه!

بيترا رزق - Petra Rizk

|
Lebanon 24
10-05-2024 | 02:30
A-
A+
Doc-P-1197725-638509300344350706.jpg
Doc-P-1197725-638509300344350706.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا حدود للذكاء الاصطناعي، لأدواته.. وحتى لخطورته! الأمر بمثابة جرعات مضاعفة نتلقاها كل فترة من هذه الطفرة المتنامية، حيث تشهد تقنيات التزييف العميق ثورة غير مسبوقة من حيث السهولة والقدرة في التأثير على الرأي العام.
Advertisement
بعد أن أحدث استنساخ صوت الرئيس الأميركي جو بايدن ضجّة كبيرة واستدعى تحرّكاً من الهيئة الناظمة لقطاع الاتصالات في الولايات المتحدة لحظر المكالمات الآلية التي تُستخدَم فيها أصوات مولّدة بواسطة برامج الذكاء الاصطناعي، تبرز اليوم تقنية أكثر خطورة تفتح المجال أمام مزيد من التزوير والاحتيال.. الـ"VASA-1".
 
 
ما هو الـ"VASA-1" وكيف يعمل؟
 
بكلمة واحدة، تطبيق الـ"VASA-1" هو عّراب التزوير التقني. لا حاجة بعد اليوم لمقاطع مصورة ولقطات مختلفة لأي شخص لانتاج فيديو له! كلّ ما أنتم بحاجة إليه هو صورة ثابتة ومقطع صوتي والتطبيق الجديد كفيل بصناعة فيديو "واقعي" بوجه ناطق وحركات طبيعية.. إنه التطبيق العرّاب المتفوّق عن ما قبله من برامج.
ويوضح الخبير التقني، الياس الأشقر، صاحب ومؤسس شركة "ITGeek" للبرمجيات التقنية، أن "ما يقدّمه تطبيق "فاسا-1" من حيث تزوير فيديوهات لصور أشخاص تنطق مع مراعاة تعابير الوجه وحركة الشفاه ليس بالأمر الجديد"، مشيراً الى أن "برامج أخرى تعتمد على الذكاء الاصطناعي، قدمّت في وقت سابق خدمات تمكّن من تحريك الصور الثابتة".
 
ويفسّر الأشقر في حديثه لـ"لبنان 24" أن ما يميّز تطبيق "فاسا" الذي أطلقته شركة "مايكروسوفت منذ مؤخّراً هو السرعة في الحصول على الطلب، بمعنى آخر أن المطلوب لصناعة أي فيديو هو صورة واحدة ثابتة ومقطع صوتي لمحاكاة طبقات صوت من نريد "استنساخ" مقطع له؛ لا مجهود هنا فالذكاء الاصطناعي ينجز ما أوكل إليه بالتفاصيل الدقيقة لمعالم الوجه والحركات لتبدو حقيقة وواقعية".
 
ووفقاً لشركة "مايكروسوفت"، نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي لا يوفّر فقط جودة عالية في انتاج التعابير البشرية، بل يمكّن أيضاً من إنشاء مقاطع بدقة 512 × 512 بكسل بمعدل يصل إلى 40 إطارًا في الثانية مع زمن انتقال ضئيل لبدء التشغيل ممّا يفسح المجال لاستخدامه في مؤتمرات الفيديو.
 
خطورته تتخطّى حسناته!
 
لكلّ تطوّر تكنولوجي حسناته وسيئاته، فالتطبيقات وجدت في الأساس لتسهيل حياة الإنسان وتمكينه من القيام بمهامه بطريقة أذكى وأسرع.
ويعتبر الخبير التقني بهذا الشأن، أن "لـ"فاسا- 1" أهميّة فائقة في الحياة العملية والمهنية خاصة في مجال التسويق وابتكار المحتوى. إنما الخطورة تكمن في الاستخدام المسيء لها لغايات كالابتزاز والتأثير في الرأي العام عبر تلفيق أخبار زائفة تُرى وتُسمع ما يجعلها أقرب للحقيقة وبالتالي قابلة للتصديق".
 
وعن المخاطر المتزايدة لهذا النوع من التقنيات، يشير الأشقر الى أنه منذ مدّة قام أحد ما بإنتاج فيديو لفتاة صغيرة وعدّل على الفيديو ليظهر الفتاة بمراحل عمرية مختلفة حتى أنه اخترع حادثة اغتصاب الفتاة. ويتابع أن الخطورة تكمن في تفاصيل ما جرى، فالفتاة طفلة صغيرة وهي لم تتعرّض لأي محاولة اغتصاب والرواية باكملها من تأليف مخترق "سرق" صور الفتاة عن الانترنت وطوّر قصة لها وجعل الجميع يصدّقه.
 
ما حصل لن يتوقّف عند هذا الحدّ، يؤكد الأشقر محذّراً من الاستغلال السيئ للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في عملية التأثير على الرأي العام خاصة في الانتخابات والقضايا الحساسة والشائكة، إذ أنه يمكن لأيّ كان عبر التقنيات الحديثة ترويج ما يريد له من أفكار واخبار وأحداث لم تحصل في الواقع.
 
هنا تجدر الإشارة الى أن "مايكروسوفت" لا تنوي إطلاق منتج نموذج VASA-1، مؤكدة أنه سيتم استخدامه لإنشاء شخصيات افتراضية واقعية؛ إلّا أن لا شيء يمنع الشركات التقنية الأخرى من إنتاج وتسويق منتج منافس في القريب العاجل.  
 
 
كيف يمكن كشف التزييف التقني وهل من ضوابط؟
 
التقدّم التقني الحاصل والبراعة في انتاج المحتوبات الزائفة بدقة، توقع العديد من الأشخاص في فخّ الأخبار الزائفة، نظراً لعدم قدرتهم على التمييز بين المحتوى الحقيقي والمعدّل عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي.
 
ويلفت الأشقر الى أن "تطبيقات وبرامج الذكاء الاصطناعي يمكنها كشف زيف الفيديوهات المفبركة"، ويقول: "هناك مواقع كـ"sentinel" يمكنها كشف ان كان قد حصل اي تعديل أو تزييف في مقاطع الفيديو"، مضيفاً: "قد لا تكون نسبة فعاليتها 100% لكنها من الأدوات التي تساعد في إظهار حقيقة ما نرى ونتداول به".
 
أمّا عن القيود والضوابط لإيجاد صيغة لعمل هذا النوع من التطبيقات والحدّ من التزييف العميق، فيؤكد الأشقر أن هذا النوع من الإجراءات لا يتمّ إلا على صعيد دولة، فالدول بإمكانها إيقاف قابلية ولوج المقيمين فيها الى موقع أو تطبيق إذا ما أرادت. ويضيف: "القطاع التكنولوجي والذكاء الاصطناعي بحاجة ماسة للتنظيم ولإيجاد تشريعات على نطاق عالمي".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

بيترا رزق - Petra Rizk