Advertisement

لبنان

أسئلة بريئة وخبيثة تسبق مجيء لودريان

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
26-05-2024 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1204196-638523110401666332.jpg
Doc-P-1204196-638523110401666332.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كثيرة هي الأسئلة التي تسبق مجيء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى لبنان. ومن بين هذه الأسئلة ما هو بريء، ومنها ما هو خبيث. لكن كلاهما يبدوان محقّين في نظر الجهة التي تطرح تلك الأسئلة، التي يعتقد كثيرون أنها ستبقى من دون إجابات واضحة، وذلك بسبب كثافة الدخان المتصاعد من الجنوب المثخن بالجراح نتيجة القصف الإسرائيلي الجبان، والذي هو رجع لصدى الاعتداءات اليومية في حق أطفال غزة، والتي كانت الأعنف بعد قرار محكمة العدل الدولية بإجبار تل أبيب على وقف اعتداءاتها على رفح، وكان حري أن يُقال وقف الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة كله وعلى القرى الجنوبية، التي تساوت مآسي أهلها بأهل غزة الصامدين.
Advertisement
ومن بين هذه الأسئلة البريئة يأتي السؤال المحوري، الذي تطرحه أغلبية الشعب اللبناني، وقد تحدّد الإجابة عنه مسار المهمة الجديدة للورديان في زيارته السادسة للبنان، ومدى نجاحها أو فشلها، وهو التالي: هل تستطيع فرنسا إقناع "حزب الله" بأن فصل الأزمة اللبنانية، وبالتحديد الأزمة الرئاسية، عن مسار ما يحصل في غزة، هو الخيار الأفضل للبنان على المديين القريب والبعيد، وهل في إمكان باريس إحداث الخرق المطلوب رئاسيًا بمعزل عمّا تريده واشنطن وتعمل له، وإن كان التنسيق قائم بينهما على مستوى سفيري بلديهما في لبنان من ضمن عمل "اللجنة الخماسية"؟
وقبل طرح السؤال الأول جاء الجواب في كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله في مناسبة عيد التحرير، فكان جوابه واضحًا وردًّا على كل الأسئلة التي يمكن أن تطرح على "حارة حريك"، بالنسبة إلى موقفها من مسألة الفصل بين العمليات التي تنطلق من الجنوب ضد الجيش الإسرائيلي في إطار ما يُسمّى بحرب الاسناد أو المشاغلة، وهو قالها في شكل نهائي وحاسم وجازم بأن عمليات "المقاومة الإسلامية" التي تلحق بالعدو خسائر فادحة لن تتوقف ما دامت الحرب على غزة مستمرّة وقائمة.
أمّا الجواب عن السؤال البريء الثاني فجاء من "عين التينة"، حيث نُقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري كلام قاله لزواره، وفيه أنه متمسك بالحوار، الذي دعا إليه أكثر من مرّة، وهو يختلف كثيرًا عمّا أسمته "اللجنة الخماسية" في بيانها الأخير، "مشاورات" فهمها كل فريق على ذوقه ووفق ما تقتضيه مصلحته، مؤكدًا أن لا رئيس للجمهورية إن لم يسبقه حوار شامل وموسع، على أن يطرح كل فريق على طاولة هذا الحوار أفكاره وهواجسه ومرشحه الرئاسي. فإذا تمّ التفاهم على تسوية رئاسية جامعة تُدعى الهيئة العامة لمجلس النواب إلى جلسة انتخابية مفتوحة لترجمة ما تمّ التوافق عليه في الجلسات الحوارية في صندوقة الاقتراع، والتي سينتج عن عملية التصويت انتخاب رئيس جديد للجمهورية بتوافق جميع المكونات السياسية في البلد.
أمّا إذا لم يتوصّل المتحاورون إلى قواسم رئاسية مشتركة فيدعى النواب إلى جلسة مفتوحة وبدوارت متتالية، وليفز المرشح الأوفر حظًا، والذي يستطيع أن يحصل على 65 صوتًا في أي جلسة بعد الجلسة المفتوحة الأولى.    
أمّا الأسئلة غير البريئة التي يطرحها عدد من السياسيين اللبنانيين فهي تتمحور حول الدور الفرنسي بالذات، إذ يقول هؤلاء للرئيس ايمانويل ماكرون ولغيره من الرؤساء، الذين يسعون، وكل وفق ما يراه منسجمًا مع مصلحة بلده في المنطقة، أن اللبنانيين قادرون على حلّ مشاكلهم بأنفسهم، خصوصًا إذا ما رُفعت عنهم التدخلات الخارجية، التي تملي إرادتها على بعض الذين يتماهون معها، سياسيًا ومصلحاتيًا.
ولكن، على ما يبدو، فإن طارحي هذه الأسئلة قد سها عن بالهم أن لودريان بذاته قال لهم ولغيرهم من اللبنانيين، وكرره أكثر من مرة، وهو أن لا أحد من الدول الشقيقة أو الصديقة قادرٌ على مساعدتهم إن لم يساعدوا هم أنفسهم أولًا.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas