أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن رد الحرب على الاعتداء الإسرائيلي الذي طاول الضاحية الجنوبية واغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر (السيد محسن) «محسوم ولا نقاش فيه، وعلى العدو ومن خلفه أن ينتظروا ردّنا الآتي حتماً وبيننا وبينكم الأيام والليالي والميدان». وأضاف: «أقول للعدو اضحكوا قليلاً ولكن ستبكون كثيراً. أنتم لم تعلموا أي خطوط حمر تجاوزتم، وأي نوع من العدوان مارستم وإلى أين مضيتم، ونحن في كل جبهات الإسناد دخلنا مرحلة جديدة مختلفة عن السابق (...) وعلى العدو أن ينتظر ثأر الشرفاء في هذه الأمة وانتقامهم لكل الدماء التي بُذلت». وأكّد أن «محور المقاومة ومنذ سنوات طويلة يقاتل بغضب وبعقل وحكمة ويملك القدرة».
وشدّد نصرالله في كلمة في مجمع سيد الشهداء أمس أثناء تشييع شكر على أن «الضغط على كل الجبهات هو من أجل أن تستسلم المقاومة في فلسطين، وهي لن تستسلم. ليس وارداً على الإطلاق، لا الاستسلام في غزة ولا في لبنان ولا في اليمن، وكل الضغوط التي تُمارس الآن على إيران وعلى بقية جبهات الإسناد تحت عنوان التعقل لن تجدي نفعاً».
وقال: «إننا أمام معركة كبرى ومفتوحة. هذه لم تعد جبهات، بل معركة مفتوحة في كل الجبهات، ودخلت في مرحلة جديدة». وأكّد أن إلزام إسرائيل بوقف الحرب على غزة هو السبيل الوحيد لعودة الهدوء إلى المنطقة.
وأوضح نصرالله أنّ «ما حصل في الضاحية الجنوبية هو عدوان وليس اغتيالاً فقط»، لافتاً إلى أنّ «العدو اعتبر عدوانه على الضاحية رد فعل على قصف بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل، «لكننا لا نقبل بهذا التقييم والتوصيف بل هو عدوان وجزء من الحرب الصهيونية الأميركية على شعوب المنطقة»، لافتاً إلى أن «العدو سارع إلى توجيه الاتهام في حادثة مجدل شمس ولم يقدّم أي أدلة، ونحن نفينا مسؤوليتنا عما جرى في مجدل شمس وتحقيقنا الداخلي يؤكد أن لا علاقة لنا بما جرى، والعدو يقوم بأكبر تضليل وتزوير عبر اتهام شهيدنا بأنه قاتل أطفال مجدل شمس».
وشدّد على أن «العدوان على الضاحية ليس رداً على ما حصل في مجدل شمس، بل هو جزء من الحرب، ويأتي في سياق الرد على جبهة الإسناد اللبنانية... والهدف من اتهام المقاومة بما جرى في مجدل شمس هو الفتنة الطائفية»، متوجّهاً بالتحية إلى القيادات والمراجع الدرزية التي أفشلت الفتنة الإسرائيلية.
وقال نصرالله: «نحن ندفع ثمن إسنادنا للشعب الفلسطيني ولغزة ولدفاعنا عن المقدّسات، وقد ارتقى لنا مئات الشهداء في هذه المعركة، واليوم السيد فؤاد والشهداء هم ثمن ندفعه ونتقبّله لأننا دخلنا هذه المعركة من موقع الإيمان بإنسانيتها وأحقيتها وشرعيتها». ولفت إلى أن «الهدف من اغتيال القادة عادة هو المس بالجماعة التي ينتمي إليها هذا القائد والمس بعزمها وتصميمها وإخافتها لتتراجع وتتوقف وتضعف، ولكن التجربة تقول إن هذا الهدف لن يتحقق لأن هذه الجماعة المستهدفة مؤمنة بقضيتها ورسالتها ومستعدّة للتضحية بأغلى ما لديها. آلمنا كثيراً استشهاد الحاج فؤاد، لكن هذا سيزيدنا عزماً ومضياً وإرادة وسيجعلنا نتمسك بصوابية الخيار الذي اتخذناه». وطمأن «بيئة وجمهور المقاومة بأنه حين يستشهد أحد قادتنا نسارع لملء المكان بتلامذتهم»، و«لدينا جيل ممتاز من القادة الجهاديين».
وتوجّه الأمين العام لحزب الله في بداية كلمته بالتعازي باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، مشيراً إلى «أننا شركاء في الألم والغضب والمقاومة وسنصنع النصر المحتوم». وسأل: «هل يتصورون بأنهم سيقتلون إسماعيل هنية في طهران وأن إيران ستسكت؟ ما سمعناه من الإمام الخامنئي ومن المسؤولين الإيرانيين أنهم لا يعتبرون العملية مساً بسيادتهم فقط، بل يتحدثون عن المس بأمنهم وهيبتهم وشرفهم»، لافتاً إلى أن «لهجة بيان السيد الخامنئي أقوى وأشد من بيانه يوم العدوان على القنصلية الإيرانية».