ترصد معظم الأوساط السياسية والديبلوماسية والعسكرية الساعات المقبلة من زاوية اعتبارها اللحظات الأخيرة من العدّ العكسي لاندلاع مواجهة يصعب التكهن مسبقاً بحجمها ومدتها، ولكنها ستكون على قدر قاسٍ وبالغ الحذر والخطورة من إمكان أن تتسبب بإشعال حرب إقليمية.
وسيكتسب انتظار ما سيطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله من مواقف في الكلمة التي سيلقيها في الخامسة من عصر اليوم في ذكرى أسبوع على اغتيال شكر، أهمية توصف بالمفصلية لجهة أنها قد تحمل مؤشرات رمزية أو مباشرة حيال التوقيت المحتمل للرد الانتقامي للحزب على إسرائيل وربما أيضاً طبيعته وحجمه الى حدود معينة.
وكتبت"النهار": حتمية المواجهة، في الردّ المنتظر لإيران و"حزب الله" والردّ الإسرائيلي على الرد، لم يعد يحتاج إلى أي مؤشرات إذ أن المنطقة برمتها باتت تقيم على صفيح ساخن جراء ما بدا من اصطدام قنوات الديبلوماسية الوسيطة بجدار الأخفاف في خفض التوتر وتبريد نفير المواجهات الحربية من خلال محاولات لتحديد ردّ ايران وحلفائها بما لا يشعل رداً إسرائيلياً كبيراً، وهو الأمر الذي ثبت إخفاقه أقله وفق ظواهر الأمور حتى الآن
وكتبت"البناء": تتجه الأنظار الى الكلمة التي سيلقيها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في أسبوع القيادي في الحزب فؤاد شكر.
ويتحدّث السيد نصرالله في القسم الأول من الخطاب وفق ما علمت «البناء» عن السيرة الجهادية الطويلة للشهيد شكر وإنجازاته ودوره في قيادة المقاومة على مستوى التخطيط والتنفيذ وصناعة عوامل القوة العسكرية ومعادلات الردع ضد العدو الإسرائيلي والحركات الإرهابية في لبنان وسورية والعراق، وأيضاً دور القائد شكر في التنسيق بين جبهات محور المقاومة لا سيما في الحرب على غزة. كما يستعرض السيد نصرالله آخر التطورات على الساحة الفلسطينية والتصعيد الإسرائيلي وحالة الذعر والاستنفار التي تسود الكيان الصهيوني جراء انتظار الردّ. كما يتطرّق السيد نصرالله الى التهديدات الإسرائيلية بعدوان استباقي على لبنان لفرض معادلة جديدة على المقاومة، كما سيؤكد السيد نصرالله على الردّ على اغتيال فؤاد شكر وعلى استعداد محور المقاومة للردّ على الردّ حتى لو انزلق الوضع الى الحرب المفتوحة أو الشاملة.
وتوافرت معلومات وأجواء مفادها أن رسائل عدّة وصلت إلى إيران تطالبها بأن يكون ردّها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية «مقبولاً» ولا يستفز «إسرائيل» لتجنّب احتمالات الحرب الواسعة.
وكتبت"اللواء": لئن كانت الدبلوماسية الاميركية تعمل على خط دعم القوة الهجومية والدفاعية لدولة الاحتلال، فإن ما يصدر من بيانات عن الخارجية الاميركية يشير الى ان اتصالات وزير الخارجية الاميركية انطوني بلينكن تركز على جملة نقاط:
1- استئناف مفاوضات «صفقة التبادل» على الرغم من الموقف الاسرائيلي الرافض، لا سيما موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وحسب بيان للخارجية الاميركية ان بلينكن تحدث الى رئيس وزراء وزير خارجية قطر ووزير خارجية مصر بشأن التوتر في الشرق الاوسط.
2- بلينكن ابلغ نظراءه الذين يتصل بهم ان العالم يمر بلحظة حرجة، في الشرق الاوسط، ومن المهم خفض التصعيد.
3- قال بلينكن ان وقف النار في غزة خطوة حاسمة لتهدئة توترات اوسع نطاقاً.
4- وكشف وزير الخارجية بالنسبة لطهران بعتنا برسالة الى ايران مفادها ان التصعيد ليس في مصلحتها.
وتنشط الدبلوماسية للضغط لإبعاد الدمار في حال وقعت الواقعة عن المنشآت الحيوية كالمطار والمرفأ والكهرباء والجسور، فضلاً عن تأكيد حرص لبنان الدولة على السلام وتطبيق القرارات الدولية الخاصة بالجنوب لا سيما القرار 1701.
أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن التركيز الرسمي منصب على متابعة الأوضاع الراهنة والبقاء في حال من الجهوزية تحسباً لأي طارىء على أن ما من قرارات استثنائية يعمل عليها في الوقت الراهن، لأن ما من تكهنات أو توقعات بما قد يستجد على أن عبارات الرد والرد المضاد هي من تتحكم المشهد وكل ذلك يؤدي إلى السيناريو الأسوأ، لأن فتيل الحرب سهل اشعاله.
وكتبت" الديار": لم تتوقف رسائل التحذير والتهويل الى بيروت ومعها طهران، منها رسائل علنية في شكل حاملة طائرات نووية أميركية قرب مضائق هرمز، وعدد كبير من البوارج والسفن الحربية والقاذفات الأميركية التي وصلت إلى المنطقة. فضلا عن وصول قائد المنطقة الوسطى الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل كوريلا الى «إسرائيل» امس، لتنسيق عمليا الرد مع كيان العدو.
من جهتهم، تولى وزراء خارجية أوروبيون التحذير مع نظرائهم من بعض الدول العربية، رفع سقف التهويل بنقل ما يشبه تهديدات «اسرائيلية» الى المسؤولين اللبنانيين، عن توجه «إسرائيلي» لتدمير الضاحية الجنوبية عبر غارات جوية كثيفة وبالصواريخ دفعة واحدة، وليس على فترة طويلة مثلما حصل في غزة.
وكتبت" الاخبار": تعي قوى المحور أن دورها في هذه المرحلة هدفه خدمة المقاومة في غزة، وأن الضغط الذي تمارسه جبهات الإسناد يهدف إلى تعقيد مهمة العدو في القطاع، وصولاً إلى دفعه لوقف العدوان بصورة كلية، وبالتالي، منع انكسار المقاومة. وتعرف هذه القوى أنها منذ الساعة الأولى لاتخاذها قرار الإسناد المباشر، باتت معرّضة لدفع أثمان متنوعة، وهي تظهر استعداداً لتحمل هذه الأثمان بدرجة أو بأخرى. وقد رسمت لنفسها دائرة لا يمكن أن تقبل بتجاوزها من قبل العدو، ما يعني أنه في حال تجاوزت الكلفة ما هو مقدّر، فإن قوى المقاومة التي لن تبادر مطلقاً إلى وقف إسناد غزة، ستكون مضطرة لتعديل طريقة عملها، مع وجهة لتدفيع العدو ثمناً أكبر من الثمن الذي يدفعه في حرب الاستنزاف القائمة على عدة جبهات.
طبعاً، لا ينبغي إهمال كل العناصر السياسية والنفسية والمعنوية التي تلزم أطراف المحور بالرد على العدو. وهي فعلاً عناصر أساسية، وليست شكلية كما يفترض من لم يقتنعوا بعد بأن القوى العاملة في فلك الفكرة الخمينية لا يمكنها تجاهل شكل وطبيعة العدوان، وليس أصله فقط. وهذا لا ينتقص أو يقلّل من التطور النوعي في عقل قوى المقاومة، ليس فقط على صعيد القدرات وآليات القتال، بل على صعيد الإدارة السياسية أيضاً. وهو ما يقودنا إلى مقاربة ما يجري بطريقة أكثر وضوحاً.
تجب الإشارة إلى أن الردود المنويّ القيام بها، دفعة واحدة أو على دفعات، مجتمعة في خطوة واحدة، أو موزّعة بحسب الجبهات، هي ردود تستهدف مجموعة أمور، وترتيب أهدافها منطقياً وواقعياً يقود إلى البحث عن أفضل استثمار لها في معركة الدفاع عن غزة، وإجبار العدو على وقف الحرب.