أكد رئيس الجمهورية العماد
جوزاف عون أن الحكومة تعمل حاليًا على إعداد الاتفاقيات الثنائية مع الدول الخليجية، تمهيدًا لتوقيعها خلال زيارات رسمية ستُحدّد مواعيدها لاحقًا. وشدد على أن "الاستثمار يحتاج إلى الثقة، وهذه تُبنى من خلال سلسلة خطوات بدأنا بتنفيذها، من مشاريع قوانين إلى إصلاحات عملية".
عون، وخلال استقباله وفدًا من مجلس الأعمال اللبناني-السعودي برئاسة رؤوف أبو زكي في
قصر بعبدا، لفت إلى أن الحكومة وخلال 100 يوم فقط "أنجزت ما عجزت عنه حكومات سابقة"، معتبرًا أن
لبنان يملك رأسمال بشريًا لا يحتاج إلى اكتشاف، بل إلى بيئة حاضنة تُتيح له الإبداع والإنتاج.
وأشاد
الرئيس عون بمستوى الأمان، موضحًا أن "نسبة الجريمة في لبنان أقل بكثير من دول أخرى"، رغم الأزمات الاقتصادية وضغط النزوح السوري واللجوء الفلسطيني. أما في ما يتعلق بحصر السلاح، فأكد أن "القرار متخذ، لكن التنفيذ يحتاج إلى مقاربة دقيقة لأن السلم الأهلي خط أحمر لا يُسمح بتجاوزه".
من جهته، نقل أبو زكي إشادة المسؤولين السعوديين بالخطوات الإصلاحية التي تبنّاها الرئيس عون، وتقديرهم للجهد المبذول لإعادة الثقة بلبنان، مشيرًا إلى أن "عودة الاستثمارات والزيارات الخليجية باتت قريبة"، خصوصًا بعد مؤشرات إيجابية منها رفع حظر السفر وفتح باب التبادل التجاري مجددًا.
وأكد أبو زكي أن مجلس الأعمال اللبناني – السعودي، الذي أعيد تفعيله، سيكون جسرًا للتواصل الاقتصادي بين البلدين، معلنًا عن رغبة الجانب السعودي في استئناف انعقاد الملتقى الاقتصادي المشترك في
بيروت. كما أشار إلى تنظيم مؤتمرات استثمارية قريبة في لبنان، أبرزها مؤتمر "الاقتصاد الاغترابي".
وفي لقاء آخر، استقبل الرئيس عون وفدًا من الاتحاد اللبناني – البرازيلي، حيث شدد على دور الانتشار اللبناني في النهوض بالاقتصاد الوطني، قائلاً: "لو لم يكن هناك مغتربون يدعمون ذويهم، لما صمد لبنان في السنوات الماضية". ودعا إلى الاستثمار في الوطن وليس الاكتفاء بإرسال التحويلات.
كذلك، استقبل عون وزير المهجرين والتكنولوجيا الدكتور كمال شحادة، الذي عرض خطة الوزارة الرقمية، حيث شدد الرئيس على ضرورة الإسراع بتأسيس وزارة رسمية للتكنولوجيا، مؤكّدًا أن التحوّل الرقمي ركيزة أساسية في تعافي الاقتصاد.
سياسيًا، بحث رئيس الجمهورية مع النائبة حليمة قعقور والأمين العام لحزب "لنا" ملف الإصلاح المالي واستعادة أموال المودعين، وأكدا أهمية
الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات الأمنية، مشددَين على دعم التوجه الإصلاحي للرئيس
عون.
وفي المجال الديني والثقافي، استقبل الرئيس عون المتروبوليت نيفون صيقلي، الذي دعاه لحضور احتفال تدشين
كنيسة ومتحف جديد في
زحلة، مثنيًا على الدور الذي لعبه في تعزيز العلاقات اللبنانية-الروسية. كما استقبل السيدة نورا
جنبلاط التي أطلعته على برنامج مهرجانات بيت الدين لهذا الصيف، مشددًا على أن "الأنشطة الثقافية رسالة أمل وصورة مشرقة للبنان".