أتت زيارة رئيس الجمهورية جوزف عون للكويت في إطار جولته الخليجية التي بدأها من
المملكة العربية السعودية، في توقيت مهم جداً للبنان، لما حملته من تذكير بالملف اللبناني الغائب منذ أعوام عن الاهتمام العربي، ومن حاجة لبنانية ملحة للعودة إلى المحيط الطبيعي للبنان، مع إعادة تكوين سلطة من خارج الاصطفاف السياسي المحموم داخلياً.
وكتبت سابين عويس في" النهار": ما بين القمة الأميركية -
السعودية أمس والقمة العربية المرتقبة نهاية هذا الأسبوع، أطل رئيس الجمهورية ليجدد تأكيد
التزام المطالب العربية والدولية بتنفيذ القرارات الدولية ونزع السلاح غير الشرعي وحصره في يد
الدولة اللبنانية.
في كل الزيارات التي قام بها عون للمملكة والكويت، مروراً بقطر والإمارات، سمع كلاماً إيجابياً واستعداداً كبيراً للدعم، وهو ما تم الإعلان عنه في البيانات الرسمية أو المشتركة. لكن الملاحظة الأساسية التي يجدر التوقف عندها لأنها تشكل جوهر الدعم المنتظر، هي أن أي ترجمة عملية ملموسة لم تحصل بعد.
وفي قراءة لمصدر سياسي مطلع، أن الدعم رهن بتسلسل يبدأ من
لبنان وينتهي فيه. فطلب السلطات
اللبنانية الدعم العربي رهن بالموقف الأميركي وما تريده
واشنطن من لبنان، وهي ترى وفق قنواتها أنه رهن بما سيفعله لبنان ليحظى بالدعم. أما
القاسم المشترك فيبقى سلاح "
حزب الله" ونفوذه السياسي والعسكري والمالي داخل الدولة. وعليه، يقول المصدر إن لبنان ينتظر العرب، وهؤلاء ينتظرون واشنطن، والأخيرة تنتظر لبنان!
وفي رأيه أن لا خروج من الحلقة المفرغة إلا بتنفيذ لبنان التزاماته. ولا يخفي المصدر خشيته من التحذيرات التي يسمعها الرؤساء الثلاثة، وجوهرها أن الوقت بات داهماً وقصيراً جداً في ظل التهديدات الإسرائيلية بنفاد صبر
تل أبيب أمام المساعي الديبلوماسية التي أخفقت حتى الآن في نزع السلاح وتجفيف التمويل.
ويعزو المصدر خشيته من ضيق صبر الرئيس الأميركي
القادر على الانعطاف إذا ما وجد أن لبنان سيبقى متخلفاً عن التزاماته.
من هنا، تشكل الزيارات الخليجية محطات مهمة ستستكمل مع انعقاد القمة العربية التي توفر مساحة تواصل وتشاور. وعلم أن الموقف اللبناني سيكون موحداً خلافاً لما يروج له "حزب الله" عن تمايز بين موقف الحكومة وموقف
وزير الخارجية يوسف رجي من بند التضامن مع لبنان ومقاربة مسألة الانسحاب
الإسرائيلي، إذ يتهم الحزب وزير الخارجية بأنه سيستثني مزارع شبعا وتلال كفرشوبا من الانسحاب ويحصره بالأراضي اللبنانية. وترد أوساط رجي بأن هذا الموضوع ليس مطروحاً إطلاقا، وهو لا ينفك عن تكرار ثلاثيته الداعية إلى انسحاب فوري وكامل وغير مشروط. أما مسألة المزارع وتلال كفرشوبا فيتخذها الحزب ذريعة للإبقاء على سلاحه.
وقد شكلت زيارة الكويت وفق مصادر وزير الخارجية محطة ناجحة جداً، طلب فيها لبنان تعيين سفير وإعادة العلاقات الديبلوماسية، كما كان اتفاق مع نظيره
الكويتي على تفعيل اللجنة المشتركة التي ستنظر في الاتفاقات وتعزيز التعاون المشترك وتحريك المساعدات.
في الخلاصة، لا شيء نهائيا بعد في انتظار تحقق الوعود!