عاد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والوفد المرافق له الى لبنان مساء اليوم، بعد أن اختتم زيارته الرسمية لجمهورية مصر العربية بعد ظهر اليوم، بلقاء قداسة البابا تواضروس الثاني - بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية في منطقة العباسية في القاهرة.
وتحدث البابا تواضروس الثاني فجدد الترحيب بالرئيس عون والوفد المرافق، معرباً عن الامل في ان يتمكن رئيس الجمهورية من تحقيق الأهداف التي وضعها للنهوض بلبنان، وقال: "هذا اليوم مفرح، وانا سعيد بالترحيب بالرئيس جوزاف عون في مصر بعد انتخابه رئيساً للجمهورية
اللبنانية، ونشكره على تخصيصه وقتاً لزيارة مقر البابوية القبطية".
وأضاف: "نحن مسرورون بأن تكون اخبار لبنان سعيدة ومطمئنة، وكنا نتابع حالة عدم الاستقرار التي سادت قبل انتخاب فخامة الرئيس، وتابعت شخصياً عملية التصويت في
البرلمان والتأكيد على اختياركم، وكانت الفرحة كبيرة بوصول رئيس للجمهورية بعد سنتين من الفراغ الرئاسي. ان لبنان يحتل مكانة عظيمة جداً في قلوب كل المصريين، وانا شخصياً زرته اكثر من مرة، وكنت سعيداً جداً واحمل ذكريات طيبة".
وأكمل: "نحيي الجهود التي يقوم بها السيد الرئيس مع الحكومة لمواجهة الوضع الاقتصادي الصعب واجراء إصلاحات قوية في المصارف وغيرها، كما الجهود التي يتم بذلها في موضوع سحب السلاح وهو موضوع صعب جداً في المجتمع اللبناني، ونحن نؤيد هذه الجهود ونشجعها، ونصلي من اجل نجاح كل الجهود الآيلة الى قيام لبنان من كبوته، وواثقون من ان الشعب اللبناني محبّ للحياة وهو امر واضح في كل المجالات، وهو شعب متفائل بالحياة ومؤمن ويحمل معه الرجاء، وبالتالي يمكنه مع الله فعل الكثير، لانه ما من مستحيل مع الله".
وقال: "نأمل ان نرى لبنان وقد تعافى بشكل كلي وفي صورته البهية التي نحملها كمصريين، وان ينجح بقيادتكم. نحن في الكنيسة القبطية، الموجودة منذ القرن الأول الميلادي، نتمتع بعلاقات قوية مع المجتمع المصري وخارجه ومع السيد الرئيس
عبد الفتاح السيسي والمسؤولين الرسميين، ومع الكنائس
المسيحية في العالم ومع البطريرك
الماروني ايضاً، ونؤمن بأن صنع السلام هو صناعة صعبة".
وختم: "أهنىء فخامتكم بقيادة لبنان وبالمرحلة الجديدة في العمل القوي، وانا واثق ومؤمن بقوة ان مستقبل لبنان سيكون مزدهراً في وقت قريب وسيعود الى صورته".
ورد الرئيس عون شاكراً قداسة البابا على حفاوة الاستقبال والكلمة التي القاها وما تضمنته من مشاعر صادقة، وقال إن لبنان مرّ "بمرحلة سابقة لا نرغب ان تعود وعلينا التطلع قدماً، وقد اخذنا القرار كرئاسة وحكومة ومجلس نواب ان نضع لبنان على السكة الصحيحة، بمساعدة المحبين وفي مقدمهم مصر والسيد الرئيس
عبد الفتاح السيسي ومعتمدين ايضاَ على صلواتكم. ان العلاقة قديمة ومتجذرة بين البلدين، وهي قائمة ومستمرة".
وتابع: "تفضلتم وقلتم ان صنع السلام صعب، ولكنه ليس مستحيلاً، ومن لديه النية لاحلال السلام يتخطى كل العقبات. لقد عانى لبنان ما عاناه من الحرب، وهو يبحث عن السلام، واخذ الشعب اللبناني قراراً بعدم الرجوع الى الحرب، وكل اختلاف في الرأي هو مشروع ويمكن معالجته، لكن الخلاف ممنوع، والحوار هو العلاج لكل الاختلافات، لان الحروب لم تجلب لبلدنا الا الدمار".
واستكمل: "نأمل، بدعم مصر ودعمكم وصلواتكم، ان ينعم لبنان بالسلام ويستعيد أيامه المشرقة التي يعرفه فيها العالم، واجدد شكري لاستقبالكم لنا في هذا الصرح
الكريم، كما نأمل ان نراكم في لبنان".
جولة في الكاتدرائية
وزار الرئيس عون والوفد المرافق برفقة البابا تواضروس الثاني، الكاتدرائية المرقسية واستمعوا الى شرح عن تاريخ الكاتدرائية ورمزيتها والتي افتتحت رسميا في العام 1968 في حضور رئيس الجمهورية
المصرية جمال عبد الناصر والبابا كيريلس السادس.
كلمة في السجل
وفي ختام الزيارة، دون الرئيس عون في السجل الذهبي الكلمة الآتية:" سُعدتُ بزيارة هذا الصرح الروحي العريق، المقر البابوي للإخوة ابناء الكنيسة القبطية الذين يجسّدون بإيمانهم العميق وتاريخهم المجيد ، روح المحبة والسلام. ونثمّن الدور الوطني والإنساني الذي تضطلع به الكنيسة القبطية، ليس فقط في مصر بل في العالم العربي أجمع، ونتطلع دومًا إلى تعزيز روابط الأخوّة بين شعبينا، على أسس من الاحترام المتبادل والقيم المشتركة. إن هذا الصرح الديني العظيم يمثل جزءاً أصيلاً من هويتنا العربية المشرقية المشتركة، ويجسد قيم التسامح والتعايش التي طالما آمنت بها شعوبنا عبر العصور. كل التقدير لغبطة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ولجميع أبناء الكنيسة، راجيًا دوام الخير والأمان لهذا البيت المبارك".
بعدها، استقل الرئيس عون والوفد المرافق الطائرة في طريقه الى
بيروت.