Advertisement

لبنان

فشل مدوٍّ لـ"التغييريين"

Lebanon 24
20-05-2025 | 22:45
A-
A+
Doc-P-1363520-638834033743151885.JPG
Doc-P-1363520-638834033743151885.JPG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتبت ندى ايوب في" الاخبار": أمس، صبّ مرشحون راسبون ومؤيدوهم جام غضبهم على ناخبي بيروت، في تعاطٍ يزخر بالفوقية والاغتراب. لذا من المفيد التذكير بأنّ ناخبي بيروت أنفسهم، كانوا عام 2016 أسخياء مع «مجهولين» في الشأن العام، لم يقدّموا لهم مالاً ولا أي شكلٍ من أشكال الحماية التي عادةً ما تقدّمها قوى النظام، لأنهم كانوا ناقمين على أهل السلطة، ودفعهم تعطّشهم لتحسين أحوالهم إلى الاقتراع الاحتجاجي على ممارسات أحزابهم غير المبالية بهم.
Advertisement
بالتوزيع الطائفي، حصلت «بيروت مدينتي» على 20 ألف صوتٍ سني (25% من أصوات السنّة)، وتسعة آلاف صوت مسيحي (60%)، وخمسة آلاف صوت شيعي، في حين أن مجمل الأصوات الشيعية التي نالتها حينها لائحة الأحزاب ومن بينها «الثنائي الشيعي»، بلغت حوالي 1600 صوت فقط، وسط عدم شعور «الثنائي» بأنه مضطر إلى خوض معركةٍ في بيروت، وتجيير أصوات ناخبيه.... إضافة إلى ما يزيد عن ألف صوت درزي. الأحد الفائت، شهد هذا التصويت انهياراً تُرجم كالآتي: حوالي خمسة آلاف صوت سنّي، و2000 صوت مسيحي، و350 صوتاً شيعياً، و50 صوتاً درزياً.
وفيما حصد تحالف الأحزاب هذا العام 40% من أصوات المقترعين، مُحافظاً بذلك على نسبة قريبة من تلك التي حقّقها في عام 2016 (43%)، تراجعت «بيروت مدينتي» من المرتبة الثانية في عام 2016، بنسبة 30%، إلى المرتبة الثالثة بنسبة 8%، وبفارقٍ شاسع عن الأرقام التي نالتها لائحة «بيروت بتحبك»، المدعومة من الجماعة الإسلامية والنائب نبيل بدر وعائلات بيروتية، والتي حلّت في المرتبة الثانية حاصدةً 24% من الأصوات. بالنتيجة ارتفع التصويت التقليدي لصالح الأحزاب والعائلات من 40% إلى 64%.
اتجاهات التصويت تُترجم بشكلٍ جلي أن الكتلة المسيحية (لم تتغير نسبة الاقتراع بين الاستحقاقين) فضّلت حفظ المناصفة الطائفية المهدّدة في بيروت، فاقترعت طائفياً لصالح الأحزاب المسيحية الحاكمة من قوات وكتائب وطاشناق وتيار وطني حر. فيما تعامل الشيعة مع الانتخابات البلدية كاستفتاء سياسي لمدى تأييدهم لحزب الله تحديداً، وسط العدوان الإسرائيلي المُستمر على لبنان، وما يُرافقه من محاولات إقصاءٍ للحزب من قبل خصومه، أملاً بتغيير موازين القوى الداخلية. أما الصوت السنّي، فذهب في جزءٍ كبير لصالح محمود الجمل بدفع غير معلن من تيار «المستقبل»، وتشتتت بقية الأصوات على مختلف اللوائح الأخرى، مع تركيز على منح المرشحين السنّة في كل اللوائح أعلى نسبة أصوات.
هذه الاعتبارات، ليست الوحيدة وراء ابتعاد القاعدة «التغييرية» عمن يطرحون أنفسهم بديلاً. فقد عزّزها السلوك ««التغييري» السيئ منذ تسع سنوات، وهو سلوك لم ينعكس طمأنينة لدى الناخبين تدفعهم للخروج الفعلي من مساحة أمانهم السياسية والطائفية.

الهمّ البيروتي الحقيقي هو في المصيطبة والباشورة وطريق الجديدة والبسطا وحي السريان والكرنتينا، حيث لا مكان لمعالجاتٍ على طريقة النخب الفوقية، ولا النوادي الثقافية وعقليات الـngos، ولا مقاربات التكنوقراط. وعلى هذا المقياس فشل «التغييريون» في بعلبك والهرمل، وغالباً لن يفلحوا في الجنوب في وجه بيئةٍ جلدوها على خياراتها في حين كانت تنزف عيوناً وأطرافاً مبتورة.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك