يشهد الجنوب اليوم الجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية، فيما ترصد العيون انتخابات جزين التي ستكون "أم المعارك" السياسية بين
التيار الوطني الحر وحلفائه من جهة، والقوات
اللبنانية من جهة ثانية وسط تصعيد المواقف بين الفريقين.
وعشية الانتخابات توافد عشرات آلاف الجنوبيين أمس، قادمين من
بيروت إلى مختلف المناطق الجنوبية، وقد غصّت بهم المداخل الرئيسة الشمالية لمدينة صيدا، فيما عمل الجيش على تسهيل حركة المرور. ورفع المواطنون رايات وأعلام
حزب الله وصور الشهيد السيد حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب
نبيه بري، كما سجل بث لأناشيد حزبية عبر مكبرات الصوت.
وعشية الاستحقاق، لم تتراجع الاستعدادات الإدارية واللوجستية المتعلقة باجراء الانتخابات البلدية والاختيارية. وشهدت سرايا صيدا توافد رؤساء الأقلام والكتبة المكلفين بانجاز العملية
الانتخابية على صعيد مدينة صيدا وقرى قضائها إلى السرايا، حيث تسلموا بإشراف ومتابعة
وزير الداخلية والبلديات أحمد حجار عبر غرفة العمليات المركزية في الوزارة، ومحافظ الجنوب منصور ضو في آن معا صناديق الاقتراع كل تبعاً لمنطقته والقلم المولج مسؤوليته. وانهت قائمقامية جزين تسليم الصناديق للانتخابات البلدية والاختيارية، وتعتبر 23 قرية في منطقة جزين قد فازت بالتزكية من مخاتير وبلديات في حين استمر العمل لاعلان فوز بلديات اخرى بالتزكية. وكانت اكثر من 67 بلدية جنوبية فازت بالتزكية.
ولفتت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» الى ان المرحلة الأخيرة من استحقاق الإنتخابات البلدية والإختيارية في الجنوب هي مرحلة تبدو الإسهل لجهة ترجيح فوز اللوائح المدعومة من الثنائي الشيعي،انما الصعب لجهة التحديات الأمنية.
وافادت اللجنة المركزية الانتخابية لحركة «امل» ان عدد البلدات التي فازت بالتزكية في محافظتي الجنوب حتى الثامنة من مساء امس، بلغت 109 بلدات منها 89 بلدية لثنائي امل والحزب (45 في محافظة
لبنان الجنوبي و44 في محافظة النبطية) والباقي لتوافق العائلات ، من اصل 272 بلدية في كامل اقضية المحافظتين بإستثناء قضاء حاصبيا الذي لم يحصل فيه توافقات.
وكتبت" البناء": أعلنت الماكينة الانتخابية في حزب الله، عن فوز 65 بلدية من أصل 109 بلديات تترشح فيها لوائح «التنمية والوفاء» بالتزكية في منطقة جبل عامل الأولى، في إشارة إلى أقضية صور ومرجعيون وبنت جبيل. وفيما توقعت مصادر ماكينات حركة أمل وحزب الله الانتخابية فوز جميع لوائح التنمية والوفاء في الجنوب، لفتت الى أن معظم القرى الحدودية فازت بالتزكية وسعت قيادتي الحركة والحزب حتى وقت متأخر من مساء أمس الى التواصل مع المرشحين لإعلان تزكية اللوائح لتفادي المعارك الانتخابية في ظل التهديدات الأمنية
الإسرائيلية للقرى الحدودية ولعدم تعريض حياة المواطنين للخطر. وأوضحت المصادر أن القرى التي لم تنجح الجهود بإعلان فوز لوائح التنمية والوفاء بالتزكية، ستشهد انتخابات بأجواء تنافسية هادئة بين أبناء القرى الذين يؤيدون خط وخيار
المقاومة والثنائي الوطني، لكن قيادتي الحركة والحزب تشددان على دعم لوائحها التي أعلنت عنها بشكل رسمي وهي غير معنية بأي لوائح أخرى تخوض المعركة باسم أمل والحزب. ودعت المصادر المنتسبين والمؤيدين للثنائي وجمهور المقاومة للاقتراع للوائح التنمية والتحرير الرسمية لتجديد الوفاء والتأييد لخيار المقاومة والشهداء.
وكتبت" الديار": الانظار كلها نحو جزين حيث تشهد المدينة «ام المعارك « بين
القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، المعركة مفتوحة ودون قفازات، و زج الطرفين كل أوراقهما في المعركة البلدية للسيطرة عليها، موازين القوى متقاربة والمحاولات لم تتوقف لكسب المترددين،علما ان المعركة البلدية محصورة بلائحتين: الاولى تضم
التيار الوطني الحر وابراهيم عازار والثانية القوات والكتائب والتغيريين، والسؤال: هل ينجح العونيون في منع التمدد القواتي الى جزين ام تصبغ المدينة غدا باعلام معراب؟
وفي المقابل تشهد صيدا معركة زعامة بين ال سعد وال البزري مستغلين انكفاء
المستقبل ، ويتنافس على المعركة البلدية 6 لوائح، وسط بازار سياسي مفتوح على العائلات الكبيرة والتاريخية في المدينة ، واللافت، ان القوى الاساسية في صيدا، من التنظيم الشعبي الناصري الى عبد الرحمن البزري الى الجماعة الإسلامية الى الاحزاب، يقفون وراء اللوائح بعباءات عائلية، وفي حاصبيا يخوض الحزب الاشتراكي المعركة بغطاء عائلي مع غياب المنافسة .
وكتبت" نداء الوطن": خلفية الفريق الآخر في انتخابات جزين هي أنه يريد أن يسجل انتصاراً في جزين على الرغم من أن رئاسة الاتحاد في
القضاء ستكون لـ "القوات اللبنانية"، لذا يحاولون اختراع مواجهة في جزين لتسجيل نقطة في مرمى "القوات".
ويرى محور الممانعة الانتخابات البلدية مقدمة للانتخابات النيابية ويسعى إلى "أن تبقى جزين في فلك الممانعة كي يبقى الجنوب خاضعاً للممانعة. لكن هناك استحالة أن يحقق "
التيار الوطني الحر" أي خرق في جزين من دون الرافعة الشيعية التي تريد أن تغيّر المشهد الذي شهدته زحلة".
وعلى غرار معركة زحلة الأسبوع الماضي تتجه الأنظار في الجولة الجنوبية إلى معركة جزين حيث رفع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب
جبران باسيل سقف خطابه بشكل لافت وقال خلال لقائه مساء الخميس أهالي جزين في مركزية التيار في ميرنا الشالوحي: "نهار السبت جميعنا سنصحح خطأ تاريخيا ارتكب في حق جزين وتمثيلها عندما أُبعد التيار عنها وجزين، وهذه المنطقة الإستثناء الوحيد في تعاطينا مع الانتخابات، فجزين لا ينفصل عنها "التيار" وهي لا تنفصل عنه، لكن التصحيح الكبير سيكون في العام 2026. اضاف غامزا من قناة القوات اللبنانية "يتكلمون عن الخط السيادي وكأن جزين غاب عنها الخط السيادي! والسيادي هو من يكون قراره حرا وليس من يكون مرة مع القانون الارثوذكسي وفي يوم آخر يغير رأيه بسبب تلفون". وتابع "ليس سياديا من يصرح بانه لا يدخل الى حكومة فيها حزب الله ثم يبدل رأيه في اليوم الثاني، وليس سيادياً من يكون ضد الإحتلال السوري ولكن مع الإحتلال
الإسرائيلي". وقال: "سنقول نهار السبت أن جزين كل عمرها في قلب السيادة الوطنية وهي لن تقبل أن تنعزل عن محيطها لأن هذا تكوينها وطبيعتها". وشدد على أن "جزين قلعة عونية وستبقى ونهار السبت سنثبت هذا الأمر".