كتب
عماد مرمل في" الجمهورية تعمّد «
حزب الله » في ذكرى العيد الخامس والعشرين للمقاومة والتحرير زيارة رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي، حرصاً منه على تكريس البعد الرسمي والوطني للمناسبة.وكان من المفترض أن يلتقي ممثلو «الحزب » أيضاً رئيس الحكومة
نواف سلام في إطار تثبيت هذا المعنى لذكرى 25 أيار، وذلك على رغم من التباعد السياسي بينهما، لكن توجّه سلام إلى
دولة الإمارات للمشاركة في مؤتمر المنتدى الإعلامي حال دون ذلك. ومن غير المستبعد أن تتكرّر محاولة ترتيب لقاء بين الجانبين عقب عودة رئيس الحكومة إلى
بيروت، وإن تكن مواقفه من دبي حول رفض ثنائية السلاح والقرار قد هدّدت بتبخّر «ما بقي من ودّ يحاول الحزب المحافظة عليه ». ومن الواضح أنّ «الحزب » يستند في انفتاحه على رئيس الجمهورية إلى أمرين: الاول هو انّه شريك أصيل في انتخاب عون، ما يستدعي، وفق مقاربته، ان يكون شريكاً في
العهد لا مستهدَفاً. والثاني يتمثل في وجود رصيد من التجربة الإيجابية مع عون خلال توليه
قيادة الجيش. بينما فرض سلام كأمر واقع على «الحزب » الذي لم يسمّه لرئاسة الحكومة أثناء الاستشارات النيابية الملزمة، إضافة إلى أنّه لا توجد أي معرفة مسبقة يمكن أن تسهّل التواصل المتبادل. وتفيد المعلومات، أنّ اجتماع عون مع وفد «الحزب » كان ممتازاً، خصوصاً انّه كّرس تفاهمهما على أولوية الإنسحاب
الإسرائيلي من الأجزاء الجنوبية المحتلة وإطلاق الأسرى اللبنانيين ووقف الاعتداءات
الإسرائيلية ومنع الانتهاكات للسيادة
اللبنانية. وقد أبلغ عون إلى ضيوفه، انّه أكّد أمام وفد أميركي
زاره اخيراً، أنّ «حزب الله» متعاون جداً في
منطقة جنوب الليطاني، واكثر مما يظن اي أحد، بشهادة قوات «اليونيفيل»نفسها. واشتكى وفد «الحزب» من عدم مبادرة الحكومة حتى الآن إلى اتخاذ اي إجراءات إدارية ولوجستية تمهّد لبدء
إعادة الإعمار، وهي إجراءات إلزامية لا بدّ منها بمعزل عن التعقيدات التي لا تزال تحوط بمسألة تأمين التمويل، «إذ حتى حكومة
فؤاد السنيورة لجأت فور انتهاء حرب
تموز 2006 إلى إجراء مسحللأضرار وتقدير قيمة التعويض عن كل حدة سكنية تضرّرت، توطئة لإطلاق ورشة إعادة الإعمار، وهذا ما لم تفعله بعد
حكومة سلام »، فأكّد رئيس الجمهورية انّه سيتابع شخصياً هذا الملف مع الحكومة ورئيسها. وبناءً على «زبدة » اجتماع
بعبدا، يلفت القريبون من «الحزب » إلى انّه حريص على نجاح العهد واستقرارالبلد، مع ما يتطلبه ذلك من تعاون وتفاعل مع رئيس الجمهورية تحت سقف تحرير الأرض وحماية السيادة.