Advertisement

لبنان

التصعيد ضمن حدود "اللا حرب"

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
30-05-2025 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1367967-638841929595717354.jpg
Doc-P-1367967-638841929595717354.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

في الأيام الماضية، تصاعدت وتيرة الخروقات الإسرائيلية في الجنوب اللبناني بشكل لافت، حيث كثّفت إسرائيل من عمليات القصف والتحليق والاستهداف، لكن المثير أن العديد من هذه العمليات لم تطل أهدافًا عسكرية مباشرة، بل طالت مواقع لا قيمة استراتيجية لها، أو حتى أماكن سبق أن استُهدفت في الحرب الأخيرة، ما يثير تساؤلات جدّية حول نوايا إسرائيل الحقيقية في هذه المرحلة.
Advertisement

تُجمع مصادر مراقبة على أن إسرائيل تسعى، من خلال هذا التصعيد المدروس، إلى إيصال رسالة واضحة مفادها أن يدها لا تزال "العليا"، وأنها قادرة على التحرك في أكثر من ساحة رغم الجمود في غزة والتعقيدات في الساحات الأخرى. وفي الوقت الذي يُطرح فيه الحديث عن هدنة أو ترتيبات تهدئة في غزة، تجد إسرائيل نفسها بحاجة إلى تسخين جبهات أخرى لتبقى في موقع الفعل، لا رد الفعل، وهو ما قد يدفعها في المرحلة المقبلة إلى محاولة جدّية لتسخين جبهة اليمن، وكذلك جبهة لبنان ضمن حدود محسوبة.

لكن هذا التحرك لا يقتصر فقط على الأبعاد الميدانية، بل يحمل خلفيات سياسية أبعد. فرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الذي يعيش ضغوطًا داخلية وخارجية متصاعدة، يسعى أيضًا إلى التشويش على مسار المفاوضات الأميركية-الإيرانية. فبعد الخط الأحمر الكبير الذي وضعه له الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنعه من تنفيذ أي عمل عسكري مباشر ضد إيران، لم يعد أمامه الكثير من الأوراق. وبالتالي، يرى نتنياهو أن الساحة اللبنانية، باعتبارها الخاصرة الأقرب لإيران من خلال حزب الله، هي المكان الوحيد القابل للاشتعال بطريقة تترك أثرًا في هذه المفاوضات.

مع ذلك، لا يبدو أن الأمور تتجه نحو حرب شاملة. فالخروقات الإسرائيلية، رغم كثافتها، لا تحمل مؤشرات حقيقية على نية إسرائيل الانخراط في مواجهة واسعة. في المقابل، يُظهر حزب الله ضبطًا كبيرًا للنفس، وعدم رغبة في الانجرار نحو معركة لا تخدم أهدافه، لا في التوقيت ولا في الشكل. فالحزب يدرك أن أي انزلاق نحو مواجهة مفتوحة سيأتي في ظل واقع إقليمي شديد التعقيد، وتراجع في زخم القضية الفلسطينية نتيجة التهدئة المتوقعة في غزة.

بالتالي، ما نشهده اليوم هو استعراض قوة أكثر منه بداية لحرب. إسرائيل تريد أن تذكّر الجميع بقدرتها على الإيذاء، لكنها تعرف في العمق أن النار إذا اشتعلت في لبنان، فلن يكون من السهل إطفاؤها.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash