تزور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس
بيروت بين العاشر والحادي عشر من الشهر المقبل، في ظل أجواء سياسية متوترة وتطورات ميدانية خطيرة، وتحمل زيارتها رسائل غير مباشرة تدعو المسؤولين اللبنانيين إلى التفكير الجدي في خياراتهم. وتعتبر الأوساط السياسية، ان زيارة أورتاغوس جزءا من ضغوط أميركية متزايدة تهدف إلى دفع الحكومة نحو إعادة فتح ملف سلاح
حزب الله، حتى لو كان الثمن تعميق الانقسامات الداخلية.
وتشهد لجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين
لبنان وإسرائيل حالة من الجمود، وسط استمرار التوترات الميدانية والانتهاكات
الإسرائيلية المتكررة. يسعى لبنان لتفعيل عمل اللجنة، ويجهد إلى تطوير وتعزيز التنسيق العسكري مع
الولايات المتحدة لقطع الطريق أمام الاعتداءات الإسرائيلية. والتقى مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين بلاسخارت، في إطار الاجتماعات التنسيقية الدورية بين الطرفين. تم التركيز خلال اللقاء على تنفيذ قرار
مجلس الأمن رقم 1701 والتطورات الميدانية الراهنة في
جنوب لبنان. كما استعرض الجانبان المستجدات على طول الخط الأزرق، لا سيما الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي
اللبنانية ومخاطر التصعيد المحتمل. وشدد صفا وبلاسخارت على "أهمية الالتزام الكامل ببنود القرار الأممي لما يشكله من ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة".
كما رأس رئيس الجمهورية اجتماعا أمنيا حضره
وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي، والمستشار الأمني والعسكري العميد أنطوان منصور. خصص الاجتماع لبحث التطورات الميدانية في الجنوب في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية التي تعيق استكمال انتشار الجيش، ولتقييم الإجراءات اللازمة لسحب السلاح من المخيمات
الفلسطينية في بيروت، التزامًا بالاتفاق الذي أُبرم خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأسبوع الماضي.
بحسب المعلومات، جاءت زيارة الرئيس الفلسطيني إلى لبنان في وقت حساس، حيث أثارت مبادرته لنزع سلاح المخيمات الفلسطينية الكثير من الجدل والانقسامات، وبدا أن عباس حمل مشروعًا غير متفق عليه حتى مع الفصائل الفلسطينية، وكشفت الزيارة عن خلافات عميقة داخل حركة فتح نفسها، وأثارت قلقًا لبنانيًا من التدخلات الخارجية.
وأكد السفير الفلسطيني في لبنان، أشرف دبور، والمسؤول الفعلي لحركة فتح، فتحي أبو العردات، أن تنظيم السلاح داخل المخيمات هو أقصى ما يمكن تحقيقه.
في ظل تصاعد التوتر بين "
الثنائي الشيعي ورئيس الحكومة نواف سلام على خلفية تصريحاته الأخيرة بشأن حزب الله وملف نزع السلاح، زار رئيس المجلس النيابي
نبيه بري رئيس
الجمهورية ميشال عون، حيث جرى بحث المستجدات السياسية والأمنية، وتقييم شامل للانتخابات البلدية والاختيارية التي جرت في مختلف المحافظات. أطلع عون
بري على نتائج جولاته الخارجية واللقاءات التي عقدها مع قادة الدول، كما ناقشا إمكانية فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي. تصدر ملف الجنوب جدول الأعمال، حيث تم تناول مسألة طلب لبنان تمديد ولاية قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان .
وتشير أوساط سياسية إلى أن
بري لا يخفي استياءه من أداء الحكومة في التعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة وملف إعادة الإعمار الذي يشهد مماطلة، في حين يحاول رئيس الجمهورية التخفيف من حدة التوترات ويدعو إلى الابتعاد عن التصعيد. وهناك مساع لعقد لقاء بين رئيس الحكومة ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، بهدف تبريد الأجواء وإيجاد أرضية مشتركة.