اتّسمت زيارة الرئيس
جوزف عون الرسمية أمس للعراق بدفء ديبلوماسي لافت، والتقى نظيره
العراقي عبد
اللطيف رشيد في قصر الرئاسة العراقي حيث عقد الرئيسان لقاء استغرق نحو 30 دقيقة، ثم عقد لقاء موسع.
واكد مصدر واكب عن كثب الزيارة انها «اعادت التأكيد على عمق العلاقات اللبنانية-
العراقية، بعد نوع من البرودة التي سادت في الاسابيع الماضية، على خلفية تصريحات
الرئيس عون عن الحشد الشعبي ، واستدعاء
وزارة الخارجية العراقية السفير اللبناني في بغداد»، مشددة في لـ»الديار» على ان «الحفاوة التي لقيها عون والوفد المرافق تؤكد ان ما حصل كان غيمة صيف عابرة».
وكتبت" الاخبار": في زيارة تحمل طابعاً سياسياً بامتياز، حلّ الرئيس
جوزيف عون ضيفاً على
بغداد في خطوة تهدف إلى احتواء توترات سابقة وتجديد جسور التواصل بين البلدين، بعدما أثارت تصريحات عون بشأن الحشد الشعبي سابقاً حفيظة الأوساط العراقية وتسبّبت بفتور
دبلوماسي.
وكشفت مصادر مطّلعة أن مساعي عون للقاء المرجع
الشيعي السيد علي السيستاني لم تحقق غايتها، وأثمرت عن اتصال هاتفي مع نجل السيستاني، السيد محمد رضا السيستاني، للاطمئنان على صحة المرجع وتمنّي الشفاء له، مع وعد بلقاء لاحق في حال توفّرت الظروف المناسبة.
ورغم السحابة التي خيّمت على العلاقات لفترة وجيزة، يبدو أن زيارة عون لبغداد وضعت أسساً جديدة لتجاوز الخلافات السابقة، والعودة إلى سياسة الانفتاح والتعاون بين بلدين يجمعهما تاريخ طويل من العلاقات السياسية والدبلوماسية، والمصالح المشتركة.
وكانت الرئيس جوزف عون التقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد في قصر الرئاسة العراقي حيث عقد الرئيسان لقاء استغرق نحو 30 دقيقة، ثم عقد لقاء موسع، رحب خلاله الرئيس العراقي بضيفه اللبناني في "بلده الآخر"
العراق. وأبدى الرئيس رشيد ارتياحه لما شهدته الأوضاع
اللبنانية من تحسّن في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا الشعور يخالج
العراقيين جميعاً. وأكد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنياً النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الإيجابية التي يشهدها البلد، مؤكداً وقوف العراق إلى جانب
لبنان.
وردّ الرئيس عون: وقال: "إن العراق هو بلدنا الثاني وإن العلاقات بين البلدين عميقة ومتجذرة في التاريخ، وأتيت إلى بغداد اليوم لشكر العراق والعراقيين باسم الشعب اللبناني، على وقوفهم إلى جانب لبنان واللبنانيين خلال الظروف الصعبة التي عصفت بهم"، لافتاً إلى أن اللبنانيين لن ينسوا هذه المبادرات الكريمة لا سيما إرساليات
النفط التي ساعدت على توفير حلول عملية لأزمة الكهرباء والطاقة
بشكل عام. كما تحدث عن احتضان العراق للبنانيين خلال الحرب الأخيرة، والعمل على إعادتهم إلى بلدهم الأم بمبادرة كريمة منهم. وأشار إلى وجود الكثير من المشاريع المشتركة بين البلدين والتي تعود بالنفع عليهما معاً، لافتاَ إلى كثرة التحديات لا سيما موضوع الارهاب.
وفي لقاء آخر عقده مع
رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، استشهد عون بكلام السيد علي السيستاني، مؤكداً أنّ "السيستاني وضع خارطة طريق للحلّ في تحقيق مستقبل أفضل، وآن الأوان لنا لنحيا أحراراً كراماً في هذا العالم". وشدّد على "أن طموحَنا لهذا الغدِ الذي نأملُه قريباً جداً، لا يُعفينا من واجبِ تقديمِ أصدقِ الشكر، على كلِ ما قدمتموه دوماً للبنان واسمحوا لي ألا أدخلَ في التعدادِ من هباتٍ وتقدماتٍ ومساعداتٍ في شتى المجالات حتى لا أستوقفُكم طويلاً جداً ولا أفي العراقَ حقَه، ولا أُنجزُ التعداد يكفي عرفاناً منا لكم، أنّ كلَ لبنانيٍ باتَ يؤمنُ فعلاً عند كلِ أزمة، بأنّ "الترياقَ من العراق"، ليس قولاً مأثوراً، بل فعلٌ محقق".
أما السوداني، فشدد على ضرورة تطبيق القرار 1701 بشكل كامل غير انتقائي والوقوف باستمرار مع الشعب اللبناني بكل المجالات. وأعلن تقديم دعم أولي 20 مليون دولار لدعم إعمار لبنان.