على الأهمية التي تكتسبها الجولات العربية لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، وكان آخرها أمس زيارة
الرئيس عون لبغداد، إلا أنها لا تحجب ملامح إرباك صار من الصعب تجاهله في واقع تماسك الحكم والدولة أمام العديد من الملفات والاستحقاقات الحيوية.
وبحسب" النهار"فان التوتر الذي صعد إلى واجهة المشهد السياسي في السجالات التي دارت بين "
حزب الله" ورئيس الحكومة سرعان ما تفشّت تداعياته لتضم إليها
رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولم يقف الأمر عند "رسالة" إعلامية خاطفة وجّهها بري إلى سلام ليؤكد عدم التمايز بين موقفه وموقف "حزب الله"، بل إن "وحدة الحال" في الحكم بدت مهتزة أمام واقعتين لم تثارا إعلاميا ولكن اصداءهما ترددت في الكواليس السياسية ولو ظلت مكتومة. الأولى، تمثلت في اجتماع أمني رفيع المستوى عقد في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية وخصّص للبحث في إجراءات سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات بما أثار التساؤل عن تغييب رئيس الحكومة عن اجتماع بهذه الأهمية. والثانية، تمثلت في "مبادرة" الرئيس بري إلى الكشف عن أنَّ مسألة طلب التجديد للقوات الدولية العاملة في
لبنان "اليونيفيل" تصدّرت الاجتماع الذي عقده مع رئيس الجمهورية جوزف عون قبل يومين، كاشفاً أن هناك لجنة تشكلت لإعداد نص الرسالة بهذا الخصوص إلى
مجلس الأمن الدولي لطلب التجديد من دون أيّ تعديل. وهو الأمر الذي أثار مجدداً الاستغراب حيال "تفرّد" رئيس السلطة التشريعية بإعلان قرارات تنفيذية تتصل بصلاحيات حكومية أولاً، وبصلاحية
وزارة الخارجية تحديداً. وفي هذا الإطار، عُلم أن الرئيس نواف سلام سيزور اليوم رئيس مجلس النواب في مقره في عين التينة.
وكتبت" البناء":بعد السجال الكلامي على خط عين التينة – السراي من المتوقع أن يزور رئيس الحكومة نواف سلام عين التينة اليوم للبحث في ملف إعادة الإعمار وملف السلاح ومن المنطقي أن يضع الرئيس سلام الرئيس بري في أجواء مواقفه والتي حُرّف بعضها، في حين أن لقاء لم يحدد بعد سيعقد في السراي بين رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والرئيس سلام للبحث والنقاش في الملفات نفسها.
وكتبت" نداء الوطن": في خصوص اللجنة التي تكلم عنها الرئيس
نبيه بري لإعداد طلب التجديد لـ "اليونيفيل"، كشفت معلومات وزارية أن الاقتراح صاحبه
وزير الخارجية وليس بري، وأن رجي بحثه مع الرئيس عون، وأن الرئيسين عون وبري وافقا عليه. وتضيف المعلومات أن اللجنة ستكون برئاسة رجي وتضم ممثلين عن عون وبري وسلام ووزير الدفاع وقيادة الجيش، وأن الاجتماع الأول سيكون قبل عيد الأضحى، والسبب أن الوضع ضاغط ومعقد والعمل سيتم مع فرنسا صاحبة القلم، وهي من رأي لبنان الذي يطالب بألا تتعدل مهام "اليونيفيل"، وأنه سيرسل رسالة بهذا الخصوص.
وكتبت" اللواء": يحيط الغموض بكيفية معالجة الملفات العالقة بلا حلول، من وضع الجنوب والانسحاب الاسرائيلي، الى موضوع السلاح، وصولا الى الدعم المرتقب لإعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي، وتفعيل الاتصالات مع
سوريا بما يكفل معالجة مواضيع الحدود وعودة العلاقات السياسية والاقتصادية الى طبيعتها ولو وفق اطر جديدة، وسط مراوحة رسمية وانتظار في مقاربة هذه الملفات.
وحسب معلومات «اللواء»، يُفترض ان تكون هذه الملفات او بعضها مدار بحث اليوم في زيارة رئيس الحكومة نواف سلام للرئيس بري، اضافة الى موضوع التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، وفتح
الدورة الاستثنائية لمجلس النواب لمناقشة واقرار اقتراحات ومشاريع القوانين الملحة وبخاصة الاصلاحية منها.
وذكرت مصادر رسمية لـ «اللواء» حول العمل الحكومي على هذه الملفات، ان البحث الجدي بالتجديد لليونيفيل سيبدأ هذا الشهر، عبر اتصالات مكثفة بعد التسريبات الاميركية عن رفض
واشنطن اعتماد التجديد التلقائي وفق القرار السابق واصرارها على تعديل مهامها ومنحها صلاحيات اوسع او استبدالها بقوات متعددة الجنسية. ولكن من الصعب على الادارة الاميركية تعديل القرار لوجود معارضة من الدول الكبرى الثلاث فرنسا صاحبة قلم صياغة قرار التجديد، وروسيا والصين ودوا اوروبية اخرى لها قوات مشاركة في اليونيفيل.
ولكن المصادر اوضحت ان اقصى ما فعلته الادارة الاميركية هو وقف تمويلها لليونيفيل البالغة نحو 54 بالمئة من نفقاتها، وهو مبلغ صعب تعويضه كله من دول اخرى.
وبالنسبة لإعادة الاعمار، قالت المصادر لـ«اللواء»: ما لدى الحكومة حاليا هو قرض البنك الدولي بقيمة 350 مليون دولار مخصص للبنى التحتية، اضافة الى تقديم
العراق مبلغ 20 مليون دولار، وسنرى ما يحدث لاحقاً.