يطلّ علينا
عيد الأضحى هذا العام بصورة مختلفة عما عايشناه في السنة الماضية. فالعيد السابق حمل معه الحزن والغصة ووجع الفقد، أما اليوم، فيأتي العيد محمّلاً بالأمل، يرمّم جراح العام الماضي، ويزرع البهجة في قلوب الصغار قبل الكبار.
انفراجات واسعة تلوح في الأفق، لا سيّما على الصعيد الاقتصادي، مع عودة الزخم العربي إلى
لبنان، وعلى رأسه الحضور
الإماراتي الشقيق، ما يبشّر بمرحلة جديدة من الدعم والانفتاح.
كالمعتاد، تستعدّ قطاعات عدّة لاستقبال عيد الأضحى، في طليعتها المطاعم والمقاهي والباتيسري، التي تشهد عادةً حركة ناشطة خلال هذه المناسبات.
وفي هذا الإطار، تواصل "
لبنان 24" مع نائب نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري، خالد نزهة، الذي أكّد أنّ المطاعم والمقاهي تتوقّع حركة كثيفة خلال العيد، فيما تسجّل محالّ الحلويات مبيعات جيدة.
وأشار إلى أنّ القطاع في كامل جهوزيّته، لافتاً إلى أنّ النقابة تعمل بالتعاون مع المؤسسات على رفع مستوى الخدمات، سواء من حيث نوعية الطعام، النظافة، سلامة الغذاء، وطريقة التقديم.
كما أشار نزهة إلى أنّ صيف هذا العام يبدو واعداً وفق التقديرات، مع افتتاح عدد كبير من المؤسسات الجديدة، من مطاعم ومقاهٍ وأسواق.
ولفت إلى أنّ مبادرة الإخوة الإماراتيين الأخيرة تُعدّ علامة فارقة ستُسهم في دعم السياحة في لبنان، معبّراً عن أمله في عودة السيّاح من باقي
دول الخليج قريباً.
وفي موازاة ذلك، شدّد نزهة على ضرورة أن تقوم الدولة بدورها في دعم القطاع الخاص، لا سيّما من خلال تحسين البُنى التحتية، مثل الإنارة، الطرقات، المياه، الكهرباء، وأيضاً النقل العام.
ولفت إلى تحسّن ملحوظ في القطاع مقارنة بالعام الماضي، رغم استمرار الاعتداءات
الإسرائيلية على لبنان، مؤكداً أنّ الإقبال اللبناني والسياحي ما زال مستمرًا، وأنّ إرادة المستثمرين لا تزال قوية، حيث تُفتتح مطاعم ومقاهٍ جديدة، تُوظَّف فيها اليد العاملة
اللبنانية، وتُسهم في دعم خزينة الدولة من خلال الضرائب.
وختم بالإشارة إلى أنّ الموسم الحالي انطلق بزخم كبير تزامناً مع عيد الأضحى،
على أمل أن يستمرّ هذا الزخم طوال فصل الصيف.
أمّا في ما يخصّ حجوزات السفر، فقد تواصل "لبنان 24" مع عدد من مكاتب السفر، التي أكّدت أن نسبة الحجوزات في العيد ليست في ذروتها، لكنّها شهدت تحسّناً ملحوظاً، يتراوح بين 25% و30% مقارنةً بالعام الماضي، ما يُعدّ مؤشراً إيجابياً.
ومن بين القطاعات التي تستعدّ أيضاً لفترة العيد، قطاع تأجير السيارات. وفي هذا السياق، أوضح رئيس نقابة أصحاب مكاتب تأجير السيارات، جيرارد زوين، لـ"لبنان 24" أنّ نسبة الإشغال في هذه الفترة وصولاً إلى عيد الأضحى تتخطّى 80% إلى 85%، أي بارتفاع يتراوح بين 40% و45% مقارنةً بالسنة الماضية، وهي نسبة مرشّحة للارتفاع أكثر مع اقتراب العيد، نظراً للتوقّعات الواعدة للموسم السياحي.
لكن زوين نبّه إلى تحدٍ أساسي يواجهه القطاع اليوم، يتمثّل بانخفاض عدد السيارات المتاحة للتأجير من 20 ألفاً إلى 10 آلاف فقط، نتيجة غياب التسهيلات المصرفية، إذ باتت عمليات شراء السيارات تقتصر على الدفع النقدي، بعد أن كانت تعتمد على أنظمة التقسيط. وهذا ما قد يعيق تلبية الطلب في حال حصل تدفّق سياحي كبير من اللبنانيين المغتربين والخليجيين خلال العيد.
وختم زوين بالتأكيد أنّ قطاع تأجير السيارات من أكثر المتأثّرين بالأزمة الاقتصادية، لكنه يعلّق آمالاً كبيرة على موسم الصيف لتعويض الخسائر وتحقيق انفراج جزئي في السوق.
في الختام، رغم التحديات الاقتصادية والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، يبقى صيف لبنان هذا العام مشرقًا بالأمل. الحركة المتزايدة في مختلف القطاعات تعكس موسمًا سياحيًا واعدًا يعيد الحيوية والنشاط إلى البلاد، مع عودة المغتربين وتوافد السيّاح بكثافة.