بيان صادر عن أمانة سر مطرانية
بيروت الكلدانية:
في إطار زيارة رسمية إلى
العراق، قام فخامة رئيس الجمهورية
اللبنانية، العماد
جوزاف عون، بزيارة البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو في مقر البطريركية الكلدانية في
بغداد، ليكون بذلك أول رئيس لبناني يزور هذا الصرح الروحي. وشكّلت الزيارة محطة مهمة لتأكيد أهمية التنوع الروحي والثقافي في
الشرق الأوسط، وتعزيز الحضور المسيحي في المنطقة، خصوصًا في ظل التحديات الراهنة التي تواجه مختلف الجماعات
الدينية.
وقد جدّد
الرئيس عون، خلال اللقاء، التزامه بحماية التعددية وصون الحريات ضمن إطار الدولة، مؤكّدًا أن الدولة هي الضامنة لحقوق الطوائف، لا العكس. كما نوّه بالدور البارز الذي تؤديه الكنيسة الكلدانية في ترسيخ ثقافة الحوار والانفتاح بين مكوّنات المجتمع، مشيرًا إلى أن
لبنان، بتنوّعه الديني والثقافي، قادر على أن يكون نموذجًا يُحتذى به في العيش المشترك.
وجاء في البيان أيضًا: "إن زيارة الرئيس اللبناني إلى مقر البطريركية الكلدانية في بغداد تُعد خطوةً ذات دلالات رمزية وعملية في آنٍ، تعزز العلاقات الثنائية بين لبنان والعراق، وتؤكد على وحدة المصير المسيحي المشرقي، كما تمنح أبناء الطائفة الكلدانية في لبنان دفعًا معنويًا كبيرًا نحو مزيد من المشاركة والانخراط في الحياة الوطنية، تحت مظلة رعاية كنسية - رئاسية مشتركة، تصبّ في مصلحة جميع مكوّنات الوطن."
وبمناسبة هذه الزيارة، أعرب غبطة البطريرك ساكو عن تفاؤله بمستقبل لبنان، مشيدًا بالجهود التي يبذلها الرئيس عون لدعم مؤسسات الدولة الشرعية، ومكافحة الفساد، والعمل على حصر السلاح بيد الدولة، مؤكّدًا في الوقت نفسه أهمية الحفاظ على الوجود المسيحي الأصيل في المشرق، وضرورة تأمين بيئة سياسية ومعنوية حاضنة له.
واختُتم البيان بالقول: "إن الكنيسة الكلدانية في لبنان، بأكليروسها وعلمانييها ومجالسها ومؤسساتها التربوية والصحية والاجتماعية، تُعرب عن تقديرها العميق وامتنانها لفخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون على هذه الزيارة التاريخية، وتعبّر عن أملها بأن تشكّل هذه الخطوة بداية فعلية لمشاركة أبناء الكنيسة الكلدانية، وسائر الكنائس الأخرى، في الحياة الوطنية والسياسية في لبنان."