أطلق
وزير الصحة العامة ركان ناصر الدين المرحلة الثانية من مشروع "تعزيز الرعاية الصحية للأطفال" (Enhancing Pediatric Healthcare)، بعد استكمال المرحلة الأولى بالشراكة مع منظمة "سلسلة الأمل" (La Chaîne de l'Espoir) وبتمويل من
الاتحاد الأوروبي. جاء ذلك خلال لقاء عُقد في
وزارة الصحة العامة، حضره ممثلون عن الاتحاد
الأوروبي، وعدد من مديري
المستشفيات الحكومية المعنية، إلى جانب ممثلي مراكز الرعاية الصحية الأولية وجمعيات أهلية.
وأكد الوزير ناصر الدين في كلمته أن المشروع يترجم أولوية الوزارة في تأمين الرعاية الصحية للفئات الأكثر حاجة، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى أسفرت عن إنجازات ملموسة، فيما ستشهد المرحلة الثانية توسيع نطاق الاستفادة لتشمل المزيد من المستشفيات والمراكز الصحية مع توفير تخصصات طبية دقيقة لم تكن متوفرة بسهولة في السابق. وأوضح أن المرحلة الجديدة ستشكل نقلة نوعية في جودة الخدمات الطبية وستتيح الوصول إلى شريحة أوسع من الأطفال المحتاجين.
وأضاف ناصر الدين أن الوزارة رغم كل التحديات التي يواجهها
لبنان، تبقى ملتزمة بتأمين أفضل رعاية صحية للأطفال باعتبارهم مستقبل الوطن، مشددًا على أن المستشفيات الحكومية تلعب دورًا أساسياً في هذا المجال، لا كمرافق رديفة، بل كمراكز متقدمة قادرة على تقديم رعاية صحية عالية الجودة. ولفت إلى أن دعم القطاع العام الطبي وتعزيز قدراته يشكل استثمارًا في مستقبل لبنان وضمانًا لحق كل مواطن في الرعاية الصحية.
وختم الوزير بالتأكيد على أن المشروع ليس مجرد مبادرة طبية بل هو بصيص أمل لكثير من العائلات، وشهادة على أن الإنسانية قادرة على تجاوز الحدود. وأشار إلى أن المشروع سيساهم في تعزيز قدرات المستشفيات الحكومية وتدريب الكوادر الطبية وتوفير التجهيزات اللازمة لرعاية الأطفال حديثي الولادة والخدج والحالات الحرجة.
من جهته، عرض
رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في
وزارة الصحة هشام فواز حصيلة المرحلة الأولى، مشيرًا إلى أن المشروع أسهم في إجراء 1015 عملية جراحية للأطفال، وتغطية تكاليف إقامة 314 طفلًا في العناية الفائقة لحديثي الولادة. كما شمل تقديم الدعم النفسي للأطفال وعائلاتهم والعاملين في القطاع الصحي، إلى جانب برامج تدريب متخصصة للكوادر الطبية. وأوضح فواز أن المشروع نُفذ في مرحلته الأولى في ستة مستشفيات حكومية، وسيجري توسيعه في المرحلة الثانية ليشمل مستشفيات إضافية.
بدورها، شددت مديرة المشروع ساريل
بجاني على أهمية الدور الذي تلعبه "سلسلة الأمل" في هذا المجال منذ عام 2005، مشيرة إلى أن المشروع يحقق أربعة أهداف مترابطة: رفع الوعي المجتمعي حول الأمراض الخطيرة عند حديثي الولادة والأطفال؛ تعزيز قدرات العاملين في القطاع الصحي على تشخيص وإحالة الحالات الحرجة؛ تحسين الوصول إلى الرعاية الطبية الشاملة للأطفال الأكثر ضعفًا؛ ودعم الصحة النفسية للأطفال وأسرهم والعاملين على علاجهم.
وأكدت بجاني أن الشراكة الوثيقة مع وزارة الصحة العامة كانت العامل الأساسي في نجاح المشروع، لافتة إلى أن الدعم الجماعي هو السبيل الوحيد لبناء نظام صحي مستدام ومنصف ومتاح لجميع الأطفال في لبنان. وأشارت إلى
التزام "سلسلة الأمل" بمواصلة دعم المستشفيات الحكومية وتوفير الرعاية الشاملة، مع متابعة دقيقة لكل حالة لضمان تقديم الخدمات الإنسانية بأعلى درجات الأمان والمسؤولية، واعدة بإطلاق المزيد من المبادرات لدعم الأطفال الأكثر ضعفًا وعدم حرمانهم من العلاج.