قال مسؤولان إسرائيليان إنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ المبعوث الأميركي توم باراك أنه مهتم بالتفاوض مع الحكومة السورية الجديدة، في ظل وساطة الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وكالة "آكسيوس".
وأشار التقرير إلى أن "نتنياهو يريد التفاوض على اتفاقية أمنية محدثة والعمل على التوصل إلى اتفاق سلام شامل مع
سوريا"، وأضاف: "ستكون هذه أول محادثات من نوعها بين
إسرائيل وسوريا منذ عام 2011، وستكون ذات أهمية خاصة بالنظر إلى التطورات الأخيرة".
وعندما سقط النظام السوري السابق في كانون الأول 2024 على يد الرئيس الحالي أحمد
الشرع، ردّت إسرائيل بغارات جوية دمرت بشكل منهجي ما تبقى من القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي وأنظمة الصواريخ السورية. كذلك، سيطرت إسرائيل على المنطقة العازلة بين البلدين والأراضي المُحتلة داخل سوريا.
وكانت حكومة نتنياهو تشعر بقلق بالغ إزاء الحكومة السورية الجديدة المدعومة من تركيا، وضغطت على إدارة الرئيس الأميركي
دونالد ترامب للتحرك بحذر في التعامل معها، بحسب "آكسيوس".
وصُدم الإسرائيليون، وفق الوكالة، عندما التقى
ترامب بالشرع الشهر الماضي في
السعودية وأعلن رفع جميع
العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا.
وعلى الرغم من مخاوفهم بشأن الشرع، فإن المسؤولين الإسرائيليين يرون أيضاً أن الظروف المتغيرة ــ وخاصة مع رحيل
إيران وحزب الله من سوريا ــ تشكل فرصة لتحقيق انفراجة. مع هذا، فقد أدّى التحول الكبير الذي شهدته الولايات المتحدة تجاه الحكومة السورية الجديدة إلى تحول تدريجيّ في السياسة
في إسرائيل.
وبدأت حكومة نتنياهو في التواصل مع حكومة الشرع، بداية بشكل غير مباشر من خلال تبادل الرسائل عبر أطراف ثالثة، ثم بشكل مباشر في اجتماعات سرية في بلدان ثالثة، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
وصرح مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى لموقع "آكسيوس" الأسبوع الماضي بأن الشرع أكثر تأييداً مما توقعته إسرائيل، وأنه لا ينفذ أوامره من أنقرة، وأضاف: "من الأفضل لنا أن تكون الحكومة السورية مقربة من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية".
خطوط حمراء
في غضون ذلك، قال مسؤول أميركي إنّ الإسرائيليين عرضوا على باراك "خطوطهم الحمراء" بشأن سوريا، وهي تشمل رفض وجود عسكرية تركية في البلاد، بالإضافة إلى رفض وجود مُتجدد لإيران و"
حزب الله" ناهيك عن إخلاء منطقة جنوب سوريا من السلاح.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الإسرائيليين أبلغوا باراك أنهم سيحتفظون بقواتهم في سوريا حتى يتم توقيع اتفاق جديد يتضمن نزع السلاح في جنوب سوريا.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل تريد في اتفاق حدودي مستقبلي جديد مع سوريا إضافة قوات أميركية إلى قوة
الأمم المتحدة التي كانت متمركزة في السابق على الحدود.
التقرير قال إنَّ "إحدى علامات الاستفهام الكبرى في أي محادثات سلام مستقبلية بين إسرائيل وسوريا، ستكونُ مسألة مرتفعات الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967".
وتابع: "في كل جولة من المحادثات مع إسرائيل على مدى العقود الثلاثة الماضية، طالب نظام
الأسد بانسحاب إسرائيلي كامل أو شبه كامل من مرتفعات الجولان مقابل السلام. و
خلال ولايته الأولى، اعترف ترامب بهضبة الجولان كجزء من إسرائيل، ولم تتراجع إدارة بايدن عن هذا القرار".
ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الحكومة السورية الجديدة سوف تثير قضية مرتفعات الجولان في أي محادثات سلام مستقبلية، ولكنها قد تكون أكثر مرونة في هذا الشأن من نظام الأسد، وفق "آكسيوس".