عقدت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي اجتماعًا موسعًا عبر تطبيق "تيمز" مع مئات مديري المدارس الرسمية الذين نفذوا التقييم التشخيصي في مدارسهم، حيث توجهت إليهم بكلمة عبرت فيها عن تقديرها والتزامها برسالتهم التربوية، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها
لبنان.
وقالت كرامي إن إنجازًا وطنيًا كبيرًا تحقق في أيار 2025، تمثل بإجراء تقييم تشخيصي وطني شامل شمل جميع التلامذة من الصف الأول حتى الصف السادس الأساسي في المدارس الرسمية، مؤكدة أن هذا التقييم ليس امتحانًا عاديًا بل خطوة تأسيسية تهدف إلى تشخيص الفاقد التعليمي استنادًا إلى المعايير العالمية والمنهج اللبناني، لتحديد نقاط القوة والضعف لدى كل تلميذ في اللغات والرياضيات.
وأوضحت
الوزيرة أن التقييم تميز بشموليته وعدالته، حيث أُجري في بيئة آمنة ومحفزة، مع اعتماد تمارين التعلم الاجتماعي والانفعالي (SEL) لتحفيز التلامذة، كما تم تكييفه ليتناسب مع الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة عبر وحدة التربية الدامجة. كما أشارت إلى أن التقييم نُفذ للمرة الأولى عبر منصة إلكترونية لبنانية طورتها الوزارة بالكامل دون أي مساعدة خارجية.
وأضافت أن الأهم في هذا التقييم أنه يشكل الخطوة الأولى في خطة دعم المدرسة الرسمية، ويعتبر خط الأساس الذي سيتم العمل عليه ومتابعته خلال العام الدراسي 2025-2026 لضمان تطور كل تلميذ وتلقيه الدعم المناسب.
وأشارت كرامي إلى مشاركة 871 مدرسة ونحو 134 ألف تلميذ، وتسجيل حوالي 8,500 معلم ومعلمة على المنصة، حيث يمكن تحليل أكثر من 11 مليون نتيجة، كما تم إعداد بطاقة تشخيصية لكل تلميذ تبين مستواه والمهارات الأساسية التي يحتاج إلى التركيز عليها.
وأوضحت أن التقارير الفردية لكل تلميذ أصبحت متاحة عبر المنصة لتسهيل المتابعة الفردية وتخطيط التدخل المناسب، إضافة إلى تقارير مفصلة للمديرين لمتابعة أداء فرق العمل، كما بات بإمكان كل معلم الاطلاع على نتائج تلامذته مما يعزز التخطيط للدعم
التربوي خلال تحضير الدروس للسنة المقبلة.
وشددت الوزيرة على أن هذا التقييم يمثل المرحلة الأولى، فيما تشمل المرحلة الثانية صفوف الحلقة الثالثة والتعليم الثانوي، مع بدء تحضير جلسات تعريفية للمعلمين حول هذا النوع الجديد من التقييم الذي يرتكز على تصنيف التلامذة حسب المستويات بدلاً من الصفوف أو العلامات.
وأكدت أن الوزارة، بالتعاون مع
المركز التربوي للبحوث والإنماء (CERD)، تعمل على تحليل مفصل للنتائج على المستوى الوطني لتحضير برنامج تدخل تربوي شامل يستجيب للحاجات الحقيقية للمتعلمين، مشيرة إلى أن الدعم المالي لهذا البرنامج قيد التأمين.
وأضافت كرامي أن الوزارة ستدرب الهيئات التعليمية والإدارية على مقاربة التقويم الجديد وبرنامج التدخل خلال شهري آب وأيلول 2025، لضمان الجاهزية للعام الدراسي الجديد، مع الالتزام بإطلاع الشركاء على كل جديد وخطوات التنفيذ.
وأعلنت الوزارة بدء عملية تصحيح ثانية (Second Correction) ضمن عينة من المدارس للتحقق من دقة التصحيح وتحسين جودة النتائج النهائية، موضحة أنه سيتم التواصل مع عدد من المدارس لجمع أوراق التلامذة يدويًا وتحليلها من جديد، وناشدت المديرات والمديرين بالتعاون الكامل كما في السابق.
وختمت الوزيرة كرامي كلمتها بتوجيه الشكر لكل الهيئات التعليمية والإرشادية والإدارية التي عملت بجد والتزام، مؤكدة على دعم الوزارة المستمر لهم في مسيرة التقييم والتدخل والتحسين، ودعت الجميع لاستكمال هذا المسار لبناء ثقافة تقويم وطنية عادلة تكون حجر الأساس في المنهج الجديد، وقالت: "من القلب، شكرًا لكم، ومع التقييم والتعليم... نصنع التغيير".