Advertisement

لبنان

ماذا لو دخلت أميركا في الحرب؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
18-06-2025 | 09:01
A-
A+
Doc-P-1378002-638858333365577289.jpg
Doc-P-1378002-638858333365577289.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
دخلت الحرب الإسرائيليةالإيرانية اسبوعها الثاني من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر للجم هذا الجنون اليومي، الذي يبدو أنه مستمرّ في شكل تصاعدي، خصوصًا أن لكل من تل أبيب وطهران أهدافًا استراتيجية في هذه الحرب، التي يعتبرها الطرفان وجودية بالنسبة إلى طبيعة كل من هاتين الدولتين القائمتين على الأحادية العنصرية في منطقة غريبة عن تلك الطبيعة، والتي لا تتوافق أهدافها مع الأهداف الإيرانية والإسرائيلية، وإن كان اللبنانيون متوافقين على اعتبار أن إسرائيل هي "الشرّ المطلق"، وأن كيانها نقيض لأي كيان آخر، وبالأخصّ الكيان اللبناني القائم على التعدّدية الدينية والثقافية والفكرية في مناخ من الحرية النسبية، فيما يرى البعض في المقابل أن إيران حاولت على مدى السنوات الأخيرة أن يكون لها موقع في المياه الدافئة على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عبر إقامة حلف استراتيجي مع المكّون الشيعي، وبالأخصّ مع "حزب الله"، الذي مدّته بالسلاح والأموال ليكون جاهزًا في التصدّي لأي اعتداء إسرائيلي. وهذا ما حصل في حربي تموز العام 2006، وفي أيلول العام 2023.
Advertisement
وفي ظل تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل في ظلّ الضربات المتبادلة المتواصلة، يطفو على سطح هذه التطورات والأحداث الدراميتيكية والخطيرة سؤال جوهري، وهو: هل ستجد الولايات المتحدة نفسها مضطّرة لدخول هذه الحرب المفتوحة، وماذا يمكن أن يحصل في حال قرّرت واشنطن التدخل عسكريًا؟
حتى الساعة، تتجنب الإدارة الأميركية التورّط المباشر في المواجهة، مكتفية بدعم إسرائيل سياسيًا ولوجستيًا، خصوصًا في مجال الدفاع الجوي وتبادل المعلومات الاستخباراتية. إلا أن واشنطن وضعت قواتها في حالة تأهب في قواعدها المنتشرة في الخليج والعراق وسوريا، وهي تتخذ كل الاحتياطات الممكنة للمواجهة في ظل تقديرات باحتمال أي تصعيد مفاجئ قد يستهدف المصالح الأميركية أو حلفاءها في المنطقة.
فالبيت الأبيض يدرك أن التدخل المباشر في الحرب قد يحوّل النزاع من مواجهة إقليمية إلى صراع دولي، وهو سيناريو يحاول الرئيس دونالد ترامب تفاديه، وإن كانت تصريحاته العلنية تشير إلى أن خيار التدّخل قد بدأ يغلب على خيار الاكتفاء بتقديم الدعم اللوجستي لإسرائيل، وهو حذّر في آخر تصريح له طهران من التمادي في اختبار صبر الولايات المتحدة الأميركية.
 
السيناريو الأكثر ترجيحًا للتدخل الأميركي يتمثل في مدى قدرة ايران على التعرّض للقواعد أو الجنود الأميركيين الموجودين في المنطقة عبر هجمات، سواء أكانت  مباشرة، أو من خلال حلفائها في العراق وسوريا، أو إذا أدّت الهجمات الإيرانية إلى سقوط عدد كبير من المدنيين الإسرائيليين أو إلى تهديد وجودي للدولة العبرية. وهذا ما قاله ترامب في آخر تصريح له عندما أشار إلى عبثية سقوط الأبرياء في هذه الحرب المفتوحة.
كما أن فتح جبهة جديدة عبر الجنوب اللبناني إذا طلبت إيران ذلك من  "حزب الله"  قد يُسرّع في اتخاذ قرار التدخل، خصوصًا إذا شعرت واشنطن بأن إسرائيل على وشك الانهيار تحت ضغط الجبهات المتعددة.
أمّا إذا دخلت الولايات المتحدة في هذه الحرب لصالح إسرائيل تحت حجّة حماية مصالحها في المنطقة، فإن المنطقة ستواجه زلزالًا استراتيجيًا ستكون له ارتدادات كبرى، أبرزها تصعيد إقليمي واسع، بحيث ستجد إيران نفسها مجبرة على أن تردّ بقصف قواعد أميركية في العراق وسوريا، وربما في الخليج العربي، وتدفع بحلفائها نحو التصعيد الشامل، ما يهدد بإشعال أكثر من جبهة.
 
ولا يُستبعد في هذه الحال أن تغلق إيران مضيق هرمز أو على الأقل عرقلة الملاحة التجارية فيه، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا، ويهدد بإرباك الاقتصاد العالمي.
أمّا إذا  قرّر "حزب الله" الدخول في المعركة، بطلب من طهران، وفي شكل واسع، فإن هذا التدّخل سيعرّض لبنان حتمًا لانهيار أمني شامل، مع ما لهذا الأمر من تداعيات خطيرة على الكيان اللبناني برمّته، خصوصًا أن لبنان يقف على شفير انهيار مالي غير مسبوق، مع ما حملته هذه الحرب من تداعيات مباشرة على الموسم السياحي في صيف كان يعلّق عليه اللبنانيون الآمال العريضة.
في المحصلة النهائية، فإن الولايات المتحدة لا تزال تمسك بخيط التوازن الحذر، لكنها تعلم أن استمرار التصعيد قد يفرض عليها تغيير حساباتها. وإذا قرّرت الدخول في الحرب، فإن الشرق الأوسط سيدخل مرحلة جديدة من الفوضى، يصعب التنبؤ بنهاياتها. وفي ظل غياب أي أفق للتسوية، تبدو المنطقة ذاهبة إلى الخيارات الأصعب.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas