من شاطئ الميناء في
طرابلس، تبدأ كل صيف رحلة ساحرة نحو واحدة من أجمل جواهر الطبيعة في
شمال لبنان:
جزيرة النخلة، أو كما يعرفها الكثيرون بـ"جزيرة الأرانب".
تقع هذه
الجزيرة على بعد خمسة كيلومترات فقط من الساحل، وهي مقصد سياحي بارز يستقطب الزوار من مختلف المناطق
اللبنانية، إلى جانب أبناء طرابلس أنفسهم.
جزيرة النخلة هي الأكبر ضمن مجموعة محمية جزر النخيل الطبيعية التي تضم أيضاً جزيرتي "سنّني" و"رامكين" (المعروفة محلياً بـ"الفنار").
سُميت الجزيرة بهذا الاسم نسبة لأشجار النخيل التي تنمو بكثافة في قلبها، أما اسم "جزيرة الأرانب" فيعود إلى حقبة الانتداب الفرنسي حين أُطلق القنصل الفرنسي أرانب على الجزيرة، لكنها اختفت لاحقًا.
تتميز الجزيرة بشواطئها الرملية
الناعمة على جهتي
الشمال والشرق، وهو ما يميزها عن الجزر الأخرى ذات السواحل الصخرية، مما يجعلها المكان المفضل للعائلات ومحبي السباحة والاستجمام.
محمية طبيعية ذات قيمة بيئية وتاريخية
تتمتع جزيرة النخلة بحماية قانونية منذ عام 1992، حيث أُعلنت محمية طبيعية ومحمية بحرية وحيدة من نوعها في
لبنان.
الجزيرة غنية بالتنوع البيولوجي، فهي موطن لأنواع نادرة من السلاحف البحرية مثل Caretta caretta وChelonia mydas، كما تستقبل أكثر من 150 نوعًا من الطيور المهاجرة سنويًا.
كما تضم الجزيرة آثاراً تاريخية تعود للعهد الصليبي، منها بئر ماء عذبة وكنيسة قديمة، إضافة إلى مرافق استخدمت خلال الفترة
الفرنسية.
شروط الزيارة والحفاظ على البيئة
يزور السياح الجزيرة فقط في الفترة الممتدة من
تموز إلى أيلول، أي ثلاثة أشهر فقط خلال السنة، وذلك ضمن سياسة صارمة تهدف إلى حماية النظام البيئي الدقيق للمحمية.
يمنع منعًا باتًا القيام بأي أعمال إعمار أو إشعال النار أو التخييم، أو أي نشاطات خارجة عن الإطار المنظم للحماية البيئية.
تشرف على المحمية لجنة خاصة تتبع
وزارة البيئة، بالتعاون مع بلدية الميناء، ويعمل فيها حراس بيئيون ومرشدون سياحيون لضمان سلامة الزوار والحفاظ على النظام البيئي.
تستغرق الرحلة بالقارب إلى الجزيرة حوالي 45 دقيقة، وتُقدم عادةً عبر صيادي الميناء الذين يحوّلون قواربهم إلى "تاكسي بحري" خلال موسم الصيف.
أحد زوار الجزيرة قال لـ"
لبنان 24": "نقصد الجزيرة لما تتميز به من مياه نظيفة وصافية، ولأن أجواءها الهادئة توفر مكانًا مثاليًا لقضاء أوقات ممتعة مع العائلة أو الأصدقاء، بعيدًا عن صخب المدينة."