Advertisement

لبنان

موقف "حزب الله" من "نصر" إيران.. هل ينطوي على "رسائل"؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
26-06-2025 | 12:30
A-
A+
Doc-P-1382857-638865283627761146.jpg
Doc-P-1382857-638865283627761146.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لعلّها المرّة الأولى التي تخوض فيها إيران مواجهة مباشرة مع إسرائيل، تستمرّ على مدى 12 يومًا، فيما يبقى "حزب الله" في موقع "المتفرّج"، وهو الذي اعتاد أن يخوض الحروب بالوكالة عنها، وفق التعبير المتداول، بوصفه أحد أذرعها العسكرية الأساسيّة في المنطقة، ولو أنّ الحزب ينفي كلّ ما يُحكى عن "تبعية" بهذا المعنى، ويشدّد على أنّ للجمهورية الإسلامية فضلاً عليه كما على كلّ فصائل المقاومة في المنطقة.
Advertisement
 
وإذا كان "الحزب" اعتاد أن "يسند" إيران مسبقًا، فتكون الاشتباكات بينها وبين إسرائيل، مع كلّ ما تنطوي عليه من رسائل سياسية ونارية، بواسطته ومن خلاله، فإنّه هذه المرّة لم "يسندها" حتى بعد أن وصلت المعركة إلى قلب طهران، ربما لأنّ الظروف التي نشأت عن الحرب الدموية الأخيرة حكمت حكمها، وربما لأنّ معادلات ما بعد الحرب والحصار الذي تعرّض له نسبيًا منعته من أيّ تحرّك سيضرّ به وبلبنان، ولن ينفع إيران في شيء.
 
هكذا، اكتفى "الحزب" بدعم لفظي وتضامن معنوي مع إيران على مدى الأيام الـ12، وهو موقف لم يغيّره حتى حين تمّ تهديد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية السيد على خامنئي، ولا حين دخلت الولايات المتحدة على الخط، وضربت المنشآت النووية الإيرانية، لكنّه كان أول المهنئين بما وصفه "نصرًا إلهيًا مؤزرًا" حققته إيران، وعدّه "بداية مرحلة تاريخية جديدة"، فأيّ رسائل يوجّهها الحزب من خلال هذا المكان، إلى الداخل والخارج؟!
 
تحوّلات حرب لبنان
 
 
قبل الحرب الإسرائيلية على إيران، وجد "حزب الله" نفسه في موقفٍ لا يُحسَد عليه، وقد خسر كلّ النفوذ الذي لطالما عُرف به، وفقد كلّ الامتيازات التي رافقته على مرّ السنين، حتى اضطر إلى تقديم الكثير من "التنازلات" على مستوى الاستحقاقات الداخلية، وهو ما ترجم في "تسوية" انتخاب رئيس الجمهورية، و"صدمة" تسمية رئيس الحكومة، وصولاً إلى اضطراره للتطبيع مع خطاب لم يكن يقبل به يومًا، عنوانه "نزع السلاح"، ولو تحت عنوان حصره بيد الدولة.
 
كان ذلك ضمن "الثمن" الذي دفعه "حزب الله" بنتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة، التي لم يخرج منها مهزومًا، كما يقول، بدليل صموده الأسطوري رغم كلّ الضربات الثقيلة التي مني بها، لكنّ الأكيد أنّه لم يخرج منها أيضًا كما دخلها، وقد خسر أكثر بكثير ممّا كان يتوقّعه، وأهمّ ما خسره ويدرك أنه لا يستطيع تعويضه، هو زعيمه التاريخي وأمينه العام السابق السيد حسن نصر الله، الذي لا يزال جمهور الحزب حتى اليوم لا يصدّق أنّه لم يعد بينهم.
 
ترجمت تلك الخسارة أيضًا في نأي "حزب الله" بنفسه على مدى الأشهر الماضية عن الخروقات الإسرائيلية التي لا تتوقف للسيادة اللبنانية، وعن الاغتيالات اليومية التي تنفذها لعناصر ومقاتلي وقادة الحزب، وعن قصفها لمختلف المناطق بما في ذلك الضاحية الجنوبية لبيروت، "نأي بالنفس" يرى كثيرون أنّه كان لزامًا على الحزب أن ينقله إلى "الجبهة الإيرانية"، ليس بالضرورة لمنع "توريط" لبنان في حرب ليس معنيًا به، ولكن قبل ذلك لأنه غير قادر على المواجهة.
 
حرب إيران تعيد "الهيبة"؟
 
عندما بدأت الحرب على إيران، وتمّ "الاستفراد" بها إن صحّ التعبير، بعد التضييق على أذرعها في المنطقة، كانت الخشية كبيرة لدى "حزب الله" وغيره بأنّ المخطّط كبير، وأنّ المؤامرة أكبر، وأنّ تفكيك محور المقاومة أصبح أمرًا واقعًا، خصوصًا بعد الجولة الافتتاحية التي كانت قاسية جدًا، مع الاغتيالات التي طالت كبار القادة في الجمهورية الإسلامية، وهو ما فجّر مخاوف من أن تعجز إيران عن "استيعاب" صدمة هذه الضربة، فتسقط بصورة أو بأخرى.
 
تعزّزت هذه المخاوف مع شعور "حزب الله" بعدم القدرة على الإسناد للكثير من الأسباب، أولها وضعه الناشئ عن الحرب الأخيرة وما تركته من ندوب، وثانيها عدم قدرته على التحرك دفاعًا عن إيران بعدما سكت على الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، وثالثها الاعتقاد بأنّ إسناد إيران سيترك انطباعًا بأنّها ضعيفة وتحتاج لمن يقوّيها، ورابعها وربما أهمّها الضغوط التي تعرّض عليها لمنعه من أيّ "توريط" للبنان في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
 
كان "حزب الله" يقرأ خلف هذه الضغوط "رهانات" لدى كثيرين بأنّ هذه الحرب ستكون "جولة النهاية"، وأنّ "محور المقاومة" لن تقوم له قيامة بعد ذلك، ولذلك فهو يعتبر أنّ "انتصار" إيران، رغم جدلية هذه النقطة بالنسبة لكثيرين، أعطته دفعًا كان بحاجة شديدة إليه، وبالتالي شكّلت "الإسناد الحقيقي" له، وثبّتت بالحد الأدنى، وبما لا يدع مجالاً للشكّ، بأنّ محور المقاومة لا يزال بخير، ولم يسقط، وهو ما ينبغي على الجميع أخذه بالاعتبار في المرحلة المقبلة.
 
صحيح أنّ هناك من يقول إنّ إيران لم تنتصر في حربها، وقد خسرت الكثير من قادتها، كما حصل مع "حزب الله" و"حماس"، كما أنّ مصير برنامجها النووي غير واضح بعد، لكنّ الصحيح أيضًا أنها لم تنهزم، وقد تركت دمارًا واسعًا في إسرائيل، مع ضربات صاروخية لم تتوقف حتى اللحظة الأخيرة. بهذا المعنى، فإنّ ما تحقّق هو "نصرٌ" بمفهوم "حزب الله" الذي يدعو شركاء الداخل إلى قراءته مليًا، وعدم الانصياع للغرب، مهما كانت الأسباب!
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa