Advertisement

لبنان

هل يسّلم "حزب الله" سلاحه أم يُنتزَع منه؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
28-06-2025 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1383802-638866974672459991.jpg
Doc-P-1383802-638866974672459991.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
هل صحيح أن الموفد الأميركي الجديد إلى لبنان توماس برّاك قد أبلغ المسؤولين اللبنانيين، الذين التقاهم في آخر زيارة له لبيروت، أن سلاح "حزب الله" يجب أن يُنزع بأي طريقة من الطرق؟ فإذا كان لبنان غير قادر على هذه المهمة فإن إسرائيل، التي امتدّت يدها إلى إيران، مصدر هذا السلاح، قادرة على القيام بهذه المهمة. وهذا ما ورد صراحة في الورقة الموقعّة بين واشنطن وتل أبيب على هامش اتفاق وقف إطلاق النار. وهذه الورقة لم تعد سرّية لأن الجميع، بمن فيهم أركان "حزب الله"، على علم بما تضمّنته من بنود تجيز للعدو الإسرائيلي ملاحقة العناصر الحزبية ومخازن الأسلحة أينما وجدوا حتى ولو كانوا في المناطق، التي لم تطلها الصواريخ الإسرائيلية خلال حربها ضد "حزب الله". وهذه "المطاردة" لم تتوقف يومًا، وهي مستمرة بوتيرة أعنف، خصوصًا بعدما أصبحت إسرائيل "مرتاحة على وضعها" بعد حربها مع إيران، وما نتج عنها من خسائر طالتها كما طالت إيران، على رغم ادعاء كل منهما بأن النصر كان حليفه فيما الواقع هو على عكس هذه الادعاءات.
Advertisement
قد يكون أمر تسليم "حزب الله" سلاحه للدولة مهمًّا بالنسبة إلى اللبنانيين، الذين يريدون أن يأكلوا عنبًا لا قتل الناطور، لكنهم يرون أن أكل العنب وقت القطاف أفضل بكثير من أن تُترك العناقيد على أمها فتأتي طيور السماء لتنتهشها، خصوصًا إذا ما تيقنت أن "خيالات الصحراء"، التي توضع عادة في الكروم لإخافة هذه الطيور، ليست سوى دمىً لا تُخيف.
وهذا ما تمّ بحثه على الأرجح بين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في أول لقاء بين الرجلين بعد الانتخابات الرئاسية.
الذين اطّلعوا على بعض تفاصيل ما دار من أحاديث في لقاء بعبدا يؤكدّون أن معظمها دار حول سلاح "حزب الله"، وأن مهمة تسليمه إلى الدولة يجب أن تُناط بمؤسسة الجيش اليوم قبل الغد، لأن نزع هذا السلاح بغير هذه الطريقة "الحبّية" سيؤدّي حتمًا إلى ردود فعل غير مستحبّة في الظرف الحالي، الذي يمرّ به لبنان، وستكون له انعكاسات سلبية على مسيرة العهد، التي بدأت بخطاب قسم تاريخي.
ولكن تسليم السلاح إلى الجيش بطريقة "حبّية" يجب ألا يعني بالضرورة "تمييع" هذه المهمة، أو إضاعة الفرصة أمام إمكانية استعادة الدولة بأجهزتها الشرعية قرار السلم والحرب، بما يعنيه هذا القرار من استعادة هيبة هذه الدولة كمقدمة لا بدّ منها لإعادة بسط سلطتها على كل شبر من الأراضي اللبنانية بما فيها التلال الخمس، وكذلك مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، على رغم كل الكلام، الذي قيل في السابق ويُقال اليوم عن غير وجه حقّ بالنسبة إلى "لبنانية" هذه المزارع وتلك التلال.
فالفرق كبير، في رأي الخبراء العسكريين، بين "تسليم" السلاح، وبين "نزع" هذا السلاح. ففي الأمر الأول، خصوصًا إذا أتى وفق ما يسعى إليه الرئيس عون، يكون هذا التسليم مقدمة لأمور كثيرة، ومن بينها بالطبع عودة الدولة إلى الدولة، وعودة "حزب الله" بالتالي إلى هذه الدولة، التي تحدّث عنها رئيس الجمهورية في خطاب القسم، والتي تحدّث عنها بصراحة متناهية في خلال استقباله وزير خارجية إيران عباس عراقجي عندما زار لبنان عشية الضربة الإسرائيلية لإيران.
أمّا في الأمر الثاني فإن كثيرًا من اللبنانيين يعتبرون أن "نزع" سلاح "حزب الله" بالقوة أو عن طريق حرب إسرائيلية جديدة ضد "المقاومة الإسلامية" ستُدخل البلاد مرّة جديدة في متاهات الحروب العبثية، التي من شأنها أن تقوّض التركيبة اللبنانية القائمة على توازنات دقيقة وحسّاسة.
باختصار كلي يمكن القول، واستنادًا إلى أوساط مراقبة، بأن الوضع غير مطمئن، لأن "حزب الله" لا يزال يعتبر حتى الساعة أن دور سلاحه لم ينتهِ بعد، وهو حاجة وطنية قبل أن يكون مجرد حاجة للبيئة الشيعية فقط.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas