Advertisement

لبنان

حبشي: لبنان ليس بحاجة فقط الى أناس ناجحين بل لمبدئيين

Lebanon 24
28-06-2025 | 07:38
A-
A+
Doc-P-1383944-638867183997347979.png
Doc-P-1383944-638867183997347979.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
احتفلت ثانوية الراهبات الأنطونيات -مار الياس غزير بتخريج طلابها للعام 2025 بحضور النائب أنطوان حبشي، الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر ، رئيسة الثانوية الأم جوديث هارون إضافة إلى رؤساء وأعضاء روابط المعلمين والأهل والأصدقاء والقدامى وآباء وراهبات والهيئة التعليمية وأهالي الخريجين.
Advertisement

بعد دخول موكب الخريجين والنشيد الوطني اللبناني ونشيد الثانوية كلمة عريف الاحتفال جورج خليل تمنى فيها للخريجين أن يكون "هذا اليوم محطة مهمة للإنتقال الى مراحل أخرى في حياتهم وبناء مستقبلهم والنجاح في تحقيق أهدافهم وأحلامهم المستقبلية . "

ثم تحدثت الأم جوديث هارون موجهة "تحية ترحيبية وتهنئة من القلب في هذا اليوم السعيد" ، وقالت :" إن التخرج هو خاتمة وبداية في آن وانتم اليوم تختتمون خمسة عشر عاما في هذا الصرح التربوي العريق الذي رافق نموكم بالقامة والحكمه والنعمة أمام الله والناس ، إنه يوم تنسلخون فيه عن مطارح ضمتكم بجناحيها وحضنتكم من شرور الدنيا وتحديات المجتمع وظلمة الجهل . وفي الوقت عينه تخرجكم هو بداية لأنكم تنطلقون الى ميادين التحصيل الجامعي والإلتزامين المهني والعائلي وستحلقون في سماء الحياة بجباه عالية وعزائم قوية وترتفع أحلامكم لمواجهة المستقبل بإيمان وثقة وقوة ، فأنتم الحاملون رجاء القيامة والإنبعاث من بين الرماد مهما اشتدّت رياح التحديات تماما كطائر الفينيق".

أضافت: "شعلة الرجاء هي الأمل المتأصل في نفوسكم جميعا ، وبحق دعاكم قداسة البابا الراحل فرنسيس "حجاج رجاء " لتنعموا بهذه السنة اليوبيلية المباركة. وبدوري أنا أود ان أعطيكم إسما جديدا وأدعوكم "حراس فجر لبنان الجديد".

وختمت: "أفضل عرفان جميل تؤدونه لمن إهتم بكم هو أن تثمروا خيرا وحقا في مجتمعاتكم ، وتأكدوا أن الفضل يعود لمن أحسن تربيتكم وفي طليعتهم أهلكم الذين بذلوا الغالي والنفيس لتقطفوا ثمار الحياة وبعد أهلكم الفضل لمدرستكم  إدارة ومعاونين وهيئة تعليمية. نتمنى للخريجين تحقيق أحلامهم وطموحاتهم ومستقبلا زاهرا".

بعدها تحدث خطيب الاحتفال النائب أنطوان حبشي الذي استهل كلمته بشكر إدارة المدرسة على هذه الثقة للمشاركة بلحظة ستكون مؤثرة في صناعة المستقبل. وقال: "وجودنا اليوم هو إنجاز بحد ذاته بين الفرح والكلمة العميقة رغم كل المرحلة التي مررنا بها هذا العام وقد رأيت صراعات بينكم لم افهمها وكنت خائفا من تداعياتها ، لذلك اشكر الخريجات والخريجين لأنهم شكلوا العصب والهدف الذي عاد وجمعنا وأقول لكم ان التحدي الذي مررنا به سيكمل ولهذا أقول للإدارة ان الطلاب ليسوا فرصة مادية وهي تعرف ذلك وأقول للأهل ان الادارة ليست ضدكم ومستقبل أولادكم فيها كما أقول للأساتذة من يضعكم في مواجهة الإدارة لديه غاية سيئة وهنا نجد المشهد الثقافي الذي تستطيعون من صفوفكم بناء مجتمعكم ، اما التلاميذ اقول لهم المدرسة ليست علم ومعرفة أكاديمية فقط بل هي هوية ثقافية ووجودية تحافظ على هويتنا ووجودنا".

أضاف: "عليكم التعاضد فيما بينكم وليس  التناقض بين بعضكم البعض ولا تدعوا غياب الدولة والقلة يدخلوكم في صراعات لا معنى لها فالتعاضد يجعلنا نصل الى شاطئ الأمان".

واستشهد بقصة من الأساطير اليونانية الخالدة حول فيليمون اوذيس وتقديمه القليل الذي يملكه دون مقابل الذي عاد عليه بخلاص منزله الوحيد من الطوفان وما حملته هذه القصة من عبر، وقال: "الدرس الاول هو اللطف والمحبة الغير مشروطة التي لا يقاومها أي شيء وهذا ما قدموه اهلنا الذين مروا بكثير من الأوقات المادية المتواضعة وواجهوا صعوبات وبالرغم من ذلك قدموا أغلى ما لديهم من إنسانيتهم وتعاطفهم واحترامهم للآخر ، فالقيم الحقيقية المنسية في عصر اليوم هي التي تبني العالم الحقيقي".

وتابع: "اما الدرس الثاني فهو الصمود والإيمان لأنه رغم صعوبة الحياة استمروا بالتمسك بالمبادئ ونالوا مكافأة اكبر بكثير مما قدموه. فأنتم ايها الطلاب تلقيتم في هذه الثانوية ليس المعرفة الأكاديمية فقط وإنما تمتلكون بوصلة أخلاقية متينة وسلم قيم واضح من خلاله تعرفون أن الإنسان الآخر هو قيمة وتكونون مستعدين لمد ايديكم والإصغاء للآخرين . أقول لكم وإن كان طريقكم غير سهل وتواجهون الصعوبات فالطريق السهل لا يوصلكم وعليكم أن تواجهوا وتكونوا اوفياء لمبادئكم كي تخلقوا حياة مليئة بالمعنى والإنجاز وصدقوا أنكم تملكون القوة لتغيير العالم من خلال تراكم تصرفاتكم اليومية وطريقتكم بالتعامل معها ومع الناس التي ستساهم في بناء مجتمعكم".

أضاف: "في الظرف الذي يمر به لبنان اليوم أقول لكم أنتم امام حياة جديدة مليئة بالتحديات والفرص ، فالحياة لا تنتظر احدا  متخاذلا ومتفرجا بل تفتح أبوابها لمن يمتلك الشغف ويعمل بصدق ويقف مجددا بعد تعثره ويرفض أن تكون الظروف الصعبة سببا لجموده وتراجعه . الفرق ليس بالتحديات بل ارادة المواجهة التي تملكونها ، فلا تسعوا وراء الوظيفة والمردود المادي فقط بل لأن تكونوا قيمة مضافة وصادقين وأمناء بالتعامل مع محيطكم ومجتمعكم".

وتابع: "لبنان ليس بحاجة فقط الى أناس ناجحين بل أناس مبدئيين يحولون الخوف الى عطاء والتعب الى رجاء والتردد الى التصميم ، ونحن بحاجة الى وجود أناس مسوؤلين وأنتم مسوولون عن خطواتكم ، وهنا أقول لكم رددوا ما قاله القديس شربل " صلوا وكأن المسألة بيد الله وإعملوا وكأن المسألة بيدكم بشكل كامل".

وختم: "تعبرون اليوم ممرا من مرحلة الى أخرى وأنتم أسياد مصيركم وتكتبون قصتكم لتخبروها فيما بعد ، فالعالم ملك لاؤلئك الذين يجيدون كتابة القصص الساحرة وأنتم قادرين على ذلك ."

في الختام قدمت الأم الرئيسة هارون درعا تقديرية لحبشي ووزعت الشهادات على الخريجين.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك