وفي السياق، قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس
ترامب يريدُ وضع اللمسات الأخيرة على شروط إنهاء الحرب في غزة مع نتنياهو خلال لقائهما في
البيت الأبيض.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"
الإسرائيلية أن خطة "ما بعد الحرب" ستحدد كيفية إدارة غزة دون سيطرة
حماس والترتيبات الأمنية التي ستُتخذ لمنع حركة حماس من التعافي، وذلك كشرط أساسي لأي اتفاق ينهي الحرب.
وترغب كل من
إسرائيل والولايات المتحدة في تجنب وضعٍ تتحول فيه غزة إلى نموذجٍ مشابهٍ لحزب الله على غرار
لبنان، حيث توجد من جهةٍ حكومة مدنية خالية من تمثيل حماس، بينما تواصل الحركة، من جهةٍ أخرى، العملَ سراً والاحتفاظَ بالسلاح.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاقٍ بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار، فسيكون هذا هو محورَ المفاوضات بين إسرائيل وحماس خلال فترة وقف إطلاق النار الممتدة لـ60 يوماً.
وخففت إسرائيل من موقفها بشأن مسألة ترحيل كبار مسؤولي حماس من غزة، وهي الآن مستعدةٌ للقبول بترحيل رمزي لبعض قادة الجناح العسكري.
بدوره، قال مسؤول إسرائيلي إنه "لم يبقَ الكثير من كبار مسؤولي حماس في غزة"، وأضاف: "لن يتطلب الأمر سفينةً لإبعادهم، ربما شاحنةٌ تكفي".
وذكر المسؤول أنَّ إسرائيل تطالب بتفكيك الجناح العسكري لحماس، لكنها مستعدةٌ للنظر في منح العفو للأشخاص الذين يُلقون أسلحتهم.
ويعارض نتنياهو حكم حماس في غزة، لكنه يرفض أيضاً أي تدخلٍ للسلطة
الفلسطينية في إدارة قطاع غزة. كذلك،
يريد نتنياهو أن تدير الدول العربية غزة بشخصيات فلسطينية محلية غير تابعة لحماس أو السلطة الفلسطينية.
ورفضت إسرائيل مساء أمس الأحد طلب حماس بإجراء تعديلات على المقترح القطري لصفقة الأسرى، لكنها أعلنت أنها ستواصل المحادثات بشأن عودتهم.
وصرح مكتب رئيس الوزراء بأنه بعد تقييم الوضع، أصدر نتنياهو تعليماته لفريق التفاوض بقبول دعوة إجراء محادثات غير مباشرة في قطر، وإجراء مناقشات بناءً على المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل بالفعل.
وقدّم رئيس أركان جيش الدفاع
الإسرائيلي، إيال زامير، للقيادة السياسية ثلاثة بدائل لإنهاء عملية "عربات جدعون"، وأول تلك الحلول هو احتلال قطاع غزة بأكمله، أو تطويق غزة ومخيمات اللاجئين المركزية، أو المضي قدمًا نحو اتفاق وقف إطلاق النار لإطلاق سراح الرهائن، وفقًا لموقع "واللا".
وفي وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، وعقب إعلان الرئيس ترامب موافقة إسرائيل على إطار وقف إطلاق النار في غزة، ضغط وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، لتشكيل جبهةٍ موحدةٍ لوقف التقدم في هذه القضية.
ونشر بن غفير رسالةً إلى سموتريتش في
وسائل الإعلام، زاعماً أن التعاون بين الحزبين اليمينيين المتطرفين وحده كفيلٌ بعرقلة خطة ترامب.
وهاجم بن غفير إطارَ اتفاق إطلاق سراح الرهائن أمس الأحد، ودعا نتنياهو إلى التراجع عنه.
وقال نتنياهو: "إن الوعود بنزع السلاح مستقبلاً، واتفاق جزئي يُفضي إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي، وإطلاق سراح مئات العناصر من حركة حماس، وتدفق المساعدات إلى حماس، ستُبعدنا عن دحر الإرهاب وتُكافئ حماس".
وأضاف: "إن السبيل لاستعادة الرهائن هو احتلال قطاع غزة بالكامل، ووقف المساعدات، وتشجيع الهجرة". (24)