Advertisement

لبنان

كلام برّاك الصباحي التفاؤلي محى كلام الليل التشاؤمي

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
07-07-2025 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1387939-638874903935505586.png
Doc-P-1387939-638874903935505586.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
استنادًا إلى ما قاله الموفد الأميركي توم برّاك بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، فإن كلام الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، لم يلغِ مفاعيل الردّ اللبناني، عندما جزم بأن "الحزب" لن يسلِّم سلاحه. ووضع خمسة شروط، وحتى بعد تحقيقها "يناقش الاستراتيجية الدفاعية" وليس تسليم السلاح: "يجب على إسرائيل أن تُطبق الاتفاق: أن تنسحب من الأراضي المحتلة، أن تُوقف عدوانها، أن تُوقف طيرانها، أن تُعيد الأسرى، أن يبدأ الإعمار. عندما تتحقق مفردات الاتفاق والمرحلة الأولى، نحن حاضرون للمرحلة الثانية، حاضرون لِنناقش الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية."
Advertisement

بهذه الشروط استبق الشيخ قاسم وصول الموفد الأميركي إلى لبنان، الذي التقى المسؤولين الرسميين، واستمع إلى المبررات، التي حدت بهم إلى صياغة "بيان – الردّ" لم يكن في مستوى ما كانت واشنطن تريده من لبنان حيال الأزمة التي يعيشها، وهو العالق بين "شاقوفين"، وإن كان المطلوب أكثر من بيان "إنشائي".

فالإدارة الأميركية المنحازة تلقائيًا إلى إسرائيل لن تكون بطبيعة الحال متساهلة مع لبنان في ما خصّ موقفه الـ "ما بين بين" بالنسبة إلى سلاح "حزب الله". وهذا ما حاول الذين التقوا الموفد الأميركي شرحه له، وذلك انطلاقًا من الخصوصية اللبنانية، إذ ليس من المنطق بالنسبة إلى المسؤولين اللبنانيين المساواة بين ما هو لبناني وبين الإسرائيلي المعتدي والمحتّل.

فالمقاربة، كما يراها كل من الرؤساء الثلاثة، وإن بنسب متفاوتة من حيث القناعات الشخصية، يجب أن تنطلق من مبدأ سيادي قبل أي أمر آخر، أي بمعنى معالجة الأسباب قبل الوصول إلى النتيجة. ولكي يستطيع لبنان أن يصل إلى النتيجة التي تطالب بها واشنطن، وهي تسليم "حزب الله" لسلاحه من دون أي شروط مسبقة، لا بدّ من أن تعمل أميركا بما لديها من "مونة" على إسرائيل لإقناعها بضرورة وقف استهدافاتها اليومية للبنان، وبالتالي سحب جيشها من الأراضي اللبنانية، التي لا تزال تحتلها.

بهذا المنطق قابل الرؤساء الثلاثة الموفد الأميركي، الذي لم يقتنع كثيرًا بما جاء في الردّ اللبناني، وإن كان يأمل في أن يكون مستوحىً من خطاب القسم والبيان الوزاري. فما بين المنطقين اللبناني، وفيه ما فيه من خصوصية التركيبة اللبنانية الهشّة، والمنطق الأميركي، الذي يريد الوصول إلى نتيجة واحدة، وهي تجريد "حزب الله" من سلاحه، من دون معالجة الأسباب، والتي تتلخص بما يقوم به العدو الإسرائيلي من انتهاكات يومية للسيادة اللبنانية خلافًا لما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار؛

ما بين هذين المنطقين يبقى الوضع في لبنان مشدودًا إلى ما يمكن أن تؤول إليه التطورات المتسارعة بين خطّي نار لا يعرف أحد متى ستلتهم الأخضر واليابس، خصوصًا أن الأجواء التي سبقت عودة الموفد الأميركي أوحت بأن ثمة مرحلة صعبة ودقيقة سيعيشها لبنان في الأيام، التي ستلي هذه الزيارة.

فما بين حالتي الاستقرار النسبي والعودة إلى الحرب خيط رفيع يحاول الجميع، بمن فيهم الجانب الأميركي، الحرص على عدم قطعه، وذلك قبل بذل أقصى الجهود للحؤول دون الوصول إلى ما هو محظور. وهذا ما عكسه تصريح برّاك بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون.

فما قاله الموفد الأميركي لدى خروجه من قصر بعبدا يوحي بأن الولايات المتحدة الأميركية تأخذ في الاعتبار خصوصية التركيبة اللبنانية القائمة على توازنات داخلية دقيقة. وفي كلام فيه الكثير من الكلام المعسول قال برّاك "أنتم لؤلؤة المتوسط ولبنان الجسر بين الشرق والغرب وشعب هذا البلد الاكثر صمودا، وبالتالي نقول لكم أنتم تريدون ونحن مستعدون للمساعدة". وأضاف: "الجميع تعب مما حصل في السنوات الاخيرة ونحتاج اليوم للحوار".

وبهذه الروحية انتقل برّاك من القصر الجمهوري إلى عين التينة فالسراي الحكومي، واستكمل الحديث مع الرئيسين نبيه بري ونواف سلام، والذي كان بدأه مع رئيس الجمهورية، على أن يصار إلى التأسيس لمرحلة جديدة من التعاطي مع الوقائع بشفافية، وبما يستلزمه الوضع من حوار جدّي وعميق، خصوصًا بعدما وضع برّاك الكرة في الملعب اللبناني عندما قال بأن "حزب الله" "مشكلة لبنانية بحتة وعليكم أن تحّلوها بأنفسكم".

وبهذا الكلام أعاد برّاك عقارب الساعة اللبنانية إلى الوراء، تاركًا باب المفاوضات الإيجابية مفتوحًا نصف فتحة توصلًا إلى النتيجة المتوخاة، والتي توازن بين الانسحاب الإسرائيلي ووقف اعتداءاته وبين تسليم "حزب الله" سلاحه للدولة اللبنانية.    
 
المصدر: خاص لبنان24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas